Pep Guardiola Manchester City 2019-20Getty Images

نرجسية جوارديولا السبب الأول في معاناة مانشستر سيتي

بمرور الوقت يفقد مانشستر سيتي أرضية جديدة في مساعيه للحفاظ على لقبه الثالث على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، خاصة مع المسيرة المظفرة لليفربول في البطولة والتي لم تشهد تعرضه لأي هزيمة وتعادله في مباراة واحدة.

هيمن السيتي في آخر موسمين على الأخضر واليابس في إنجلترا، لكن الموسم الحالي شهد تراجعًا كبيرًا للفريق، وتعددت الأسباب بين الإصابات وعدم تدعيم الدفاع، لكن يبقى بيب جوارديولا على رأس الأسباب، علمًا أنه فشل أيضًا في موسمه الرابع مع برشلونة.

بعد مرور المواسم، تبدأ أخطاء الفريق الذي يدربه جوارديولا في الظهور، دعونا نتفق في البداية على أن مانشستر سيتي قد صادفه سوء حظ كبير في الإصابات، لكنه يتحمل وزر هذا الأمر.. لكن الأمر لا يتعلق فقط بقراراته في السوق لكنه حتى في إدارته للمباريات.

دعونا نأخذ مباراة ليفربول التي خسرها والتي كانت بمثابة 6 نقاط كاملة، كمثال، لماذا لم يستخدم جوارديولا سوى تغيير واحد فقط رغم أنه كان متأخرًا في نتيجة المباراة منذ البداية؟! ولماذا لم يدفع برياض محرز في أي وقت من أوقات المباراة؟

ولماذا لعب سيرجيو أجويرو، الذي بدا مرهقا، خمس مباريات خلال 15 يومًا قبل هذه المباراة؟!

Pep Guardiola Manchester City 2019-20

هذا في ما يخص النواحي الفنية في المباراة نفسه (وتكررت في أكثر من مباراة).. لكن دعونا نسأل عن قرارته في السوق.

لماذا أنفق مانشستر سيتي 230 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع لاعبين في مركز الظهير، لكنه لم يتعاقد مع لاعبين في مركز قلب الدفاع، ومع ذلك تفوق ظهيرا ليفربول ترينت ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون، اللذان لم يكلفا خزينة ليفربول سوى سبعة ملايين جنيه إسترليني، بشكل واضح على ظهيري مانشستر سيتي؟ ولماذا لا يملك سيتي لاعبا قادرا على تعويض غياب مدافعه إيمريك لابورت المصاب؟.

من المؤكد أن الحكم على الأمور بهذه الطريقة قد لا يكون منصفا، وأن أي شخص يريد أن ينتقد جوارديولا يتعين عليه أولا أن يرى لاعبي الفريق عن قرب وأن يعرف حالتهم البدنية والذهنية وأن يتعرف على تفاصيل الخطة التي يعتمد عليه المدير الفني الإسباني، لكن ربما تكمن مشكلة جوارديولا في أن الأخطاء التي يرتكبها فريقه تكون واضحة للغاية ومع ذلك يصر باللعب بنفس الطريقة بسبب شعوره بالتفوق وعدم رغبته في التخلي عن مبدئه وفلسفته.

ولأنه يرفض التخلي عن فلسفته تلك، فهناك مشكلة أخرى تواجه جوارديولا، وهي رغبته الدائمة في ألا يكون لديه مدافعون بالمعنى المتعارف عليه، فهو يبحث دائما عن مدافع بمواصفات خاصة يكون قادرًا على تمرير الكرة بشكل صحيح وبناء الهجمات من الخلف للأمام، كما أنه لا يحب تشتيت الكرة على الإطلاق، ويبحث دائما عن الحلول الخلاقة والإبداعية. ودائما ما يبحث جوارديولا عن بناء فريق قوي، لكن ما الذي يتعين عليه القيام بعد ذلك؟

Aymeric Laporte Manchester City 2019-20Getty Images

لم يتعاقد جوارديولا مع مدافع لتعويض فنينست كومباني وانكشف الفريق أكثر بخسارته أهم مدافع لديه إيميريك لابورت.. ومن ثم استعان بفرناندينيو في قلب الدفاع وهو خيار ليس غريبًا بالمناسبة.

 ولأنه يحب هذه النوعية من المدافعين فقد حول مراكز لاعبين سابين مثل خافيير ماسكيرانو وخافي مارتينيز في برشلونة وبايرن ميونيخ على التوالي للدفاع.. لأنهم يجيدون بناء الهجمة والتمرير.. لكن ماذا عن الدفاع نفسه؟!

 نرجسية جوارديولا تجعله يدفع الثمن ولاحظنا أن فرناندينيو أخطأ كثيرًا في قلب الدفاع هذا الموسم، كما أن تحوله للدفاع حرم السيتي من جودته في خط الوسط مع عدم نجاح رودري في الانسجام بالشكل الكافي مع السيتي.

ما زال جوارديولا لديه الوقت الكافي لإعادة ترتيب أولوياته والتركيز على الهدف الأسمى وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا، لكن قبل كل شيء عليه أن يؤمن بأن النرجسية والثقة المفرطة في نفس الأفكار قد تخونه في بعض الأحيان.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0