زوجة وخلع! لعلك عزيزي القارئ تدخل لتقرأ المقال في حالة دهشة، فما علاقة ذلك بكرة القدم والمنتخب السعودي ومدربه هيرفي رينارد؟ حسنًا .. دعني أخبرك بداية أن الفرنسي هو من ربط تلك الكلمات معًا ووضعها في جملة واحدة.
شخصًيا أقف مع رينارد في تلك الجملة تمامًا، وأضيف عليها ما قاله العبقري الكرواتي، زفونيمير بوبان، نجم ميلان السابق، خلال تعليقه على عودة اللاعبين لأنديتهم، قال "لا أحب تناول الحساء عند إعادة تسخينه"، بمعنى أنه يرفض تمامًا تلك العودة.
وقائع كرة القدم وقصصها المثيرة تُثبت يوميًا أن الحساء لا يُشرب بعد إعادة تسخينه بالفعل وأن الزوج المخلوع لا يصح أن يعود لزوجته، لكن هذا الدرس لم يستوعبه أبدًا ياسر المسحل ومجلس إدارة اتحاد كرة القدم السعودي عند إعادة التعاقد مع رينارد لقيادة الأخضر رغم أنه "خلع" الأخضر ورحل إلى فرنسا بعد مونديال 2022.
رينارد، دون شك، حقق نجاحًا هائلًا في تجربته الأولى مع السعودية، لكن الوضع لم يكن كذلك أبدًا حين عاد ليخلف الإيطالي روبرتو مانشيني.
حتى الآن، فشل المدرب في كل الاختبارات التي خضع لها! لم ينجح في أي تحدٍ خاضه مع المنتخب السعودي، سواء على صعيد بناء منتخب جديد قوي أو اكتشاف لاعبين جدد أو الأداء والنتائج.
رينارد تسلم المنتخب السعودي في وضع صعب دون شك، لكنه ليس سيئًا جدًا، خاصة بوجود نجوم مثل سالم الدوسري وسعود عبد الحميد ومصعب الجوير ومروان الصحفي وفيصل الغامدي وفراس البريكان، لكنه رغم ذلك لم ينجح في التأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026 وحقق نتائج ضعيفة مخيبة في التصفيات، وكذلك لم يُقدم الأداء المنتظر في كأس الكونكاكاف الذهبية رغم تأهله لدور الـ8 وخروجه أمام المكسيك.
الطامة الكبرى ليست في النتائج بقدر ما هي في الأداء وتطوره وتحسنه، إذ لم يظهر حتى الآن أي بوادر تغيير على شكل المنتخب السعودي، مع وجود العديد من السلبيات والألغاز وعلامات الاستفهام.
دعونا نستعرض فقط بعض الأفكار الغريبة من جانب رينارد، تواجد فراس البريكان وصالح الشهري معًا في الملعب وفي نفس الوقت عقم غريب للهجوم، تعدد استخدام سعود عبد الحميد في عدة مراكز مما أدى لإيجاد نقطتي ضعف في الفريق، سعود نفسه وخانة الظهير الأيمن! ناهيك عن غياب الأفكار الجديدة والإبداعية عن المنتخب خاصة في الشق الهجومي.
صحيح أن وضع المنتخب السعودي صعب من حيث عدم توفر الفرص المناسبة للاعبيه للعب بشكل أساسي في أنديتهم، لكن رينارد جاء وهو يدرك تمامًا ذلك التحدي وقد أعلن جاهزيته له منذ اليوم الأول وكان يجب أن يكون جاهزًا إلا أنه لم يُظهر ذلك أبدًا!
رينارد أكد بنفسه ما قاله بنفسه! أن الزوج المخلوع لا يعود لزوجته أبدًا وكان على اتحاد المسحل أن يستوعب هذا الدرس جيدًا قبل إعادة الفرنسي للسعودية.
