ahly - wydad - final cl 2022goal

نهائي إفريقيا | لست بريئًا يا الأهلي من المهزلة وماذا بعد يا موسيماني؟!

انتهى اليوم العصيب، عصيبًا على الأهلي المصري وجماهيره، انتهى لكن آثاره لم تنته، ولن تنتهي في غضون ساعات، كان عصيبًا على القلعة الحمراء، سعيدًا على الوداد المغربي..

هدفان بأقدام اللاعب ذاته؛ زهير المترجي، أضاعا حلم الشياطين الحمر في غضون 90 دقيقة، ومنحا وداد الأمة اللقب الثالث في تاريخه.

لكن لن نتطرق للأمور الفنية في اللقاء هنا بشكل كبير، فالأهلي لم يخسر المعركة في الملعب فقط، إنما خسرها خارج الملعب أيضًا..

الموضوع يُستكمل بالأسفل

لا ذنب لكاف بقدر ذنب مصر:

gamal allam 2021efa twitter

المباراة أقيمت على ملعب مركب محمد الخامس بالمغرب للعام الثاني على التوالي، وهو ما سبب أزمة كبيرة بين الأهلي والاتحاد القاري قبل المباراة بأيام، إذ طالب النادي المصري إقامة اللقاء على أرض محايدة.

لكن لنكن واقعيين، هل كان أمام كاف حلًا آخر؟، المغرب وجنوب إفريقيا فقط من انطبقت عليهما شروط الاستضافة من المتقدمين، وانسحبت الأخيرة في اللحظات الأخيرة، فما كان أمام الكاف سوى أن يمنح المغرب حقها.

يلوم الإعلام المصري وإدارة الأهلي الاتحاد القاري على موقفه، في الوقت الذي نسوا به أو بالأحرى تناسوا أن الاتحاد المصري لكرة القدم ذاته تقدم لاستضافة نهائي الكونفدرالية، وترك نهائي البطولة الأهم؛ دوري الأبطال!

تحركت المغرب لطلب الاستضافة، فيما لم تحرك مصر ساكنًا، والسبب المعروف للجميع؛ الجمهور، لأن الملاعب المصرية إلى الآن ومنذ سنوات لا تستقبل مدرجاتها عدد كبير من الجماهير سوى في المباريات الإفريقية، والمسؤولون غير مستعدين لتحمل هذه المسؤولية، بالطبع نهائي الكونفدرالية لن يكون صعبًا كنهائي دوري الأبطال.

مصر كبيرة القارة أراد اتحاد الكرة المحلي بها أن يسجل حضوره فقط فطلب استضافة نهائي الكونفدرالية، صاحبة الشعبية الأقل، والتي يشارك بها فرق مصرية ذات شعبية ضعيفة مقارنة بشعبية الأهلي والزمالك اللذين شاركا في دوري الأبطال.

لست بريئًا يا أهلي من المهزلة:

Mahmoud El Khatib - ahly 2022al ahly website

كل ما سبق وتحميل الاتحاد المصري لكرة القدم مسؤولية التخاذل في الدفاع عن حقوق أنديته، لا يغفر للأهلي وإدارته ذنبه..

منذ صباح يوم المباراة، انتشرت فيديوهات لمشاجرات بين مسؤولي الأهلي؛ خالد مرتجي، حسام غالي وأمير توفيق، مع الأمن المغربي والمسؤولين عن تنظيم المباراة، فيديوهات بمثابة الفضائح.

ثلاثي إدارة القلعة الحمراء في الملعب منذ الصباح، لوضع اللافتات بالأماكن المخصصة لجمهور الأهلي، والتأكد من وجود فراغ كافٍ بين مدرجات كلا الجمهورين.

لكن الغريب أن مسؤولي الأهلي كأنهم تفاجأوا بمحاولات تعدي المسؤولين عن المباراة على حقوق جماهير المارد الأحمر!

هذا المشهد يتكرر كل عام عندما يلتقي الأهلي بفرق شمال إفريقيا، ويعلم المسؤولون تمام العلم مدى ضعف الاتحاد الإفريقي في مثل هذه المواقف، لكنهم قرروا خوض المباراة، فأين حقوق النادي التي حافظوا عليها؟!، هم فقط كانوا طرفًا في المهزلة، وليسوا ببريئين منها.

على مدار السنوات الماضية، التقى الأهلي بفرق مغربية كثيرًا، وفي كل مرة يتكرر الموقف، فالجماهير المغربية تجيد تمامًا إخراج الخصم من المباراة قبل بدايتها، بأساليب معروفة للجميع، وإدارة القلعة الحمراء سلمتهم اللاعبين على طبق من ذهب، مهزومين نفسيًا دون حاجة لبذل مزيد من الجهد من الجماهير.

