تشهد سهرة الأحد الثالث من نوفمبر تجدد المواجهة بين الروسونيري ميلان ونسور العاصمة لاتسيو لحساب الجولة الحادية عشر من السيري آ، مباراة تحمل طابعاً خاصاً بعد الأحداث المثيرة للقاءات ميلانو الموسم الفائت.
واستضاف "سان سيرو" مواجهتين بين الفريقين في أبريل الماضي، الأولى فاز فيها ميلان بالدوري بهدف نظيف، وشهد اللقاء أحداثاً مؤسفة واستفزازية بين لاعبي الفريقين، ليرد لاتسيو الدين بعد أيام ويخطف بطاقة العبور لنهائي كوبا إيطاليا بنفس النتيجة.
(C)Getty imagesالآن يلعب الفريقان في ظروف مغايرة تماماً، ميلان بعدما كان منافساً للاتسيو على مقعد أوروبي أصبح في النصف الثاني من الجدول، ويلعب مباراته الرابعة مع مدربه الثاني هذا الموسم، بينما يواصل فريق العاصمة الإيطالية عمله في هدوء، مستكملاً مشروعاً بدأ قبل أعوام ويبدو يسير في الاتجاه الصحيح.
ويمتلك لاتسيو كل ما يفتقده ميلان ويحتاجه سواء داخل أو خارج الميدان، بداية من إدارة مستقرة نجحت في وضع خطة عمل قادت لاتسيو ليكون ثاني أكثر الفرق الإيطالية تتويجاً في السنوات الأخيرة خلف يوفنتوس، وبنت فريقاً يلعب أوروبياً كل موسم، وأصبح منافساً دائماً على مقاعد دوري الأبطال.
ديربي الشمس | ما بين شروق روما وغروب نابولي
وإذا كان ميلان مستمر في معاناته التدريبية، فلاتسيو يدخل عامه الرابع رفقة سيموني إنزاجي مدرباً، مهاجم الفريق السابق أثبت أنه من خيرة الجيل الحالي للمديرين الفنيين في إيطاليا، وكان قريباً في الصيف الماضي من الرحيل، بل ورُشح حتى لخلافة جينارو جاتوزو في ميلان، ولكن الإدارة نجحت في إقناعه بالبقاء، واستكمال المشروع.
وداخل الميدان يمتلك لاتسيو اللاعبين الذين يبحث عنهم ميلان، بداية من الخط الخلفي بقياد فرانشيسكو أتشيربي، والذي كان له تجربة فاشلة مع الروسونيري في موسم 2012-2013، ولكن الآن تحول لأحد أفضل لاعبي الدوري في مركزه الذي أصبح ثغرة ومعاناة ما بين تراجع مستوى أليسيو رومانيولي وتعاقب إصابات ماتيو كالدارا.
Getty Imagesوسط لاتسيو يملك الجوهرة التي طاردها ميلان العام الماضي وأحبطته سعرها الباهظ، سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، لاعب الوسط المتكامل الذي يجيد دفاعياً وهجومياً، والذي لا يملك ستيفانو بيولي مثيلاً له يوفر له الحلول، يكفي القول أن من يلعب أدواره في ميلانو هو هاكان تشالانوجلو.
أما الهجوم، فرغم السبعين مليون المدفوعة في أقل من عام لشراء الثنائي كريشتوف بيونتك ورافائيل لياو، ولكن ميلان لا يمتلك هدافاً بقيمة شيرو إيموبيلي، متصدر اللائحة في الموسم الجاري، وصاحب 73 هدفاً بكل المسابقات في الأعوام الثلاثة الأخيرة، عنصر افتقده الشيطان الأحمر بعد سنوات امتلك بها اسماء على شاكلة هيرنان كريسبو، أندري شيفشنيكو، فيليبو إنزاجي، وآخرين.
ميلان يملك كل الأسباب حالياً لينظر بعين الحسد نحو لاتسيو، ولكن ذلك لن يكون كافياً لحصد ثلاث نقاط هامة ومحورية قد تعيد الفريق مرة أخرى لسباق المقاعد الأوروبية، بينما الفريق العاصمة الذي بدأ يستعيد عافيته في الأسابيع الأخيرة يعلم أن انتصار في "جيوسيبي مياتسا" سيكون هاماً لإقصاء منافس مباشر مبكراً من الصراع، وخطوة جديدة في مشروعه الطموح.




