Cristiano Ronaldo Juventus 2021Getty

يفكر في نفسه أكثر .. هل يحق لجماهير يوفنتوس اتهام رونالدو بالأنانية؟

يعاني النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من اتهامات الأنانية دائمًا، فهو أناني، يفكر في نفسه فقط، مغرور، يهتم بالنجاح الشخصي أكثر من نجاح الفريق، وكل الأوصاف المشابهة في نظر كل من لا يحبه، بالأحرى في نظر الجميع عدا جمهوره.

لماذا؟ لأن أمثال رونالدو غالبًا لا يقعون في المنتصف عند من يروهم، فإما أقصى اليمين أو أقصى اليسار، لا يمكنك أن تصفق لهدف سجله في مرماك، لأنه سيبادر إليك مشيرًا بالصمت، فإما أن تحبه وتفرحا معًا وإما عكس ذلك تمامًا.

يحدث ذلك في الظروف العادية، خسر أو فاز تُوج أو سقط، ولكن في الأيام الأخيرة، كريستيانو رونالدو يعاني أكثر، فيوفنتوس مهدد بعدم التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الذي جاء صاروخ ماديرا ليحققه لهم!

ذلك جعل النجم البرتغالي يتعرض للكثير من الانتقادات في الأيام الأخيرة خاصة وأن مستواه مع البيانكونيري محل شك، ليس مستواه، بل مستوى الفريق ككل والذي ينعكس عليه، ولكن كونك الرجل الأول يجعلك متصدر المشهد دائمًا، في الإشادات والانتقادات، بغض النظر عن دورك الحقيقي، هكذا قررت جماهير كرة القدم وتسير الحياة في أغلب مجالاتها. 

Calma! RonaldoGetty

تلك الانتقادات زادت بشكل ملحوظ بعد تعادل الفريق أمام فيورنتينا وضياع أمل التتويج بالدوري الإيطالي، وخسارة يوفنتوس للقبه المفضل في السنوات الأخيرة، والخروج من دوري أبطال أوروبا، وعدم ارتداء رونالدو لثوب المسيح المخلص في كل هذه السقطات.

وكلما اتجهت السفينة نحو الغرق، كلما زاد الحديث عن بحث رونالدو عن طوق النجاة بالهرب منها لا إنقاذها، يخرجون من دوري الأبطال فيبحث عن العودة إلى ريال مدريد، الأمر الذي أكده فلورنتينو بيريز قائلًا إن تلك الأخبار تنطلق من محيط كريستيانو. 

رونالدو ذهب إلى إيطاليا لخوض تحدٍ جديد، ليثبت لنفسه أنه قادر على الفوز بدوري أبطال أوروبا بأي قميص يرتديه، وليحقق المزيد من الأرقام بعدما حقق كل شيء من الممكن أن يحققه لاعب كرة القدم بقميص ريال مدريد وقبلها مانشستر يونايتد.

ولكن جماهير يوفنتوس رأت في النجم البرتغالي الرجل الذي سيفك لعنة دوري الأبطال التي تحاصرهم منذ حوالي 25 عامًا، وحيث أن ما رأوه وما جاء من أجله كان متشابهًا، لم يتحدث أحد عن أي شيء. 

ولكن يبدو أن جماهير يوفنتوس أو بعضهم نسوا أن رونالدو ليس ديل بيييرو، وليس مطالبًا بالبقاء معك في المركز الخامس، لا الدرجة الثانية، هو ليس ابنًا للنادي ولم يمثل الأبيض والأسود حلمه وهاجسه منذ الطفولة. 

الحديث عن أنانية رونالدو يجب أن يتضمن أنها سبب نجاحه، ولولا الجوع والرغبة في المزيد وعدم الاكتفاء والهوس بالنجاحات لما وصل رونالدو إلى ما وصل إليه، ولما فكر أصلًا في مستقبله الكروي في وقت يقترب فيه من عامه السابع والثلاثين. 

هذه الأشياء لم تولد مع رونالدو في يوفنتوس، بل وٌلدت معه منذ حلم أن يصبح لاعبًا، حين وصف نفسه كأفضل لاعب في التاريخ وهو يبلغ من العمر 22 عامًا فقط، محاسبة رونالدو على تلك العقلية من قبل جماهير يوفنتوس ليست منطقية، خاصة وأنه لا يمكن أن يدفع ثمن أخطاء الإدارة. 

الإدارة جلبت النجم البرتغالي في آخر سنوات مجده نظريًا لكي توفّر له كل سبل النجاح، لا لتسلبها منه ثم تطالبه وحده بحل جميع الأزمات التي اختلقوها، وإذا فكرت بهذه الطريقة، فإن رونالدو أو غيره ليس مطالبًا إلا بالفرار والبحث عن أرض خصبة للنجاح. 

الآن بات رونالدو قرب خط النهاية، وعليه أن يفكر في إنهاء مسيرته بالشكل الأمثل، والبحث عن النادي الذي يضمن له ذلك، بالأحرى هو انضم إلى يوفنتوس من الأساس لأنه ظن أنهم سيفرون له ذلك، ولكن هل حدث؟ إذن على من اللوم الآن؟

سباب وبكاء ودفعة جوارديولا .. أبرز المواقف التي فقد فيها رونالدو أعصابه

في النهاية ستجد نفسك أمام نتيجة حتمية لكل ما حدث، نتيجة يراها بوضوح كل باحث عن المنطق، وتغيب دائمًا عن الجماهير التي ترى العالم من منظور شعار ناديها المفضل، حتى وإن تنافى ذلك المنظور مع ما يدور في عقولهم.

إعلان