لا يذكر التاريخ أن نادٍ حصل على حقه في أي قضية تخص أي مباراة، طالما تم إقامة المباراة كاملة، سيواصل الأهلي التصعيد، لكن هل سيعيد هذا البطولة له؟، بالطبع لا!، لُعبت المباراة وحصد الوداد اللقب وانتهى الأمر.

استسلم الأهلي لألاعيب الاتحاد الإفريقي، الذي تؤكد عديد التقارير أنه وعد الوداد بتعويضه عن لقب عام 2019 بعد الفضيحة التي شهدها هذا النهائي، الذي توج به الترجي التونسي في الأخير، بل أنه لم يستسلم وفقط، إنما أدخل لاعبيه المباراة مهزومين نفسيًا ومعنويًا، وتحت وطأة الظلم.

لم يكن لاعبو الأهلي في حاجة لبذل الجهد في المباراة، وبالفعل هم لم يحضروا من الأساس إلا لبضع دقائق، فشماعتهم جاهزة؛ تعرضنا لظلم في هذه النسخة!

تناست إدارة الأهلي ولاعبوه أن التاريخ لن يذكر كل الأحداث التي حدثت بليلة النهائي، إنما سيذكر أن الوداد حقق لقبه الثالث وفقط.

سخر البعض من نصيحة محمد أبو تريكة؛ نجم المارد الأحمر الأسبق، للإدارة بالانسحاب من المباراة، وقالوا "سنحرم من المشاركة لسنتين"، لكن الحرمان بسنتين بشرف دفاعًا عن الحق كان أولى من العبث الذي شاهدناه في النهائي.

المشهد كان واضحًا بصورة كبيرة من البداية، وما حدث صباح يوم المباراة زاد من وضوح الصورة، الأهلي دخل المباراة خاسرًا من البداية، فالمعركة خاسرة، مؤكد أنه لو كان قد انسحب، لحافظ على حقه في عدم ضياع أي لقب منه بطرق غير شرعية في قادم السنوات!

ضاع حق الأهلي أمام فرق شمال إفريقيا في السنوات الأخيرة أكثر من مرة، وأضاعته الإدارة هذه المرة أيضًا، فقط كي لا يُقال "انسحب الأهلي"!

ما على الأهلي حله:

Al Ahly FansEgypt

لنتركنا من كل ما يخص التنظيم ومشاكله، ونتحدث عن الرهبة والخوف الذي يصيب اللاعبين المصريين بشكل عام في النهائيات الكبرى أمام الجماهير الغفيرة.

إذا كانت إدارة الأهلي ستواصل التصعيد بالفعل خارجيًا، فعليها ألا تنسى أن تصعد داخليًا..

الجماهير هي العقدة الأكبر لأي لاعب مصر، طالما أقيمت أي مباراة كبرى خارج مصر وفي حضور عدد كبير من جماهير صاحب الأرض، فقد المصريون السيطرة على أنفسهم وتملكتهم الرهبة والخوف.

علاج هذا يبدأ من طلب إعادة الجماهير المصرية بشكل كامل للملاعب في المباريات المحلية، كي تعود معهم شخصية اللاعب المصري من جديد، تذكروا كيف انتصر الأهلي برادس في نهائي إفريقيا 2006 وسط استفزازات جماهير الصفاقسي؟، حتى ربما كانت الظروف وقتها أصعب من نهائي ليلة أمس، لكنه كان جيلًا لا يهاب الجماهير.

سيطر الجيل الذهبي للأهلي تحت قيادة مانويل جوزيه على القارة السمراء، في حضور جماهير غفيرة خارج الأرض، وهكذا فعل جيل مصر الذهبي تحت قيادة حسن شحاتة، جميعهم تعرضوا لمضايقات من الجماهير واستفزازات وضغوطات، لكن منذ أن تعنت المسؤولون المصريون ضد الجماهير في البطولات المحلية، أصبح اللاعب المصري ضحية خارج الأرض.

دائمًا يقولون إن الجمهور هو رقم 1 في أي فريق، هم درع اللاعبين وترمومتر أدائهم، هم من يوقظون اللاعبين في فترات تراجعهم، وهم من يساندونهم وقت عاصفة جماهير الخصوم، لكن كل ذلك يفتقده المصريين.

حتى أن اللاعبين لم يعودوا يتقبلوا آراء الجماهير في ظل التباعد الكبير بينهم في المدرجات، فأصبحنا نشاهدهم يتهكمون على انتقاداتهم ويرفضون آرائهم بدرجة تصل للتبجح في بعض المواقف.

قتلنا هذه المسألة بحثًا في مناسبات مشابهة، وناشدنا المسؤولين مرارًا وتكرارًا لإعادة الحياة بشكل كامل للمدرجات، لإعادة شخصية اللاعب المصري، لكن الموقف يؤلمنا في كل مناسبة ويجبرنا على إسقاط الضوء على هذا الجانب في كل مرة، ويمكنكم الإطلاع على المزيد حول هذه النقطة في هاتين المقالتين..

