لم يكن خبر إصابة نجم بايرن ميونخ روبرت ليفاندوفسكي ليأخذ هذه الضجة لو جاء في وقت سابق من الموسم، ولكن حين يحدث ذلك قبل مواجهة باريس سان جيرمان في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وفي وقت يحقق فيه اللاعب أعلى معدلاته رقميًا، فإن الأمور تختلف بكل تأكيد.
وبنهاية فترة التوقف الدولي، ومع الاستعداد لعودة المنافسات من جديد، وبينما العيون موجّهة نحو دوري أبطال أوروبا، صدمة قوية تلقاها نادي بايرن ميونخ الألماني، بغياب مهاجمه روبرت ليفاندوفسكي عن الفريق لمدة 4 أسابيع.
بايرن كغيره من الأندية يدخل في فترة هامة خلال هذا الموسم، عندما يلعب ضد لايبزيج في الدوري الألماني، قبل مواجهة باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا خلال شهر إبريل القادم.
وبعدما أعلن بايرن عن غياب اللاعب لفترة تصل إلى شهر، لمعاناته من مشكلة في أربطة الركبة تعرض لها خلال تأدية الواجب الدولي مع منتخب بولندا، بات من المؤكد غياب النجم البولندي عن فريقه في مواجهتي باريس سان جيرمان.
مباراة الذهاب في دور الثمانية من أعرف المسابقات الأوروبية ستقام يوم السابع من إبريل القادم، بينما تقام مباراة الإياب يوم الثالث عشر من نفس الشهر، في إعادة لقمة نهائي العام الماضي ولكن بمعطيات أخرى.
عن كفتي الميزان
Getty / Goal compositeفي حقيقة الأمر في الوقت الذي يفقد فيه بايرن ميونخ نجمه الأبرز، يستعيد باريس سان جيرمان نيمار كذلك، وكأنهما كفتي ميزان كانت إحداهما أعلى من الأخرى فأزيل ثقلًا من ناحية حتى رجحت عنها.
فاز باريس سان جيرمان بثلاثية محلية في 2019-20 - وحرمه بايرن ميونخ من تحقيق رباعية تاريخي في نهائي دوري أبطال أوروبا.
على الرغم من ذلك، لم يكن نيمار هو نجم الموسم. كان مجرد عضو في الفريق ليس إلا. من المؤكد أنه كان في حالة جيدة قبل أن توقف الإصابة موسمه، لكن تظل الحقيقة أنه شارك فقط في 15 مباراة في الدوري الفرنسي.
كان البرازيلي حاسمًا في إياب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا ضد بوروسيا دورتموند، لكن على الرغم من كل الاستحسان الذي تلقاه لمساهمته في مسيرة باريس سان جيرمان إلى النهائي، لم يسجل سوى هدفًا واحدًا في الإقصائيات.
ليفاندوفسكي كذلك يعد هو الأبرز في بايرن ميونخ، ولكنه لم يتعرض لأي إصابات ولم يغب عن الملاعب في الموسم الماضي كما غاب نيمار، لذلك تفوق عليه رقميًا، ولكن الفرصة ذاتها في دوري الأبطال باتت سانحة للنجم البرازيلي الآن، وتبدلت الأحوال.
نيمار العائد
Gettyفي أفضل حالاته، يجسد المتعة والفرح وعدم القدرة على التنبؤ في الكرة البرازيلية، كما كان يمارس منذ زمن بعيد مثل جارينشا وبيليه. في عالم يزداد عولمة وتجانسًا، لذا يجب الاحتفاء به وليس شيطنته من أجل ذلك.
ومع ذلك ، فإن الشاب البالغ من العمر 28 عامًا ليس مجرد لاعب في سيرك،. هناك أرقام تدعم أسلوبه، حيث سجل المهاجم 10 أهداف وقدم 10 تمريرات حاسمة أخرى في 21 مباراة فقط مع فريقه في عام 2020، على الرغم من عام مفكك عانى فيه من الإصابات..
كان دوره في دفع باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في لشبونة دورًا مهمًا، حيث سجل هدفين من أهداف الباريسيين الثلاثة في الفوز على بوروسيا دورتموند في دور الستة عشر ثم قدم تمريرات حاسمة ضد أتالانتا ولايبزيج، على الرغم من كونه ليس في أفضل أحواله البدنية.
مع عودته سيكون لديه بكل تأكيد رغبة في تعويض ما فاته، خاصة مع عدم لعبه لعدد كافٍ من المباريات تحت قيادة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، وسيكون تواجده أمام بايرن ميونخ تعويضًا عن غيابه أمام برشلونة.
رقم مولر يتنفس الصعداء
Gettyوأصبح مهاجم الفريق البافاري، ثاني لاعب في تاريخ الدوري الألماني يسجل 23 هدفًا، بعد مرور 22 جولة من مسابقة الدوري، بعد جيرد مولر.
وبات ليفاندوفسكي، صاحب الـ31 عامًا، أول لاعب يصل إلى 40 هدفًا هذا الموسم، بالنسبة للنادي ومنتخب بلاده.
ويشكل ليفاندوفسكي، تهديدًا لرقم جيرد مولر الصامد منذ موسم 1971/72، وهو تسجيل 40 هدفًا في موسم واحد بالدوري الألماني.
كما قد يُصبح اللاعب الأفضل في العالم في العام الماضي، أول لاعب من بايرن ميونخ، يحقق الحذاء الذهبي منذ مولر أيضًا، والذي نالها في عام 1972.
هذه الأرقام بالطبع كانت مهددة كون ليفاندوفسكي سيتمكن من إنهاء الموسم بشكل طبيعي، ولكن مع الإصابة، ستكون إنجازاته الفردية مهددة، تمامًا كما هو الحال بالنسبة لموسم بايرن الجماعي.
الاتحاد الأوروبي ينفي إلغاء أو تخفيف قانون اللعب المالي النظيف
ليفاندوفسكي نجح في تسجيل 42 هدفًا في 36 مباراة لعبها بقميص بايرن ميونخ في كل البطولات هذا الموسم، وفي الموسم الماضي قدم أفضل مواسمه رقميًا على الإطلاق، أما بخصوص بايرن ميونخ، فتجربة اللعب بدونه ستكون جديرة بالمتابعة.