منذ نهاية القرن، والتأثير البرتغالي على الدوري الإنجليزي الممتاز كان كبيرًا في كل الجوانب، سواء على أرض الملعب أو خارج الخطوط، والحديث عن الثنائي كريستيانو رونالدو وجوزيه مورينيو.
لكن التأثير الأيبيري لم ينقطع مع رحيل رونالدو ومورينيو، بظهور نونو إسبيريتو سانتو مدرب ولفرهامبتون الذي وضع اسمه بين مصاف نخبة المدربين في البطولة بلمسته الفنية الكبيرة على فريقه.
تم تعيين نونو من قبل إدارة ولفرهامبتون "الصينية" محل بول لامبرت، الذي احتل المركز الخامس عشر في دوري الدرجة الأولى، ونجح حارس مورينيو السابق مع بورتو بطل أوروبا 2004، في إعادة ولفرهامبتون للبريميرليج والفوز بلقب التشامبيونتشيب في موسمه الأول.
وبدعم من الملاك الجدد، وقع نونو مع مواطنيه جواو موتينيو وروي باتريسيو، كما حول إعارة دييجو جوتا إلى انتقال دائم في النادي، مع إضافة راؤول خيمينيز وأداما تراوري إلى تشكيلة الفريق.
استكملت التعاقدات بشكل متماسك النظام السائد المتأصل من المدرب، مع وجود روبن نيفيس وليندر ديندونكر وكونور كوادي، تلك الكوكبة التي قادت فريقهم إلى المركز السابع في البريميرليج الموسم الماضي.
ثالث أفضل سجل أمام الكبار
القيمة الأهم لنونو مع ولفرهامبتون أنه بات رقمًا صعبًا أمام الكبار، فهو المدرب ثالث أفضل سجل في المواجهات مع بيب جوارديولا بعد رونالد كومان ويورجن كلوب من بين المدربين الذين خاضوا 4 مواجهات أو أكثر أمام جوارديولا.
فنسبة فوز جوارديولا على نونو سانتو هي 25% بفوز واحد في 4 مواجهات بينهما.
ويجب الإشارة إلى أن مانشستر سيتي وليفربول هم فقط من حصلوا على نقاط في النقاط في الدوري الممتاز من أمام "الستة الكبار" أكثر من الذئاب منذ أغسطس 2018.
وحصل ولفرهامبتون على 20 نقطة ضد الكبار، في حين تمكن السيتي من الفوز بـ26 نقطة وليفربول بـ25 نقطة. وبالمقارنة، جمع آرسنال 14 نقطة ، بينما حصل اليونايتد على 11 نقطة وتوتنهام تسع نقاط فقط.
المرتدات المفتاح
الاستخدام القاسي للهجمات المرتدة على حساب الاستحواذ هو القاعدة الذهبية للمدربين البرتغاليين الذين يفضلون اللعب المباشر، وعلى رأسهم مورينيو، وهذه هي السمة الأكبر لولفرهامبتون مع سانتو.
واستوعب نونو سانتو بعد الصعود الفجوة في الجودة بين فريقه وكبار البريميرليج، فاختار تغيير أسلوب لعب الفريق إلى 3/4/3 في الحالات الهجومية أو 3/5/2 لتقييد الخصم في وسط الميدان.
نجح تكتيك 3/5/2 بشكل مثالي مع نونو خاصة أمام الفرق الكبيرة "الـ6 الكبار"، فتفوق عليهم جميعًا منذ صعوده.
الضغط القوي بخمسة لاعبين في الوسط وخنق الخصم شيء أشبه بثورة في كرة القدم الإنجليزية منذ أنطونيو كونتي الذي لعب أيضًا 3/4/3 في موسم الفوز باللقب 2016/2017.
ويعد نونو سانتو هو المدرب الوحيد في الدوري الذي يفضل اللعب باثنين من المهاجمين الصرحاء بجوتا وخيمينيز (سجلا 25 هدفًا الموسم الماضي) وانضم لهم باتريك كوتروني من ميلان.
هزيمة أفكار جوارديولا
كما قلنا أن فوز ولفرهامبتون الأخير على مانشستر سيتي في عقر دار الأخير لم يأت بالصدفة فقط، بل جاء بأفكار المدرب الذي يمتلك سجلاً رائعًا أمام جوارديولا.
استشعر نونو هشاشة دفاعات السيتي وخاصة نيكولاس أوتاميندي والبطء الذي يعيبه، لكن باتريك كوتروني لم يحسن استغلال الفرص.
3/5/2 سلاح سانتو للحد من سطوة وسط السيتي
قام سانتو بنقل الجناح أداما تراوري إلى الهجوم في النصف ساعة الأخيرة لسرعته وقدرته على المرواغات، واعتمادًا على منهجه السالف ذكره "بالمرتدات" وسرعة أداما، نجح ولفرهامبتون في افتكاك الفوز بهدفين من مرتدات وبنفس الطريقة في المرتين.
هنا كان الاستحواذ من جوارديولا لا قيمة له أمام سرعات ولفرهامبتون في التحول من الدفاع للهجوم.
مدرب أشبه بروبن هود
ولفرهامبتون أشبه "بروبن هود" يأخذ من الكبير ويعطي للصغير، وهذه هي السلبية التي تلازم سانتو، وكانت تواجه يورجن كلوب سابقًا.
فولفرهامبتون جيد أمام الكبار لأنه يترك لهم الكرة ويعاقبهم بالمرتدات، لكن مشكلته تظهر أمام الفرق الصغيرة التي تلعب بتنظيم دفاعي خلف الكرة.
فمن بين ثلاثة عشر مباراة خسرها فريق الذئاب في الموسم الماضي، كانت ست منها ضد الفرق التي احتلت المركز الخامس عشر أو أقل.
وبالتالي إن كان نونو سانتو يأمل في الحصول على مركز أفضل من المركز السابع الذي حصل عليه الموسم الماضي، فعليه الاستمرار في مواصلة التألق مع الأندية الكبيرة مع التمكن أيضًا من التفوق على الفرق الصغيرة التي تدافع وتعتمد على المرتدات.
وبناء على كل ما سبق فسانتو مدرب كتب شهادة ميلاده في الدوري الإنجليزي الممتاز، وإن امتلك الأدوات والموارد الأكبر بإمكانه النجاح مع أي فريق في البطولة الإنجليزية.