لا إضاعة الأهداف الحاسمة، ولا التمريرات المهداة إلى المنافس أو حتى تسجيل هدف في مرماك، كل ذلك لا يُمكن أبدًا أن يقارن بأن تتعرض كلاعب كرة قدم إلى إصابة تعطل مسيرتك، خاصة إذا كانت واعدة جدًا.
شخصيًا، أرى أن الإصابات هي اللعنة الحقيقية في كرة القدم، والفارق بين النجاة منها أو الوقوع أسيرًا لها هو الفارق الجوهري أحيانًا بين لاعب فذ وآخر كانت العظمة مقدرة له لكن لم يحزها.
ربما كان ذلك هو الأمر مع الفرنسي عثمان ديمبيلي، لاعب نادي برشلونة الإسباني، والذي أصبح مطالبًا بالرحيل عن "كامب نو" في الساعات الأخيرة من الميركاتو الشتوي لعدم تجديد عقده.
لكن بعيدًا عن التجديد ومشاكله وأزمات وكلاء ديمبيلي مع برشلونة، فإن الجناح الفرنسي وصل إلى النادي الكتالوني في 2017 وكان من المنتظر أن يصبح واحدًا من بين أهم المهاجمين في العالم.




ويبدو أن الثنائي أنسو فاتي نجم برشلونة الشاب، والنرويجي إرلينج هالاند مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني يسيران على خطى ديمبيلي.
ما هو عدد المباريات التي غاب فيها ديمبيلي عن برشلونة؟
جماهير برشلونة عبر وسائل التواصل الاجتماعي كانت تتندر على كثرة إصابات ديمبيلي بأنه في كل مرة يتعرض لإصابة، يعود ليجد مدربًا جديدًا.
استغرق الأمر من ديمبيلي أسابيع قليلة حتى يتعرض لأول إصابة خطيرة مع برشلونة، مع ظهور مشكلة أوتار الركبة عندما بدأ أول مباراة له في الدوري الإسباني في سبتمبر 2017.
كان غياب ديمبيلي الطويل أمرًا شائعًا منذ ذلك الحين، حيث أصبحت الشكوى الدائمة من عضلات الفخذ شيئًا معتادًا لطاقم برشلونة الطبي.
ديمبيلي غاب عن برشلونة 102 في مباراة على مدار أربع سنوات ونصف، وفي المقابل شارك لعب 129 مباراة في كافة البطولات، أي أنه تقريبًا لعب 56% من المباريات المتاحة منذ انضمامه إلى برشلونة.
ذلك بالتأكيد رقم لم يكن برشلونة يأمل فيه على الإطلاق، بالنظر إلى أن إصابات ديمبيلي كانت نادرة قبل انضمامه إلى برشلونة.
فاتي على خطى ديمبيلي!
اقتحم أنسو فاتي المشهد بقوة في برشلونة، بعد أن صعد في الفئات السنية للنادي الكتالوني، واعتبره المراقبون خليفة الأرجنتيني ليونيل ميسي في "كامب نو".
فاتي وقع عقده الاحترافي الأول مع برشلونة في يوليو 2019، وخلال موسم 2019-20 كان يدعم الفريق الأول والفريق الرديف.
وسجل فاتي أول أهدافه مع برشلونة في مرمى أوساسونا في مباراة انتهت بالتعادل 2-2، وبعمر 16 عامًا و304 يومًا أصبح أصغر لاعب يسجل للفريق الأول مع "البلوجرانا".
في موسم 2020-21، تم تصعيد فاتي رسميًا للفريق الأول، لكنه تعرض لإصابة في الركبة في نوفمبر 2020، أنهت موسمه، وقضت على آماله في اللعب بجوار ليونيل ميسي.
فاتي عاد بعد عام تقريبًا إلى الملاعب، وتحديدًا بعد 323 يومًا من إصابته، ليسجل هدفًا في مرمى ليفانتي في الدوري الإسباني.
لكن الإصابات الطفيفة لم تترك فاتي في حالة، حتى جاءت الطامة الكبرى خلال يناير 2022، بتعرضه لتمزق عضلي.
أطباء برشلونة نصحوا فاتي بالخضوع لجراحة جديدة حتى يتخلص تمامًا من الألم ويعود بأفضل جاهزية إلى الملاعب، لكن مضاعفات الجراحة السابقة جعلته يرفض الأمر ويفضل العلاج التحفظي.
الأمر الآن يتوقف على مدى تعافي فاتي وقوته الذهنية، وإذا ما كان قادرًا على العودة وقيادة برشلونة، والتخلص من تلك اللعنة التي ضربته ولم تفارقه بعد.
خوف في مدريد من إصابات هالاند!
يعد هالاند واحدًا من بين أبرز المهاجمين في العالم، ولعل ما قدمه منذ اقتحامه للساحة من قدرة مميزة على التهديف بالقدمين والرأس، وخلق المساحات وصناعة الفرص يجعله هدفًا للعديد من الأندية.
الموسم الحالي تحديدًا شهد تعرض هالاند لثلاث إصابات عضلية، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى في مسيرته الكروية.
تُعد إصابة هالاند في مباراة هوفنهايم هي ثالث إصابة له هذا الموسم مع بوروسيا دورتموند.
صاحب الـ21 عامًا غاب عن عشر مباريات هذا الموسم مع دورتموند سبع منها بسبب مشاكل في الفخد، وثلاث بسبب إصابة في العضلات.
ومع ارتباط هالاند بالانتقال إلى ريال مدريد، فإن النادي الملكي قلق من كثرة إصابات النرويجي، حسبما أفادت صحيفة "سبورت" الإسبانية.
فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد لا يريد تكرار سيناريو البلجيكي إيدين هازارد، ويريد لاعبًا يمكنه حمل الفريق ومساعدته على تحقيق أهدافه.
ربما تكون مشاكل هالاند مع الإصابات أمرًا طارئًا خاصة أنها قليلة وظهرت للتو، لكن الخوف من تكرارها وخطورتها يدق أجراس الإنذار بطبيعة الحال.
الإصابات في نهاية المطاف أمر قدري تمامًا، لكن أن نشهد انطفاء نجوم أمثال ديمبيلي وربما فاتي وهالاند أيضًا بسببها وخسارة ظهورهم في المشهد الكروي العالمي، يجعل الأمر محزنًا بقدر كبير.
اقرأ أيضًا ..
انتهت وبراتب خيالي .. ريال مدريد يتفق مع مبابي
صلاح الأفضل وحكيمي في "جيب" فتوح.. ردود الأفعال على مباراة مصر والمغرب
