يقوم نادي برشلونة بسوق انتقالات أكثر من رائع في الصيف الجاري حيث يسد كافة احتياجاته في كل المراكز ويلبي معظم رغبات المدير الفني للفريق تشافي هيرنانديز.
النادي الكتالوني نجح حتى الآن في ضم كل من فرانك كيسييه بشكل مجاني من ميلان وأندرياس كريستنسن من تشيلسي بنفس الشكل، ومعهما رافينيا من ليدز الإنجليزي بحوالي 60 مليون يورو وروبرت ليفاندوفسكي بحوالي 50 مليونًا.
ولا يزال الفريق مرتبط بعدة صفقات أخرى لو تمت سيكون قد دعم كل خطوطه بلاعب أو اثنان على الأقل، حيث من المنتظر التوقيع مع ماركوس ألونسو وسيزار أثبيليكويتا من تشيلسي وجول كوندي من إشبيلية.
كل هذا والنادي يعاني من الكثير من الديون بالفعل، وعليه أن يبدأ التسديد قريبًا ولديه التزامات لا حصر لها فيما يتعلق بعقود اللاعبين، لكن ربما يعول لابورتا على إعادة الإنجازات الرياضية مما يعيد بشكل تلقائي الأرباح الكبيرة ويحل مشاكل اقتصادية واضحة.
كيف يلعب برشلونة مع الصفقات الجديدة؟
دعونا نتناول أولًا الصفقات التي تمت وطريقة لعب كل شخص فيهم بشكل منفرد قبل أن نرى كيف يمكن أن يظهر في تشكيلة تشافي هيرنانديز.
أندرياس كريستنسن:
ودعونا نبدأ من الدفاع للهجوم، ولنبدأ بلاعب تشيلسي أندرياس كريستنسن الذي جاء بشكل مجاني وبعمر الـ 26 فقط.
من مزايا كريستنسن القدرة على الخروج بالكرة من الضغط، وهو أمر محوري في ظل رغبة تشافي في تطبيق الفلسفة التاريخية لبرشلونة بالاستحواذ على الكرة وضغط الخصوم طوال الوقت.
قدوم كريستنسن جعل مكان جيرارد بيكيه في تشكيلة الفريق مهددًا بشكل تلقائي لينفذ تشافي هيرنانديز تهديده لزميله السابق ويأتي بلاعب جديد كلقب دفاع بجوار رونالد أراوخو.
فرانك كيسييه:
صفقة مجانية كتلك كانت الجماهير لا تعول عليها الكثير في السنوات الماضية، لكن بعد الظروف الاقتصادية الحالية والتي يعاني منها العالم أجمع فلما لا تطمح الجماهير للكثير من النجم الإيفواري.
Goal/GettyImageلاعب الوسط الإفواري يملك الكثير من المرونة في وسط الملعب، ويستطيع مساندة الدفاع والصعود للأمام ليقوم بالزيادة العددية وكان أحد كلمات سر فوز ميلان بالدوري الإيطالي الموسم الماضي وأحد نجوم الموسم.
اللاعب نفسه أعرب عن رغبته في تنفيذ كافة تعليمات تشافي هيرنانديز في الملعب وأنه سيتواجد في أي مركز يطلبه منه المدير الفني، وتلك النوعية من اللاعبين تمنح المدرب أريحية في المكان الذي سيختار فيه وضع اللاعب، وتنوع أكبر في إمكانية تحريك زملائه من حوله.
رافينيا:
البرازيلي الذي عطل انتقاله إلى صفوف تشيلسي وفعل كل شيء من أجل اللعب لبرشلونة حقق حلمه أخيرًا وانضم إلى كتيبة تشافي هيرنانديز وأكد أن المدير الفني أخبره بخططه له.
البعض قد يعتقد أن قدوم رافينيا يعني بشكل تلقائي التخلي عن عثمان ديمبيلي، لكن الأخير جدد عقده وأثبت عكس ذلك للجميع.
رافينيا يستطيع اللعب في الجانب الأيمن ويجيد التواجد هناك وقدم أفضل مستوياته مع ليدز في ذلك المركز، في المقابل يجيد اللعب أيضًا بعض الأحيان في الجانب الأيسر، وهي نفس مزايا عثمان ديمبيلي إن كان الفرنسي أفضل لأنه يجيد اللعب بكلتا القدمين.
روبرت ليفاندوفسكي:
تعديد مزايا البولندي سيكون مجرد إهدارًا للوقت، أخيرًا برشلونة لديه رأس حربة سوبر من الطراز الأول يستطيع الاعتماد عليه في ذلك المركز بعد رحيل لويس سواريز.
