ولهذا مباريات المنتخبات والبطولات المجمعة لا يمكن أبدًا أن تكون حاكم حقيقي للأداء الفني للمدربين!
لويس إنريكي وكتيبته الإسبانية غادر يورو 2020 من الباب الكبير بعد الخسارة بركلات الترجيح أمام إيطاليا في نصف النهائي، وهو إنجاز لم يتوقعه أكبر المتفائلين قبل انطلاق البطولة.
أما تجربة روبيرتو مانشيني الملهمة التي بدأت منذ الفشل في التأهل لكأس العالم 2018 في مفاجأة لم يتوقعها أحد، تستمر وتقترب من حصد لقب غاب لسنوات عن الأتزوري.
بدأ إنريكي المباراة دون مهاجم صريح وكان يهدف بشكل واضح في التفوق على وسط إيطاليا ونصب مصيدة الضغط لحرمان مانشيني من البناء من الخلف ولذلك لم يكن مرتاحًا عكس ما حدث أمام بلجيكا.
ثلاثية من أورايزابال وداني أولومو وفيران توريس في لا مركزية واضحة، حيث يفتح نجم سوسييداد الملعب تارة، ويضم لاعب لايبزيج للعمق أحيانًا أو يتكفل موهبة مانشستر سيتي في التحرك على الأطراف، كل يأخذ مكان الآخر بسلاسة واضحة.
كوكي حاضر لأجل التغلب بدنيًا على فيراتي وجورجينو وباريلا، وبوسكيتس يقبع في الخلف ليحرك وسط الملعب بسيطرة وتمكن غير عادي، أما بيدري فهو لاعب الوسط الثالث الذي يمنح دائمًا خيار التمرير.
المباراة سارت كما أرادها لويس بالضبط، سيطرة واستحواذ وضرب تكتلات إيطاليا بفلسفة اللاعب الثالث، بينما اضطر مانشيني وربما للمرة الأولى منذ توليه قيادة إيطاليا على البقاء في الخلف والاعتماد على المرتدات.
أزمة إسبانيا الحقيقة هي غياب النجوم في الخط الخلفي، صحيح لابورت مدافع قوي لكنه جديد على خط دفاع لا روخا أما إيريك جارسيا فلا يزال شابًا صغيرًا لا يمكن توقع منه الكثير في مباراة بهذا الحجم.
مقالب موراتا وكييزا تعلم من رونالدو .. ردود الأفعال على تأهل إيطاليا لنهائي اليورو
Getty Imagesاعتمد مانشيني في التحولات على الأطراف وسرعة نقل الكرة من جورجينو وفيراتي على أن يكون إيموبيلي مهاجم المحطة الذي يسمح لكييزا وإنسيني في الانسلال من الخلف للأمام وضرب دفاع الإسبان.
لم ينجح الأمر كثيرًا بالنسبة لروبيرتو لأنّ إيموبيلي كان سيئًا بجانب تمركز دفاعي رائع من ثنائي الدفاع وقيام سيمون بدور المدافع الثالث أو الليبرو لحماية تقدم الثنائي في عملية الضغط العالي.
ولكن أزمة إسبانيا لا تزال حاضرة، خطأ دفاعي جاء منه الهدف وفرص كثيرة مهدرة من جميع اللاعبين تقريبًا.
ورغم تفوق إسبانيا لكن في مثل هذه المباريات لقطة واحدة قد تغير كل شيء، سرقت إيطاليا اللقطة بهدف في الدقيقة 60 ثم استمرت في تهدئة الرتم في الأشواط الإضافية وأخيرًا ركلات الترجيح التي ابتسمت لمانشيني.
بالنسبة لقوانين الكرة فلا غالب أو مغلوب في مباراة الليلة، لكن ركلات الترجيح نقلت إيطاليا إلى النهائي في انتظار إنجلترا أو الدنمارك، مما يعني أنّ يورو 2020 مؤكد له قصة حالمة رومانسية.
إما فوز إيطاليا بالبطولة ليصبح أول منتخب يحقق اليورو وهو لم يتأهل حتى للنسخة السابقة من كأس العالم منذ اليونان 2004، أو انتصار إنجلترا الأول باللقب ليتوج جاريث ساوثجيت صناعته لفريق قوي في الفترة الماضية، أو تحقيق الدنمارك للقب في قصة حالمة أكثر من أي شيء آخر.
الأكيد أنّ نسخة يورو 2020 هي واحدة من أمتع البطولات المجمعة للمنتخبات في السنوات الماضية!
