القلق سيد الموقف، فإما أن يخرج الاتحاد خالي الوفاض من الموسم الجاري أو أن يتشبث بأمله الأخير ويعتلي منصة التتويج للعام الثاني على التوالي بعد غياب سنوات..
العميد فقد فرصه في التتويج بلقب دوري روشن السعودي، الذي توج به الموسم الماضي، وكذلك ودع دوري أبطال آسيا، والآن يعلق آماله على كأس السوبر السعودي ثم كأس خادم الحرمين الشريفين.
لكن المشكلة الكبرى بالنسبة لجماهيره ومسؤوليه هي كأس السوبر، الذي يأتي في توقيت يرونه غير مناسب تمامًا لظروف فريقهم، فبخلاف الإصابات التي ستحرمه من فابينيو، أحمد شراحيلي، أحمد بامسعود وغيرهم، هناك خمسة لاعبين استدعاهم سعد الشهري؛ المدير الفني للمنتخب الأولمبي، للمشاركة في كأس آسيا تحت 23 عامًا؛ هم: زكريا هوساوي، فيصل الغامدي، عوض الناشري، أحمد الغامدي ومروان الصحفي.
وبعد فترة شد وجذب وتكذيب كل طرف للآخر (العميد واتحاد القدم)، لا جديد، فالاتحاد سيخوض السوبر الذي يفتتحه بمواجهة الوحدة في الثامن من أبريل الجاري، على أن يصعد الفائز منهما للنهائي لمواجهة الفائز من ديربي الهلال والنصر، دون لاعبيه الأولمبيين!
أما على الطرف الآخر، يقف الأرجنتيني مارسيلو جاياردو؛ المدير الفني للنمور، "قد" لا يكون مباليًا بالوضع الحالي رغم صيحات الاتحاديين، لأنه مر بما هو أصعب من ذلك الموقف بكثير..
بالعودة للوراء ثلاثة أعوام، حينما كان يقود "الدمية" ريفر بليت الأرجنتيني، وتحديدًا مايو 2021، ضرب فيروس كورونا الفريق؛ 20 لاعبًا تقريبًا سقطوا رهينة للفيروس قبل أيام قليلة من مواجهة إنديبندينت سانتا فاي الكولومبي في الجولة قبل الأخيرة من دور المجموعات بكأس ليبرتادوريس.
الوضع تأزم بإصابة الثلاثة حراس المقيدين في قائمة البطولة، وازداد سوءًا برفض اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم السماح لريفر بليت بالاستعانة بحارس غير مقيد في القائمة القارية.
آنذاك لم يكن أمام جاياردو أو "نابليون" -كما كان يحب بعض صحفيي الأرجنتين تلقيبه في ظل الإلهام الكبير الذي كان يمنحه للاعبيه- إلا 11 لاعبًا فقط "مجبرًا عليهم" دون وجود أي لاعب على مقاعد الاحتياط، فماذا حدث يوم المباراة؟
عشرة لاعبين تم توظيفهم في مراكز الدفاع والوسط والهجوم، منهم من شارك في مركز جديد لأول مرة في مسيرته "لسد العجز"، واللاعب الـ11 هو لاعب الوسط إنزو بيريز، الذي قرر جاياردو الدفع به لحراسة عرين الفريق، رغم أنه كان لا يزال لم يكتمل شفاؤه من إصابة قطع في الأربطة.
والمفاجأة أن كتيبة "نابليون" نجحت في هز شباك الفريق الكولومبي بهدفين في أول سبع دقائق من توقيع فابريتسيو أنجيليري وجوليان ألفاريز، قبل أن تستقبل هدف إندبيندينت الوحيد في الدقيقة 73 من عمر اللقاء، لتحدث المعجزة على أرض "المونيمونتال"، ويعبر "الدمية" من أصعب اختبار في مسيرته بنجاح منقطع النظير.
عقب هذا الفوز، ارتقى ريفر بليت لصدارة مجموعته برصيد تسع نقاط، ولم تؤثر خسارته في الجولة الأخير أمام فلومينينسي البرازيلي على مسيرته، فشق طريقه في البطولة وصولًا لربع النهائي.
أمام هذه التجربة، ربما تكون صيحات الاتحاديين الحالية مجرد "هراء" بالنسبة للأرجنتيني، فهل ينجح "نابليون" في تخطي معضلة السوبر السعودي وقد فعل في اختبار أصعب بكأس ليبرتادوريس أم أن البطولات التي لاحقته في الأرجنتين، ستتمرد عليه في السعودية؟!
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)