Lionel Messi Diego Armando MaradonaGetty

ميسي أم مارادونا؟ النقاش محسوم مسبقاً!

من أتى أولاً، البيضة أم الدجاجة؟ هذا السؤال يأتي ضمن تلك الفئة الشهيرة من الأسئلة التي مهما تعمقت في التفكير في إجابة لها لن تجدها.

كأس العالم 2022 ربما يكون أعطى البعض الإجابة عن سؤال الأفضل في الجيل الحالي بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، ولكن أعاد طرح آخر يخص من الأفضل في التاريخ ككل، ميسي أم الأسطورة الراحل دييجو أرماندو مارادونا.

ما قام به حتى الآن أسطورة برشلونة السابق ونجم بي إس جي الحالي يجعله على بعد خطوة من تكرار إنجاز الفتى الذهبي في 1986 بقيادة منتخب أرجنتيني يمكن وصفه بالفريق "العادي" لا أكثر للمجد، وحرفياً أتى بالكأس بنفسه لبلاده.

التشابهات كثيرة بين 2022 و1986، حارس ومهاجم جيد وبقية الفريق يجتهد لمساعدة النجم فوق العادة الذي في لحظات ينثر سحره ليقود الفريق لتخطي مرحلة تلو الأخرى، وحتى في عدد الأهداف، مارادونا ختم البطولة بخمسة وميسي حالياً بنفس الرقم يملك الفرصة لزيادة الغلة في اللقاء النهائي عندما يقابل كيليان مبابي وفرنسا التي تشبه كثيراً ألمانيا الغربية التي كانت الند الأساسي لرفقاء مارادونا بتلك السنوات.

ولكن نأتي للسؤال الذي يبحث الجميع عن إجابته، إذا فاز ميسي بكأس العالم، هل أخيراً تساوى مع مارادونا ويمكن القول إنه الأفضل في التاريخ؟

السطور المقبلة هي رأي شخصي ليس أكثر، قد يوافق عليه البعض وقد يختلف معه آخرون، وهنا يكمن سحر كرة القدم التي تعطي لكل متابع نجمه وأسطورته.

في رائعته "دييجو مارادونا"، كشف أسيف كاباديا، المخرج الإنجليزي الشهير، عن العبقرية الخاصة التي تمتع بها الراحل، لا نتحدث عن عبقرية الميدان والموهبة، ولكن عبقرية دمج شخصيتين في واحدة.

نقل الفيلم الشخصيتين بشكل رائع، الشخص القلق ومعاناته النفسية والشخصية، والآخر اللاعب الذي سحر العالم، وعرف رغم معاناته كيف يفصل تلك الشخصية عن الأخرى في معظم الأوقات ويستمر في الإبداع داخل الملعب رغم كم المعاناة خارجه.

عاش دييجو حياة شخصية حافلة، علاقات نسائية متعددة، مشاكل مع المخدرات والإدمان، وعلاقات مشبوهة مع المافيا والشخصيات الكبرى الاجتماعية، والغريب أن كل ذلك تعارض مع أفضل محطات مشواره الكروي، ولم يمنعه من أن يكون الأفضل في العالم، بل في التاريخ حتى ظهور ميسي وبداية المقارنات.

ميسي على العكس، طوال مشواره عرف حياة هادئة ومثالية، فتاة وحيدة طوال مشواره هي زوجته وأم أطفاله، ولم يرتبط أبداً بأي مشاكل أخلاقية أو انضباطية، باختصار، هو أسطورة أخلاقية كما هو الحال كلاعب كرة.

المقارنة بين نجم صنع أسطورته بجانب شخصي يتناسب أكثر مع عربيد أو فتوة، وآخر بجانب مثالي لا يشوبه شائبة ليس منطقياً، وذلك ليس تقليلاً من ميسي، ولكن إعجاباً بما حققه مارادونا بقدرته على فصل كل ذلك عن ما يحدث لتسعين دقيقة في أرض الملعب.

Diego Armando Maradona Lionel MessiGetty

ميسي أم مارادونا؟ مارادونا أم ميسي؟ أحب الثنائي ولكن حتى لو فاز ليونيل بالكأس الثالثة لبلاده سيبقى دييجو في مكانة أعلى، وربما الحل الأفضل أن تكون مثل الأرجنتينيين الذين أراحوا أنفسهم من المقارنات، على الأقل علناً، وقرروا المساواة في المكانة بين الأسطورتين بحثاً عن المجد الضائع منذ أيام الفتى الذهبي.

إعلان