صحيح أن عامل العمر ليس في صالح البولندي لكن هو نفس الشخص الذي قدمه أحد أعظم المواسم قبل أسابيع قليلة مع بايرن ميونخ.
ربما يتم تقسيم الدقائق بين وبين بيير إيمريك أوباميانج للحصول على الاستفادة القصوى من كلاهما طوال الموسم وحسب احتياج كل مباراة.
تشكيلة برشلونة مع الصفقات الجديدة
لو لم تتم أية صفقات جديدة بالأخص في الدفاع فسيكون الشكل الأقرب لبرشلونة هو 4-3-3 التقليدية، ودعونا عند هذا التخمين الآن طالما لم تتم صفقات جديدة، وستكون كالتالي:
مارك أندريه تير شتيجن.
جوردي ألبا، أندرياس كريستنسن، رونالد أراوخو، سيرجينيو ديست.
بيدري جونزاليس، سيرجيو بوسكيتس، بابلو جافي.
عثمان ديمبيلي، روبرت ليفاندوفسكي، رافينيا.
Goal/Gettyتلك التشكيل تضمن لبرشلونة عناصر شباب عدة في الملعب بالأخص على الجناحين وفي قلب الدفاع وهي المراكز التي عانت طويلًا.
ربما فقط لو تم الاعتماد على فرينكي دي يونج وهو أمر لا أراه قريب في ظل قناعات تشافي والإدارة سيكون الفريق قد تخلص من كافة النجوم كبار السن في الفريق ولا يتبقى سوى جوردي ألبا الذي قد يتحول إلى لاعب ثان في التشكيلة حال جاء ماركوس ألونسو.
لكن موقف دي يونج تحديدًا غير واضح في ظل وجود رغبة من تشافي بالدفع به في مركز قلب الدفاع وهو ما قام به بالفعل في مواجهتي إنتر ميامي وريال مدريد.
الكلاسيكو يقول الكثير
خاض برشلونة عدة مواجهات ودية حتى الآن بعد نهاية الموسم الماضي لكن المباراة الأولى التي شهدت وجود جميع الصفقات الجديدة كانت الكلاسيكو ضد ريال مدريد.
وبالرغم من أن النادي الكتالوني خاض المباراة بتشكيلتين كاملتين إلا أن المباراة منحتنا بعض الملامح من الموسم المقبل.
على سبيل المثال اللعب بورقة رونالد أراوخو في مركز الظهير، وهو ما منح إريك جارسيا مكانًا في التشكيلة بدلًا من ديست الذي بقى على مقاعد البدلاء، حيث سبق أن لعب الأوروجوياني في ذلك المركز من قبل وأمام ريال مدريد أيضًا لإيقاف خطورة فينيسوس جونيور، ذلك يتركنا في بعض الحيرة، هل سيعتمد عليه تشافي بشكل أساسي أم في مواجهة الفرق التي تملك أجنحة يملكون سرعات ومهارات كبيرة؟!
هناك أيضًا أنسو فاتي الذي شارك في مركز الجناح الأيمن للمباراة الثانية على عكس كافة التقارير التي أكدت أنه خارج حسابات تشافي بسبب حالته البدنية وعدم خضوعه لعملية جراحية تعيده لأفضل أحواله، ولم نر عثمان ديمبيلي سوى في الشوط الثاني كبديل في المواجهتين ضد إنتر ميامي وريال مدريد، فعلى من سيعتمد المدرب الإسباني؟
بيت القصيد
سواء أبرم برشلونة المزيد من الصفقات أم لا، فقد نال تشافي هيرنانديز غالبية طلباته في سوق الانتقالات، وذلك يعني أن السماح الذي تمتعت به جماهير النادي الكتالوني في الموسم الأول لن يكون السمة الأبرز لديهم هذا الموسم.
لذلك سيكون على تشافي تحقيق النتائج والظهور بشكل جيد للغاية، على الأقل أمام الفرق التي من المفترض الحصول على النقاط منها بشكل كبير أمثال مايوركا وجيرونا وألميريا وغيرها.
في النهاية قد لا يعود برشلونة إلى العهد القديم الذي كان عليه قبل سنوات في وجود ليونيل ميسي تحت قيادة بيب جوارديولا أو لويس إنريكي، لكن لابد من أن تظهر بعض النتائج بعد كل تلك الصفقات وإلا فسيكون مشروع تشافي ومستقبل برشلونة برمته في مهب الرياح.