"تشالهان أوغلو؟ لا يوجد مشكلة، هو هنا في ميلان ويريد الاستمرار معنا، وأعتقد أن ذلك ما سيحدث"، تلك كانت كلمات مدرب ميلان ستيفانو بيولي عقب الانتصار على لاتسيو، مباراة جديدة تألق بها صانع الألعاب التركي وواصل فيها المستويات المذهلة التي يقدمها هو وفريقه هذا العام.
يمكن اعتبار العام 2020 فارقاً في مسيرة كلاً من ميلان وهاكان تشالهان أوغلو، اللاعب الذي وصل في ثورة الصينيين المزعومة في 2017 من باير ليفركوزن مقابل قرابة 23 مليون يورو على مدار ثلاثة مواسم فائتة لم يقدم المأمول رغم أرقامه المميزة على صعيد صناعة الأهداف والتسجيل.
Goal Ar/ Gettyوصول ستيفانو بيولي، ومن بعده زلاتان إبراهيموفيتش كان له مفعول السحر على المجموعة والأفراد، عديد اللاعبين ساعدهم وجود إبرا والطفرة التكتيكية والنفسية مع المدير الفني، فاستعادوا مستواهم السابق أو أخيراً أثبتوا إمكانياتهم المنتظرة منهم مع الروسونيري.
تشالهان أوغلو أحد هؤلاء، التركي بدا تائهاً في مواسمه الأولى مع ميلان، ورغم أهدافه وكثرة تمريراته الحاسمة، ولكن داخل أرضية الملعب لم يمتلك شخصية أو كاريزما اللاعب الذي يناسب نادي بحجم ميلان يبحث عن لاعبين يعيدوه لمكانته في القمة، وحتى أبرز مميزاته وهي الركلات الثابثة التي صنعت نجوميته في ألمانيا لم تظهر.
في 2020 نجح بيولي في اكتشاف النسخة الأفضل للتركي، فوظفه في مركز صانع الألعاب وأعطاه حرية الحركة، فكان الانفجار، وظهر تفاهم كبير بينه وبين إبراهيموفيتش واستفاد من الأخير فيما يخص الشخصية، فظهر لا يكل ولا يمل حتى الدقائق الأخيرة من المباريات، والذي ساهم في عديد الأهداف والانتصارات المتأخرة لميلان، والتي ساهمت في اعتلائه قمة السيري آ حتى الآن.
Depophotosولكن تذبذب مستوى تشالهان أوغلو في مواسمه الأولى مع ميلان أثره ظهر الآن، اللاعب عقده الذي أمضاه مع الانتقال من ليفركوزن في 2017 ينتهي في يونيو 2020 ولم يتحرك النادي طوال تلك المدة لتمديده، وعندما تألق اللاعب هذا العام شعر بقيمته ويماطل في التوقيع.
ربما يظن بيولي أن صانع ألعابه سيبقى في ميلان، ولكن تصرفاته وطلباته الشخصية، وتحركات وكلائه، تقول العكس، اللاعب يتقاضى قرابة مليونين ونصف يورو موسمياً، وميلان مستعد لرفعها لقرابة خمسة، ولكن تشالهان أوغلو بحسب التقارير يطلب سبعة ملايين على الأقل، ووكلائه يطوفون أرجاء أوروبا بحثاً عن فريق جديد في حال فشل المفاوضات مع الروسونيري.
الأنباء عن مانشستر يونايتد، إنتر، يوفنتوس، لايبزيج، وعديد الأسماء التي ارتبط بها التركي مؤخراً توضح أن الوكلاء قاموا بعمل شاق وجيد في تسويق لاعبهم، بعيداً عن مدى صحة اهتمام تلك الأندية به، ولكن ميلان هو الآخر يبدو صلباً في موقفه.
Gettyبالتأكيد الروسونيري لا يريد خسارة أحد أفضل لاعبيه في الآونة الأخيرة، ولكن النادي يملك الآن قواعد وأسس صارمة فيما يخص التعاقدات وسقف الرواتب، وهو من أهم النقاط التي يبني عليها مشروعه بعد سنوات من العذاب بسبب أخطاء الإدارات السابقة.
غياب إبراهيموفيتش الأخير واستمرار تألق ميلان ونتائجه تثبت أنه ليس بفريق اللاعب الواحد كما زعم البعض، وأن بيولي نجح في عمله بتكوين مجموعة مترابطة، وهو ما يجب أن يكون بمثابة الرسالة الواضحة لتشالهان أوغلو.
كرة القدم في هذا العصر ترفع شعار الأموال أولاً، واللاعبون أصبحوا أشبه بالمرتزقة، يلعبون لمن يدفع أكثر، اللهم إلا قلة قليلة، وتشالهان أوغلو أمام فرصة لأن يكون قائداً لثورة تعيد عملاقاً من عمالقة الكرة لمكانته، أو أن يكون مثله مثل الأغلبية ويذهب وراء التيار.