السنغال والرجاء .. متى يتخلص المصريون من "هوس" الإرهاب الجماهيري؟

أعيدوا الجماهير للمدرجات .. كفاكم تدميرًا لشخصية اللاعب المصري

وماذا بعد يا موسيماني؟!

Pitso Mosimane - ahly - wydad - final cl 2022getty

ربما لا يد للجنوب إفريقي بيتسو موسيماني؛ المدير الفني للأهلي، في كل ما تحدثنا عنه في السطور السابقة، فقد تورط في سوء التنظيم، وكل الأزمات التي سبقت المباراة، لكن لم يفلح في تهيئة لاعبيه نفسيًا ولم ينجح في عزلهم عن كل هذه الأزمات، وهذا الجانب هو مسؤوليته رفقة سيد عبد الحفيظ؛ مدير الكرة.

لكن إذا تغاضينا على أزمة التنظيم، وتحدثنا عن الجوانب الفنية فقط للأهلي في عهد موسيماني، سيكون الجنوب إفريقي مدانًا بصورة كاملة.

قبل الخوض في هذا الجانب، حديثنا عن موسمياني ليس لأنه خسر هذا النهائي، إنما هو حديث عما قدمه بشكل عام، وهو ليس حديثًا عن خاسر، إنما هو نفسه حديثه في مقالات سابقة عن الجنوب إفريقي حتى وإن كان ينتصر، فمنذ بدايته لم أكن أرى أن شخصيته تليق بالأهلي.

منذ بداية موسيماني مع الأهلي كنت من الفئة المعارضة له، نعم! حقق انتصارات وإنجازات، لكن دون أداء ولا شخصية، وجمهور الأهلي معروف عنه أنه حتى الانتصارات لا تنسيه الأداء الفني، وما زاد من سوء موقف المدرب أنه حتى شخصية المارد الأحمر معه أصبحت مهزوزة ووصلت إلى أن تكون غائبة في بعض المباريات.

سيتحدث البعض عن خضوع الأميرة السمراء للأهلي مع موسيماني في نهائي القرن أمام الزمالك 2020، لكن رغم صعوبة هذا النهائي إلا أن صعوبته لا تضاهي صعوبة نهائي 2022..

نهائي 2022 كان الاختبار الحقيقي والأصعب لموسيماني، فالأهلي أمام فرق شمال إفريقيا مهزومًا في نهائيات السنوات الأخيرة سواء الوداد من قبل أو الترجي التونسي، وهذا الإخفاق تواصل في عهد الجنوب إفريقي.

حتى نهائي 2021 أمام كايزر تشيفز الجنوب إفريقي لا يمكن أن يكون سلاحًا للدفاع عن موسيماني، فجميعنا كنا نعلم مدى سهولة تحقيق لقب هذه النسخة.

إذًا نهائي الوداد 2022 هو الامتحان الأصعب، والنتيجة 0.

1goal

"لا يوجد تحضير قبل المباريات، وتواصلت مع بعض لاعبي الأهلي أكدوا لي عدم شعورهم بالراحة تجاه طريقة موسيماني"، تصريح قاله وائل جمعة؛ أسطورة دفاع القلعة الحمراء، وهو حقيقةً تصريح خطير، على الإدارة أن تحقق به.

ظهر بالفعل في النهائي أن موسيماني لم يحضر فريقه للمباراة بصورة جيدة، لاعبوه استحوذوا، لكنهم حائرين بالكرة، لا يعلمون تحديدًا كيف يخترقون الخصم؟ وما هي الطريقة الأنسب للتعامل معه؟، والدليل كم الكرات الطولية التي أُرسلت لقصير القامة بيرسي تاو في الأمام وسط طوال القامة من مدافعي وداد الأمة!

هذا بخلاف كوارث موسيماني وتراجع الأهلي بشكل كبير معه على المستوى المحلي، ضياع نقاط سهلة برعونة كبيرة، ولاعبون لا يتطورون على المستوى الفردي.

الآن أمام إدارة الأهلي خيارين؛ إما أن تجدد عقد موسيماني وسط كل هذه الظروف والانتقادات حتى من نجوم الأهلي القدامى كوائل جمعة، فإن كنا نحن خاطئون ومتربصون، هل أمثال جمعة متربصون؟!، أو أن تقيل الجنوب إفريقي، وتبحث عن مدرب يليق بشخصية الأهلي، ربما هذه الخطوة ستكلف الأهلي دفع قيمة الشرط الجزائي الكبيرة في عقد المدرب، لكن خسارة مالية ليست أهم من خسارة البطولات!، والقرار متروك لحكمة محمود الخطيب.

اقرأ أيضًا..

تحليل | لا تهدروا الوداد حقه والعجز والخوف سمة أهلي موسيماني!

خطأ الوداد وليزر الأهلي ومسؤولية موسيماني .. ردود أفعال نهائي دوري أبطال إفريقيا

إعلان