انتهت مباراة ديربي ميلانو بين ميلان وضيفه إنتر في قمة الجولة الـ23 من الدوري الإيطالي على ملعب سان سيرو بالتعادل بهدف لكل فريق، ويُمكن القول أن اللقاء وبشكل غريب جعل الجميع سعداء في ميلانو!
إن بدأنا بالفريقين، نجد أن ميلان خرج سعيدًا من اللقاء رغم أنه استقبل هدف التعادل في اللحظات الأخيرة من المباراة، إذ كانت التوقعات تُشير لخسارته بعد الأداء المتراجع في المباريات الأخيرة والصدمة المعنوية بسقوطه أمام دينامو زغرب في دوري أبطال أوروبا.
الروسونيري لعب مباراة جيدة وقد تفوق في بعض الفترات على ضيفه، والنقطة الأبرز كانت الحماس والروح القتالية والإصرار الذي لعب به اللاعبون خاصة في الشوط الثاني، ولن نتجاهل نقطة مهمة هي أن الفريق تفادى الخسارة أمام جاره وعدوه اللدود للمباراة الثالثة على التوالي هذا الموسم وهو سجل ممتاز خاصة بالمقارنة بما سبقه من مباريات في السنوات الأخيرة.
إنتر على الجانب المقابل أنهى المباراة بسعادة بالغة بعد تفادي الخسارة الثالثة في الموسم الجاري أمام خصمه التاريخي، حيث سجل له ستيفان دي فراي هدف التعادل في اللحظات القاتلة، ذلك رغم أنه خسر نقطتين ثمينتين في صراعه على اللقب مع نابولي.
النيراتزوري لعب مباراة جيدة جدًا في جل أوقاتها وقد تفوق على مستضيفه خاصة في الجانب الهجومي، لكن في نفس الوقت هو لم يصل للمستوى المتوقع منه قبل اللقاء وبدا العديد من نجومه في مستوى أقل كثيرًا مما كانوا عليه في المباريات الأخيرة، ولذا تفادي الخسارة في ظل تلك الظروف وفي ظل معاندة الحظ للفريق يبقى إيجابية تجلب السعادة.
المدربان من جانب آخر حققا جزءًا من أهدافهما من المباراة، سيرجيو كونسيساو لم يخسر وخرج بنتيجة جيدة على الصعيد النفسي والذهني بعد السقوط القاري، فيما أظهر الفريق بعد الملامح التي يطمح لها خاصة على الصعيد القتالي، فيما سيموني إنزاجي أوقف الخسائر أمام ميلان وفاز بنقطة صعبة جدًا وفقًا لمجريات اللقاء وتوقيت الهدف ... في نفس الوقت المدرب البرتغالي خسر انتصارًا كان سيعني الكثير له وللفريق، فيما الإيطالي خسر نقطتين مهمتين في صراع الاسكوديتو.
إن انتقلنا للاعبين الجدد، كايل ووكر لعب مباراة ممتازة نسبة لأنها الأولى له في إيطاليا، أظهر صلابة ممتازة في الجوانب الدفاعية وأدور جيدة على الصعيد الهجومي، فيما نيكولا زاليفسكي القادم للإنتر من روما نجح في ترك بصمة ممتازة بصناعة هدف التعادل القاتل.
ما أظهره اللقاء أخيرًا أن الفريقين ينقصهما عتاد بشري كبير، سواء على مستوى التشكيل الأساسي أو دكة البدلاء، كلًا منهما بحاجة لدخول سوق الانتقالات الصيف القادم بميزانية ضخمة إن كان عازمًا على البقاء في دائرة المنافسة محليًا وقاريًا، صحيح أن إنتر يتفوق في جودة لاعبيه لكن لا ننسى عامل التقدم في العُمر وتأثيره البدني على الفريق ككل، لذا هناك حاجة لتغييرات مهمة الموسم القادم.