صورة مختلفة تمامًا ظهر بها نادي نيوكاسل يونايتد في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، حيث اختلفت الأهداف والتوجهات عن ما شاهدناه في الماضي.
عصر مايك أشلي انتهى، وحان الآن وقت الازدهار مع صندوق الاستثمار السعودي، الذي منحنا نبذة بسيطة عن ما يمكن تحقيقه في المستقبل ولكنها للأسف لم تكن كافية.
الفريق يعاني الآن في المركز الثامن عشر بجدول الدوري الإنجليزي بـ15 نقطة، وبحاجة ماسة للنهوض من أجل تفادي الهبوط بأقصى صورة ممكنة.
والسؤال هنا هل منحت الإدارة الجديدة ما يكفي للمدرب إيدي هاو لتحقيق هذا الهدف؟
نشاط ملحوظ
Getty Imagesنيوكاسل كان نشيطًا بشكل ملفت للأنظار في الانتقالات، حيث تعاقد مع 5 لاعبين دفعة واحدة خلال شهر يناير الماضي.
النادي استعار مات تارجت من أستون فيلا بمركز الظهير الأيسر، ودعم الجبهة اليمنى بكيران تريبيير بـ15 مليون يورو.
وجلب كذلك دان بيرن كقلب دفاع بـ15 مليون يورو، ودفع 42 مليون يورو لضم برونو جيماريش نجم وسط ليون السابق، وقرر دعم الهجوم بـ30 مليون يورو دفعها في كريس وود.
Gettyوهو ما يعني أن النادي دفع مبلغ 102 مليون يورو كمجموع صفقات شتوية لإنقاذ الفريق من شبح مغادرة الدوري الإنجليزي.
ولكن هل يحصل نيوكاسل على الجودة المناسبة من وراء هذه التعاقدات والدعم المالي الواضح لإيدي هاو؟
نجم واحد لا يكفي
(C)Getty Imagesاستعارة تارجت لا بأس بها، ولكن دان بيرن لا يمكنه حل المشاكل الدفاعية التي يعاني منها نيوكاسل، حيث يعتبر من أضعف الدفاعات هذا الموسم باهتزاز شباكه 43 مرة.
وأما تريبيير فيبدو كحل مؤقت مفيد للتغلب على أزمة الظهير الأيمن، ولكن يجب التوقف هنا عند الصفقة الهجومية الوحيدة وهي كريس وود.
يعاني نيوكاسل من مشكلة هجومية واضحة، والجميع يعلم أن الفريق كان بحاجة إلى مهاجم هداف، بسبب إصابة كالوم ويلسون الطويل، وصعوبة الاعتماد على دوايت جايل المهاجم البديل، مع انتقال جويلينتون وتوظيفه بمركز صانع الألعاب.
النيوزلندي العملاق كريس وود ليس هذا الهداف أبدًا، حيث سجل 3 أهداف فقط مع فريقه السابق بيرنلي هذا الموسم بكل البطولات.
رقم متواضع لا يبرر أبدًا القيمة التي دفعها نيوكاسل في لاعب، سعره وفقًا لموقع "ترانسفير ماركت" 6 ملايين يورو فقط وعمره 30 سنة.
الصفقة الوحيدة التي يمكن أن تساهم في طفرة ملحوظة بالفريق، كان البرازيلي برونو جيماريش، الذي خطفه نيوكاسل من يوفنتوس وآرسنال، وهو اللاعب الوحيد الذي يليق بطموحات صندوق الاستثمار وجماهير النادي في العهد الجديد.
السيناريو المثالي
Getty Imagesلو نظرنا إلى سوق الانتقالات الشتوي، سنجد أن نيوكاسل يفتقد كثيرًا للتخطيط، وهذا أمر طبيعي جدًا، لأن التجربة لا تزال وليدة وبحاجة للمزيد من الخبرة والعناصر المميزة في التعاقدات.
النادي كان بحاجة ماسة لمدير رياضي ناجح وصاحب اسم كبير، لجلب الأسماء المناسبة ووضع ملامح مشروع النهوض بالنادي ووضعه بمسار الكبار، مانشستر سيتي نفسه عانى من هذا النقص، والأمور تحسنت مع مرور الزمن.
حالة من الإحباط سادت بين الجماهير بعد الفشل في ضم دييجو كارلوس مدافع إشبيلية، وكذلك سفين بوتمان مدافع ليل، لذلك كان البحث عن بدائل أخرى أفضل من مات بيرن.
وكان يجب الانقضاض كذلك على صفقة عثمان ديمبيلي، لأن الأمور كلها كانت سانحة بسبب رغبة برشلونة في التخلي عن اللاعب بمقابل مادي مخفض بدلًا من رحيله بالمجان.
صفقة ديمبيلي لم تكن مجرد تدعيم لمركز الجناح، بل رسالة واضحة أن النادي سيكون قادرًا على جلب المزيد من النجوم الكبار للفريق، لذلك لماذا اختارات الإدارة تأجيل هذه الخطوة؟
اسم الفرنسي كان من الممكن أن يجلب بعض الأسماء العملاقة، مما يسهل الكثير من المجهود في إقناع اللاعبين، لأن بعض النجوم يسألون، بجوار من سنلعب بفريقنا الجديد؟
ربما كانت هناك بعض التخوفات من ديمبيلي ولاعبين آخرين من القدوم إلى نيوكاسل الآن، لأن الفريق مهدد بالفعل بالهبوط؟ أمر وارد ويجب وضعه بالاعتبار!
وفي النهاية سنجد أنه بكل تأكيد، كان بالإمكان أفضل مما كان لنيوكاسل، لكنها مجرد بداية قادرة على تحقيق الهدف قصير الأجل بتفادي الهبوط، انتظارًا للمزيد نحو طموحات أخرى.
اقرأ أيضًا ..


