يعيش العالم أزمة صعبة على جميع الأصعدة بسبب تفشي فيروس كورونا، الذي تسبب في توقف الحياة بشكل كامل، وفي جميع المجالات، ولعل أبرز المتضررين صناعة ولعبة كرة القدم.
ويتخوف الكثيرون من مصير لعبة كرة القدم في مختلف الدول، فالحديث الآن عن إمكانية عودة البطولات من جديد أو إمكانية إلغائها وعدم استكمال الموسم في حالة تفشي فيروس كورونا بشكل أكبر.
الحديث الآن عن مدى تأثر القيمة التسويقية للبطولات، وعلى رأسها بطولة الدوري السعودي التي حققت تقدمًا كبيرًا خلال المواسم الأخيرة وأصبحت تحتل مكانة عالمية من ناحية القيمة التسويقية.
وبالتأكيد لن يكون الدوري السعودي للمحترفين الدوري الوحيد الذي قد يتأثر تسويقيًا في حالة استمرار فيروس كورونا كثيرًا، وعدم استكمال الموسم الحالي 2019\2020، فالأمر سيطول جميع الدوريات العالمية.
وبالحديث بشكل منطقي فمن المؤكد أن الرعاة الذين يدعمون المسابقة سيتأثرون بشكل مباشر بسبب توقف العديد من الأعمال الخاصة بهم، مما يجعل رعاية البطولة أمرًا صعبًا أو ليس كما كان عليه من قبل.
الأمر الذي قد يدعو للتفاؤل هو الدعم الكبير الذي تلقاه المسابقة والأندية من وزارة الرياضة السعودية، التي أعلنت منذ أيام مواصلة دعمها للأندية ماديًا بكافة الطرق من أجل مواصلة تميز البطولة.
وظهرت نتائج الدعم الحكومي بشكل واضح بعدما كشقف تقارير منذ أشهر أن الدوري السعودي للمحترفين تربع، لأول مرة على صدارة التصنيف الآسيوي، بصفته الدوري الأغلى في القارة الآسيوية حسب موقع 'ترانسفير ماركت'، المختص بالقيمة السوقية للدوريات العالمية وانتقالات اللاعبين، متفوقًا على الدوريات الصينية واليابانية والكورية، وغيرها من الدول التي اعتادت على احتلال تلك الصدارة.
وبات حينها الدوري السعودي في المركز الـ23 عالميًا، حيث أتى بعد 10 دوريات في قارة أوروبا، و6 دوريات في قارتي أمريكا الجنوبية والشمالية، وباتت أعلى قيمة سوقية من جميع دوريات أفريقيا وأوقيانوسيا، أي ما يوازي نصف الكرة الأرضية تقريبًا.
وبلغت القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين 373.43 مليون يورو، متفوقًا على الدوري الصيني الذي تبلغ قيمته السوقية 366.70 مليون يورو، ثم الدوري الياباني الذي حل ثالثًا بقيمة سوقية بلغت 357.68 مليون يورو، وهي الدوريات الوحيدة في القارة التي بلغت قيمتها السوقية 350 مليون يورو وأكثر، فيما لم تتجاوز القيمة السوقية لأي دوري آخر في آسيا أكثر من 200 مليون يورو.
وكان سمو الأمير عبد العزيز بن فيصل بن عبد العزيز قد كشف نهاية 2019 أن إجمالي دعم الأندية الرياضية بلغ 2.5 مليار ريال سعودي، مشيرًا إلى أن ذلك سيفتح آفاقاً جديدة للأندية والرياضيين في المملكة، وحلول شاملة ومستدامة ستقدمها استراتيجية دعم الأندية لمعالجة الوضع الحالي للأندية السعودية ومساعدتها على القيام بدورها المأمول في خدمة الرياضة السعودية.
هذا يؤكد على أن الأمور قد يتم تداركها بكل سهولة في ظل وجود وزارة الرياضة ودعمها السخي بحضور سمو الأمير عبدالعزيز بن فيصل.
أخرهم كاريلو - أبرز الصفقات التي أشعلت الصراع بين الهلال والنصر
الأمر الأخر الذي قد يكون منقذ للبطولة هو التحول إلى الخصخصة، ومن المتوقع أن تتحول الأندية تدريجياً لتصبح تعتمد أكثر على مداخيلها وسيبدأ دعم الدولة بالانخفاض عندما تحقق هذا الهدف بعد تأسيس البيئة الاستثمارية المناسبة.
ومن المنتظر أن يكون هذا التحول الاستراتيجي سببًا في ارتفاع التنافسية الرياضية، بفضل الرؤية الجديدة للقيادة السعودية في جعل الأندية جاذبة للقطاع الخاص، والدعم المقدم للرياضة السعودية يتواصل من قبل ولي العهد الذي يستشعر أهمية دعم الرياضة وتطويرها لمواكبة باقي القطاعات في الدولة.
