لم يتوقع أكثر المتشائمين بأن يصل الاتحاد إلى هذا المستوى من التخبط الإداري، بعد أن رحل أنمار الحائلي وفاز لؤي ناظر برئاسة النادي بالتزكية، ثم بعدها بأيام قليلة تقدم باستقالته من منصبه!
استقالة ناظر من منصبه جاءت بسبب اعتراضه على تدخل المدير التنفيذي رامون بلانيس ونجم الفريق كريم بنزيما، في اختيار المدرب الجديد، وأيضًا اللاعبين الذين سيتم التعاقد معهم.
الأزمة هنا ليست في أنمار الحائلي أو لؤي ناظر، ولكن في سياسة إدارية متبعة في نادي الاتحاد، وهي التي أوصلت النادي إلى هذه الحالة من التخبط وعدم الاستقرار، ونحن على أعتاب موسم جديد.
وأكبر دليل على ما يحدث داخل الاتحاد السبب فيه هو سياسته، ما يقوم به كريم بنزيما مهاجم الفريق، من تصرفات تُثبت للجميع أنه يستطيع أن يفعل أي شيء، دون أن يستطيع أحد إيقافه.
التضحية بنونو سانتو من أجل كريم بنزيما
جميعنا نتذكر جيدًا المدرب البرتغالي نونو سانتو، الذي أعاد بطولة الدوري السعودي للمحترفين لخزائن العميد بعد سنوات طويلة من الغياب، وكيف ضحت به الإدارة بين ليلة وضحاها فقط بسبب غضب بنزيما منه!
حيث ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن العلاقة بين بنزيما وسانتو كانت متوترة للغاية، بسبب تأكيد المدرب البرتغالي على أن كريم بنزيما لن يتناسب مع طريقه لعبه.
والأزمة الكبرى كانت في طلب بنزيما حمل شارة القيادة أمام أعين اللاعبين، ولكن سانتو رفض ومنحها إلى البرازيلي رومارينيو لاعب الفريق السابق، ثم أحمد شراحيلي، في ظل غياب المصري أحمد حجازي وقتها للإصابة.
تلك الأمور دفعت بنزيما بالضغط على الإدارة لإقالة سانتو، بسبب التوتر الذي حدث بينهما، وأثر سلبيًا على نتائج الفريق ليتم التضحية بالمدرب والإبقاء على اللاعب!
أزمات متنوعة مع جاياردو واختيار المدرب الجديد
كما أن كريم بنزيما دخل في خلاف مع مارسيلو جاياردو المدير الفني الأرجنتيني السابق لفريق الاتحاد، بسبب عدم التزام النجم الفرنسي، والتسبب في أكثر من أزمة.
في تلك الأزمة كان يتصدر فيها البرتغالي دومينجوس سواريز المدير التنفيذي للاتحاد، حيث كان في البداية في صف جاياردو، ولكن تغير وانقلبت الآية وأصبح في صف بنزيما، لتحدث أزمة كبرى.
كما أن بنزيما كان قد دخل في خلاف أيضًا مع إدارة الاتحاد برئاسة لؤي ناظر، لأنه رفض التعاقد مع الإيطالي ستيفانو بيولي، من أجل اختيار مدرب آخر.
وهذا كان السبب الرئيسي في تقديم ناظر لاستقالته، بسبب عدم امتلاكه الصلاحية للتصدي لرغبات بنزيما وتدخلاته في القرارات الإدارية التي تخص الفريق.
من لا يفعل مثل فهد بن نافل خاب وخسر!
الجميع يعلم جيدًا أن فهد بن نافل رئيس نادي الهلال، هو الرئيس الوحيد الذي يمتلك صلاحيات إدارية كاملة، ويستطيع أن يتدخل في جميع القرارات دون أن يوقفه أحد.
وقد يدور في ذهن لؤي ناظر حاليًا، أنه أخطأ حينما ترشح دون أن يضع شروطًا أمام الجميع بأنه سيحصل على صلاحيات كاملة مثل رئيس الهلال، لأن ما حدث معه كان بسبب عدم امتلاكه لنفس الصلاحيات.
وحينما حدثت تلك التدخلات من جانب بنزيما والمدير التنفيذي للنادي، كان يُريد ناظر أن يحصل على الصلاحيات للتعامل مع الأزمة ولكنه لم يجدها، ولذلك وجد أنه لن يستطيع أن ينجح في تلك الأجواء ولذلك تقدم باستقالته.
وعلى الجانب الآخر، يواصل الهلال استقراره وهدوئه، في ظل امتلاك فهد بن نافل كامل الصلاحيات الإدارية، التي تُمكنه من التدخل وإيقاف أي أزمة قد تحدث.