لا، لست أدعو جوزيه مورينيو للانتحار، فهو يبقى مدربي المفضل على مدار التاريخ، ومعه تتجدد أفضل الذكريات في عالم المستديرة بالنسبة لي، ولكن مشاهدة وسماع البرتغالي أصبحت مؤلمة مؤخراً.
"هذا هو وضعنا، مثل الذهاب إلى معركة بمسدس دون طلقات"، "لوكاس كان ميتاً، بيرجوين كان ميتاً، لو سيلسو كان ميتاً، تحسنا بعد دخول لاميلا؟ عل تعلم كم حصة تدريبية خاضها لاميلا؟ صفر، جاء من الإصابة ليلعب 20 دقيقة مباشرة في دوري الأبطال"، كلمات لاذعة ومثيرة كالعادة من مورينيو تعليقاً على السقوط في دوري الأبطال على ملعبه أمام لايبزج بهدف نظيف.
معظم ما قاله مورينيو صحيح، الفريق يعاني من أزمة إصابات وفقد نجميه كين وسون لنهاية الموسم، ويعاني من تراجع مستوى عدد من أبرز مفاتيح لعبه، ولكن هل تلك هي فقط أسباب خسائر توتنهام وتراجع مستواه، حتى بعد وصول البرتغالي خلفاً لبوتشيتينو؟
ما يحدث حالياً في سبيرز ليس إلا تكراراً لتجربة "الاستثنائي" في مانشستر، نعم عديد الظروف المحيطة لم تكن مثالية أو في محلها، ولا يتحمل بمفرده مسؤولية تراجع مستوى الفريق فنياً وعلى صعيد النتائج، ولكن كل ذلك لا يخفي واقع يرفض مورينيو مواجهته والاعتراف به.
مورينيو أفلس فنياً، الرجل توقف في 2016 عن التطور، وأفكاره التي اكتسحت القارة العجوز في العقد الماضي وسابقه أصبحت من الماضي ولا تتناسب مع الواقع، والمشكلة أنه يرفض التجديد ومازال متمسكاً بعناد بخططه ورسمه التكتيكي الذي أصبح مقروءاً للصغير والكبير، حتى أسلوبه في التعامل لا يتناسب مع الزمن الراهن، هو يعاني في مسايرة لاعبي هذا الجيل ويظن نفسه بعد يعمل مع أشباه زانيتي وتيري ولامبارد وكامبياسو، مما أفقده أحد نقاط قوته، وهي شعبيته وسط لاعبي فريقه.
الموسم لم ينته بعد بالنسبة لسبيرز، وحظوظه قائمة للعبور لربع نهائي الأبطال واقتلاع ورقة ترشح للمسابقة الأغلى أوروبياً من البريميرليج، ولكن المؤشرات تشير لسيناريو مشابه لتجربة "سبيشال وان" في مانشستر، وحال حدث ذلك، ربما يكون حان تلقيم المسدس يا جوزيه وتصويبه نحو غرورك وكبرياء يحتاج للمواجهة لأن حانت لحظة الوقفة مع النفس، وتقليل الطموحات ومواجهة الواقع، ولما لا البحث عن تجارب جديدة خارج القارة العجوز، أو العودة للستوديات التحليل حيث ستكون تصريحاته ذات قيمة أكثر من كونها الآن مجرد أعذار، بدلاً من تدمير مشواراً ذهبياً سيصبح مصبوغاً بالتجارب الفاشلة.