يحل ميلان في ليلة الخميس ضيفاً ثقيلاً على النجم الأحمر الصربي لحساب ذهاب دور ال32، مواجهة ديربي مصغر بين رفقاء زلاتان إبراهيموفيتش وأشبال مدرب الصرب ديان ستانكوفيتش، نجم إنتر السابق، قبل أيام قليلة من ديربي ميلانو.
Gettyولكن المباراة بالفعل تملك تاريخها الخاص، الفريقان تقابلا في أربع مناسبات سابقة أشهرها كان في 1988 لحساب كأس الأبطال في مباراة لُعبت على يومين وكادت تطيح بجيل ميلان الرهيب من الدور الثاني للبطولة وتكتب نهايته قبل بدايته حتى.
وقتها كان ميلان مع أريجو ساكي ونجومه مثل ماركو فان باستن، رود خوليت، فرانكو باريزي والبقية أبطال إيطاليا وباحثين عن كسر الصيام الأوروبي منذ 1969، واصطدم في الدور الثاني بالفريق اليوجوسلافي الذي فجر مفاجأة كبرى بانتزاع التعادل في ميلانو بهدف لكل جانب.




كان ميلان يعلم أنه على موعد مع الجحيم في العاصمة بلجراد في العودة، ملعب الماراكانا الشهير كان يتواجد به أكثر من 50 ألف متفرج وصف أحدهم الوضع قائلاً: "كانت الأجواء رهيبة والأعداد غفيرة، شعرت أننا في علبة سردين من الزحام!".
الأمور لم تسر على ما يرام للروسونيري، مبكراً سجل ديان سافيسيفيتش، والذي كان وقتها في التجنيد مع الجيش اليوجوسلافي وحصل على إذن استثنائي لخوض المباراة، ثم ازدادت الأمور صعوبة بتعرض بييترو فيرديس للطرد.
بدا ميلان بعد الشوط الأول في طريقه للخسارة، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، يصف دراجان ستويكوفيتش، نجم الفريق الصربي وقتها، ما حدث: "فجأة حل الضباب، بين الشوطين كانت الأمور مقبولة، كنت لا أشاهد المدرجات، ثم أصبحت لا أشاهد المرمى ومنطقة الجزاء، حتى أصبحت لا أشاهد الكرة حتى!".
اضطر الحكم لإلغاء اللقاء واتخاذ القرار بإعادته في اليوم التالي، ليمنح ميلان طوق النجاة، فمنحه فرصة لتصحيح الأمور ولكن بدا أن سوء الحظ سيستمر عندما وضع مدافع النجم الأحمر الكرة بالخطأ في مرمى فريقه وعبرت بكامل محيطها لقرابة نصف المتر، ولكن الحكم لم ير الهدف!
تماسك ميلان وسجل عبر فان باستن، ولكن عادل ستويكوفيتش واستمر التعادل للنهاية ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح ويحسمها ميلان بنتيجة 4-2 في النهاية.
ميلان أكمل مشواره ليحقق اللقب الأوروبي المنتظر بعد أن سحق ريال مدريد في نصف النهائي 6-1 وأحرز رباعية في ستيوا بوخارست بالنهائي، ويبدأ ميلان ساكي عصر الهيمنة الأوروبية، والمجند سافيسيفيتش انتقل لصفوفه في نهاية الأمر كذلك.
يتذكر ستويكوفيتش تلك المباراة الشهيرة قائلاً: "ميلان كان يجثو على ركبتيه، لولا الضباب لفزنا، كان قراراً خاطئاً أن نقبل بإعادة المباراة في اليوم التالي مباشرة، كانوا وحوشاً بدنياً بينما نحن سافيسيفيتش كان مجنداً، شعرت كأنني ألعب بمفردي يومها!".
الآن تتكرر المواجهة في ملعب الماراكانا ولكن في مدرجات خالية بعد أن رفض "يويفا" طلب النجم الأحمر حضور 15 ألف متفرج بسبب الوباء، ولكن الأكيد أن الذكريات والحكايات والعداوة بين ستانكوفيتش والروسونيري ستجعل الأجواء ساخنة في بلجراد.
