Kylian Mbappe PSG Real Madrid LiverpoolGetty/Goal

هل يحصل كيليان مبابي على أكبر من حجمه؟

"يمكن لمبابي أن ينتظر للصيف المقبل" – فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد بعد التتويج بالدوري الإسباني موسم 2019-2020.

كيليان مبابي أحد المواهب الصاعدة المميزة في فرنسا، قاد موناكو في أول ظهور له للوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وتحقيق لقب الدوري، ثم بعد انتقاله إلى باريس سان جيرمان وانضمامه للمنتخب الفرنسي حقق اللقب في 2018 وسجل في المباراة النهائية ليصبح الأصغر في تاريخ الديوك.

مبابي أحد المواهب الصاعدة التي حصلت على اهتمام الجميع منذ ظهوره، فاللاعب الذي خضع لفترات معايشة في ريال مدريد وتشيلسي منذ أن كان طفلًا والذي يمتلك عشقًا خاصًا بكريستيانو رونالدو أصبح مرتبطًا بصورة كبيرة باللعب في "سانتياجو برنابيو" وارتداء قميص الملكي.

ريال مدريد رفض أن يدخل سوق الانتقالات الصيفية الماضية، وربما لا يتعاقد مع أي صفقة في يناير الجاري، وتخلى عن لاعبين مثل أشرف حكيمي وغيره لتحسين الميزانية والتعاقد مع مبابي في الصيف المقبل.

هل يستحق مبابي كل هذه الضجة؟ هل هو لاعب مبالغ في قيمته؟

الأرقام لا تكذب

Kylian Mbappe France World Cup trophyGetty Images

أرقام مبابي ليست هينة، فهو أصغر لاعب يسجل مع المنتخب الفرنسي وبعمر 21 عامًا فقط أحرز 16 هدفًا أي أكثر من ضعف أي لاعب سابق في تاريخ الديوك بهذا العمر.

يمتلك معدلات تهديفية مرتفعة حتى أنّه دخل قائمة الهدافين التاريخيين في باريس سان جيرمان رغم صغر سنه، وحتى منذ ظهوره في الملاعب حتى الآن وهو ثامن أكثر الهدافين على الإطلاق ولم يتفوق عليه سوى نجوم كبيرة مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو و روبرت ليفاندوفسكي.

لو تحدثنا عن العديد من الأرقام المتعلقة بالأهداف سنجد أن مبابي يمتلك معدلات رائعة للغاية مقارنة بسنه، وحتى لو ظهرت الأهداف هذه سهلة ومن لمسة واحدة، إلا أنّ تحركاته الجيدة وتواجده في المكان المناسب يجعله يحرز مثل هذه الأهداف، وهذا أمر ليس سهلًا.

صحيح أنّ نجاح اللاعب في الدوري الفرنسي جعل البعض يقلل من أرقامه كون الدوري لا يحظى بالكثير من المتابعة، وأنّ أرقامه في دوري أبطال أوروبا في تراجع حتى أنّه استمر من ديسمبر 2019 حتى ديسمبر 2020 دون أن يسجل أي هدف، وحينما نجح في ذلك كانت أهدافه من ضربة جزاء ولمسة واحدة أمام مرمى خالٍ.

فقدان الثقة وتضاعف أزمة ميسي .. توابع خسارة برشلونة السوبر الإسباني

هل يستحق المخاطرة المالية لأجله؟

Kylian Mbappe, PSG to Real Madrid?Getty / Goal

الأزمة الكبيرة تظهر حينما يأتي لاعبًا شابًا تحت العشرين عامًا ليتألق ويسجل العديد من الأهداف، فتبدأ الصحافة في وضعه في مصاف النجوم والأساطير رغم قلة خبرته ومسيرته في الملاعب.

التعامل مع مبابي على أنّه نجم كبير قادر على قيادة فريق بحجم ريال مدريد وتصحيح كل الأخطاء التي يعاني منها منذ مغادرة كريستيانو رونالدو هو ضرب من الجنون، فلا يمكن أن تطلب من شاب أقل من 23 عامًا أن ينضم إلى الملكي ويتعامل مع هذا الضغط الكبير جماهيريًا وإعلاميًا ومطالب بتحقيق كل شيء.

حتى الأسماء التي نجحت وهي صغيرة السن مثل ميسي ورونالدو، لعبت مع فرق بتحديات كبيرة مثل برشلونة ثم مانشستر يونايتد وهم في سنٍ صغيرة وأقل من 20 عامًا، وتم الصبر عليهما حتى لحظات الانفجار، سواء في موسم 2007-2008 (أي بعد 4 مواسم من انضمامه لمسرح الأحلام) بالنسبة لكريستيانو، أو موسم 2008-2009 (أي بعد 4 مواسم من تصعيده للفريق الأول) بالنسبة للبرغوث.

سنوات عاشها كل منهما مع أسماء كبيرة وخبرات طويلة في الملاعب، مما أثقل من إمكانياتهما دون شك، وهذا ما يحتاج له مبابي.

مبابي موهبة كبيرة ولاعب لديه الكثير من المقومات، لكن وضعه في خانة النجم البطل القادر على تحويل الرماد إلى ذهب أو أن يكون مثل رونالدو حينما انضم للملكي في 2009 هو ظلم للاعب وآمال زائفة.

امنحوا للمواهب الشابة الفرصة الكاملة للحصول على الثقة مع احتواء كامل لهم وسوف يقدموا الأفضل، أما حرق المواهب وتحميلها أكبر من طاقتها فهو نحر لها.

إعلان