ليس ببعيد يمكننا أن ننظر إلى أخبار الشبكات والمواقع الرياضية الكبرى ونرى أنباء تفاوض ميلان مع المدرب الألماني رالف رانجنيك على قيادة مشروع الفريق لسنوات قادمة.
المفاوضات كانت قد وصلت لمراحل متقدمة للغاية بل وذهبت بعض التقارير لتؤكد أن الاتفاق قد تم بين الطرفين وكل شيء قد حُسم.
البعض حتى تحدث عن الأسماء التي طلبها رانجنيك من أجل التواجد معه في حقبته بصفوف ميلان لبناء فريق قادر على المنافسة.
لكن كل شيء تبدل بنهاية الموسم بعد أن رأت الإدارة أن ستيفانو بيولي يقوم بعمل مميز للغاية، ويستطيع الاستمرار في قيادة الفريق.
قرار جريء
البعض انتقد قرار إدارة ميلان وأكد أن المستويات التي يقدمها الفريق لا تتجاوز مجرد كونها طفرة مؤقتة في الأداء والنتائج.
لكن قرار إدارة ميلان كان حاسمًا، لا لرانجنيك ولمشروعه بكافة التفاصيل التي تم الاتفاق عليها من قبل، وليأخذ بيولي فرصته كاملة.
في الجانب الآخر وجدنا البعض يشيد بالقرار، بسبب الطفرة التي قام بها بيولي في مستوى الفريق، بالتحديد في الفترة بين العودة من التوقف الطويل الخاص بكورونا وحتى نهاية الموسم.
ميلان في ذلك الوقت لم يعرف طعم الهزيمة، ولولا النتائج السيئة في النصف الأول من الموسم لكان ترتيبه قد اختلف بنهايته.
بداية جني الثمار
في الموسم الماضي بدأ بيولي في جني ثمار عمله مع ميلان، وتأكدت إدارة النادي أن قرارها باستمراره في صفوف الفريق كان صحيحًا.
ميلان نجح خلال الموسم الماضي في الوصول لدوري أبطال أوروبا، والعودة للبطولة الأهم على المستوى الأوروبي عن طريق المراكز المؤهلة من الدوري الإيطالي.
ولوهلة خلال بداية الموسم كان هناك لمحات تقول أن الفريق سينافس على لقب الدوري، لكن ذلك كان بمثابة حلم إضافي تحقيقه لم يكن بتلك الضرورة.
Goal/GettyImageالفوز على نابولي والجرأة على الحلم
بعد فوز ميلان على نابولي في لقاء الجولة الـ 28 من الدوري الإيطالي تصدر الفريق جدول ترتيب البطولة وإن كان ذلك بشكل مؤقت.
لكن جماهير النادي أصبحت تجرؤ على الحلم من جديد تحت قيادة المدير الفني الذي كان يلقى نفس مصيره السابق مع إنتر في صفوف ميلان.
أسابيع قليلة وينتهي سباق الدوري الإيطالي، ونعرف من هو البطل، ولو حدث وفاز ميلان باللقب سيقف الجميع وقفة احترام وتبجيل لبيولي ولإدارة ميلان على قرارهم الذي انتشل الفريق من سنوات ضياع إلى منصات التتويج من جديد.
في سياق منفصل لكنه متصل!
خسر مانشستر يونايتد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد ضد مانشستر سيتي في نفس اليوم الذي اعتلى فيه ميلان صدارة ترتيب الدوري الإيطالي.
لم يكن من الممكن أبدًا أن نربط نتيجة المواجهتين سوى بسبب رالف رانجنيك الذي كان سيقود مشروع ميلان في الوقت الحالي بدلًا من بيولي.
بدلًا من ذلك هو يدرب مانشستر يونايتد في أسوأ أحواله منذ أن رحل السير أليكس فيرجسون، ولا يبدو أنه قريب حتى من مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا.
مانشستر يونايتد يحتل المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 48 نقطة، ويحتل أمامه آرسنال المركز الرابع برصيد 47 نقطة وله ثلاث مباريات أقل، وتبدو أن فرص لحاق الشياطين الحمر بدوري الأبطال عن طريق البريميرليج شبه معدومة.
تخيل عزيزي الميلانيستا إن كان ذلك هو وضع ميلان في الوقت الحالي لو جاء رانجنيك، يبحث عن مركز مؤهل لدوري الأبطال ويتصارع مع كبار النجوم ولا يملك ولو فرصة في الأفق تقول أنه سيستمر في الموسم التالي.
Goal/GettyImageبيت القصيد
رغم الانتقادات الكثيرة وقتها كانت إدارة ميلان على حق بمنح بيولي الذي حقق النتائج الطيبة والأداء الجيد الفرصة من أجل إكمال مشروعه في صفوف الفريق.
نتاج الصبح على بيولي ظهرت الآن بصدارة ميلان للدوري الإيطالي، حتى وإن كان لن يحقق اللقب في النهاية لأي سبب كان.
في الوقت نفسه نرى مانشستر يونايتد في حال يرثى له مع رالف رانجنيك، وهو ما يدحض كل الانتقادات التي تلقتها إدارة ميلان.
فهل كانت الظروف في ميلان مواتية للنجاح عكس مانشستر يونايتد وهو ما ساعد بيولي وأفشل رانجنيك، أم للمديرين الفنيين الدور الأكبر فيما وصل له كل فريق الآن؟!
