HAMBURG GERMAN BUNDESLIGA 12052018Getty Images

هامبورج - الديناصور الذي انقرض وخسر كل شيء


إسلام أحمد    فيسبوك      تويتر

توقفت الساعة، بعد 19.985 يوما خاضها هامبورج الألماني في البوندسليجا طيلة 55 عاما، هبط الجميع وعاد ومنهم من لم يعرف طريق العودة وظل هو صامداً، حتى الموسم الحالي الذي كتب بها فصل النهاية لرحلة الديناصور الذي انقرض أخيرًا.

الديناصور الذي أبى أن ينقرض خشية الهبوط، وكسر رقمه التاريخي، الذي يظل علامة بارزة في الكرة الألمانية، عاني في السنوات الأخيرة من خطر الانقراض والهبوط لغياهب الدرجات الألمانية الأدني، بفضل أداء متواضع، وهروب سريع في الجولات الأخيرة، لكن تلك المرة لم تقف الظروف والعوامل بجانبه مثل كل موسم، سواء بالهروب في الجولة الأخيرة أو خوض مباراة فاصلة مع ثالث ترتيب الدرجة الثانية.

شتوتجارت بطل دوري 2006-07، هبط وعاد مجددا، وفولفسبورج الذي قارع الكبار في دوري أبطال أوروبا منذ موسمين، وكاد أن يقصي ريال مدريد من المسابقة الأوروبية من ربع النهائي، يخوض لقاءً فاصلاً للموسم الثاني على التوالي، فنفس الأمر ينطبق على هامبورج، الذي يعاني الأمرين، من لعبة أصبحت صناعة، فقر الموارد والمنافسة القوية جعلوا الفريق يصارع دائمًا على الهبوط في السنوات الأخيرة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

هامبورج بدأ في التراجع قليلا منذ ما يقارب 10 أعوام الأخيرة، بعد وصوله لدوري أبطال أوروبا موسم 2006-07 للمرة الثانية والأخيرة، عندما حصل على المركز الثالث في الدوري خلف كلاً من بايرن ميونيخ وفيردر بريمن، بدأ الفريق سلسلة من المشاركات الأوروبية، في الدوري الأوروبي، وما يسمي سابقًا "يويفا كب"، حيث صعد موسمين متتاليين لنصف نهائي الدوري الأوروبي، أخرها موسم 2009-10، بعد أن ودع أمام فولهام الإنجليزي، وحصل قبلها على لقبي كأس أنترتوتو عامي 2005 و2007.

فشل الفريق الأزرق في ذلك الموسم في الصعود لأحد البطولات الأوروبية، بفضل احتلاله المركز الثامن، ليبدأ مسيرة من الهروب من شبح الهبوط، حيث أنهي موسم 2011-12 في المركز الـ15 بفارق خمس نقاط عن مراكز الهبوط، برصيد 36 نقطة، ليستعيد الفريق بعضًا من بريقه في الموسم التالي، بفضل عودة لاعبه السابق والقائد الهولندي رافائيل فان دير فارت، وبعض التعاقدات التي ساهمت في تسلق جدول الترتيب لينهي الموسم سابعًا بفارق 3 نقاط عن المراكز الأوروبية، ومنذ ذلك الموسم بدأت المعاناة الحقيقة للديناصورات.

الأزرق في موسم 2013-14، فشل في الهروب من الهبوط، إلا عن طريق مباراة فاصلة، ليتأكد بقاءه في الدوري، بفضل هدف خارج ميدانه، أمام جيوريث فيوريث، وفي الموسم التالي، تكرر الأمر نفسه بعد صراع مثير مع شتوتجارت للدقائق الأخيرة، ليلجأ لمباراة فاصلة أمام كارلسروه، والانتقال للوقت الإضافي بهدف في الوقت القاتل ليتواجد مرة أخري في البوندسليجا، الموسم الماضي، تحسن الحال قليلًا بإنهاء الموسم في المركز العاشر مبتعدًا قبل نهاية الجولات الأخيرة عن صراع الهبوط، بفضل انتصارين وتعادل في أخر خمس لقاءات.

Hamburger SV Bundesliga 12052018Getty

الموسم الماضي، حيث ظل الفريق منتظرًا لحظوظه حتى المباراة الأخيرة، والتي أنتهت بفوز قاتل دون لعب مباراة فاصلة، على حساب فولفسبورج منافسه على البطاقة الأخيرة، فمنذ موسم 2010-11، الذي ودع فيه الفريق اللعب في البطولات الأوروبية بقيادة لابادويا، تعاقب على تدريب الفريق  15مدير فني، لم ينجح أحدهم في تحقيق الانتصارات بنسبة تتخطي النصف، لم يخرج الفريق العديد من المواهب الشابة سوي ثلاثة، التركي هاكان كالهانوجلو والكوري الجنوبي سون هيونج مين لاعب توتنهام الإنجليزي الحالي، والمدافع الألماني الشاب جوناثان تاه، فالثلاثي السابق ذكره يتواجد في قائمة أغلي 10 لاعبين تم بيعهم من النادي، الذي يعد من الأقدم في ألمانيا، وتم بيعهم لباير ليفركوزن، واحد من أبرز منافسيه في الدوري الألماني.

الفريق الموسم الحالي هو أسوء هجوم، وثاني أكثر الفرق خسارة، فشل في استغلال انتصارين في بداية الموسم بالجولات الأولى والثانية، ثم حقق 4 انتصارات في أخر 6 مباريات، من أصل 8 مباريات حققوا بها الفوز، لكن معادلة الهروب تلك المرة رفضت النجاح، ليكتب للديناصور الانقراض أمام عشيرته الألمانية دون أي مساعدة في اليوم الأخير من الموسم.

الهبوط قد يكون الحل لاستعادة أمجاد لفريق حصد 6 دوري و3 كأس و4 ألقاب أوروبية، بعد أن كان الهروب العام تلو الأخر بمثابة مسكن دون إيجاد حل يشفي أثار المرض من البداية، فلنتظر متى سيعود مرة أخرى؟

إعلان