ميلان - العودة من التخبط إلى المسار الصحيح

---

---

استبشر الكثيرون من مشجعي ميلان الخير في عودة فريقهم التاريخي لأجواء المنافسة بعد أن تم بيع النادي من مالكه الأسبق بيرلسكوني لرجل الأعمال الصيني لي يونج هونج، ولكن فشل المستثمرين الجدد في تسديد ديون النادي، ويستحوذ صندوق إليوت للاستثمار على النادي بشكل رسمي. 

-رؤية واضحة واستقرار مطلوب 

عمل الصندوق منذ استلم النادي في يوليو الماضي على خلق الاستقرار المطلوب داخل أسوار النادي اللومباردية، والسير بتشكيل إدارة قوية ومنظمة لتحقيق النجاح، وكان النادي يمر بوقت صعب في تلك الفترة ولكن قدم المستثمرين كل الدعم للاعبين والقيادة الفنية للمدرب جاتوزو، بعد أن نجحوا في ضخ ما يقارب 50 مليون يورو لتحقيق استقرار مادي. 

- تخطيط وقيادة إدارية  

Getty Images

ظهر الصندوق برؤية مميزة في عملية التخطيط لعودة ميلان للطريق الصحيح، البداية مع تعيين ليوناردو في منصب المدير الرياضي، وهنا كانت بداية الثورة الحقيقية داخل أسوار النادي، وأول قراراته كانت عودة أسطورة الفريق باولو مالديني في منصب مدير التطوير الرياضي الاستراتيجي للنادي. 

ليوناردو الذي كان أحد اهم رجال بداية مرحلة الاستثمار في نادي باريس سان جيرمان مع مالكه القطري، تحديداً منذ الشهر السابع عام 2011، كان هناك وقاد مشروع ناجح كمدير للكرة وبوجود مدرب مثل انشيلوتي، استقطب ليوناردو الكثير من اللاعبين المميزين لذلك المشروع أمثال تياجو موتا وتياجو سيلفا وإبراهيموفيتش.  

نجاح ليوناردو في تلك الحقبة وذلك المنصب جعله محط أنظار المستثمرين الجدد لميلان وقد كان، بداية هذا الموسم كانت نقلة حقيقية في نوعية الصفقات التي دخلت النادي وبطلب وتنسيق بين جاتوزو وليوناردو، استقطاب الموهوب البرازيلي باكيتا من فلامينجو، وقدوم أحد هدافي الدوري الإيطالي هذا الموسم لاعب جنوى السابق كريشتوف بيونتيك. 

قبل ذلك كان التعاقد مع باكايوكو من تشيلسي بنظام الإعارة، وقدم الإضافة بشكل كبير للفريق، كل ذلك يوضح العمل الكبير من ليوناردو داخل النادي وبمنتهى الدقة يتم الحصول على المطلوب دون خرق قانون اللعب المالي النظيف. 

-تجديد الثقة في جاتوزو والتطور التصاعدي 

أقال النادي فيتشينزو مونتيلا من تدريب الفريق، نوفمبر العام قبل الماضي، وبعد ترشيحات كثيرة وقع الاختيار على جينارو جاتوزو أسطورة الفريق في فترته الذهبية مع كارلو انشيلوتي ليصبح المدرب الجديد للفريق. 

جاتوزو في ذلك التوقيت لم يكن يحظى بسيرة ذاتية كبيرة في التدريب، فكل ما صنعه كان في الدرجات الأدنى هناك في إيطاليا باليرمو كان الأشهر، وتجارب خارجية لم يكتب له التوفيق، من ثم العودة للفريق الرديف في ميلان، شهر يوليو عام 2017. 

تغيرت الإدارة ولكن ظلت الثقة متواجدة لجاتوزو وحظي بدعم كامل من حيث الصفقات والحرية في اختيار الأشخاص الذين يرغب بالتعامل معهم، كانت النتائج متذبذبة بين الجيد والسيء، الخروج من أوروبا والاقتراب من مراكزها محلياً، ولكن أصبح الفريق الان أكثر نضج من ذي قبل. 

- كيف يفكر جاتوزو؟ 

الفريق مع مونتيلا وبعد صفقات بونوتشي، كيسي، رودريجز وكالينتش، اختار التحول من 4-3-3 المحببة له واستعمل 3-5-2، واللعب على فكرة الاستحواذ على الكرة وصناعة اللعب ولكن لم يستمر ذلك كثيراً حيث تمت إقالته وجاء جينارو.  

جاء جاتوزو وأعاد معه الشكل القديم برباعي خلفي 4-3-3، دوناروما في الحراسة، كالابريا، موساكيو، رومانيولي وريكاردو رودريجز في الخط الخلفي، ثلاثي وسط باكايوكو، كيسي والوافد الجديد البرازيلي باكيتا، وتواجد ثلاثي سوسو، هاكان وكريستوف بيونتيك.   

عندما يستحوذ الفريق على الكرة تصبح الوضعية مفهومة بدخول سوسو وهاكان لعمق الملعب وصعود كالابريا ورودريجيز وبقاء باكايوكو في عمق الدفاع، الكرة تلعب تجاه الجناحين ويصعد الظهير ليستلم الكرة في منطقة الخصم وحدوث عملية "توسيع للمعلب"، مع تحرك باكيتا في أنصاف المساحات خلف لاعبي ارتكاز الخصم. 

Getty Images

باكايوكو وجد نفسه من جديد هناك في ميلان، حيث عاد بقوة إلى عملية استخلاص الكرات كما كان في موناكو، مع تواجد فرانك كيسي والذي يعتبر الأقل من الناحية الفنية داخل تشكيلة الفريق، ولكنه جيد نوعاً ما في الذهاب نحو منطقة جزاء الخصم.  

الشق الدفاعي يتم استعمال طريقة الضغط العكسي، يتحول الفريق ليلعب 4-5-1، ومحاولة استخلاص الكرة قبل منتصف ملعب الفريق وتواجد كل لاعبي الفريق تحت خط الكرة لتشكيل كثافة عددية وغلق ممرات الكرة. 

بيونتيك وباكيتا نوعية الصفقات التي أضافت الكثير للفريق، وهكذا ظهر التطور بوجود ليوناردو على رأس إدارة الفريق، والتكامل الذي حدث بين الجهة الإدارية والفنية أعاد ميلان من التخبط إلى المسار الصحيح.