Jose Mourinho Manchester UnitedGetty Images

مورينيو إلى الستوديوهات وتوتنهام إلى الهاوية .. من ظلام إلى أكثر ظُلمة

يبدو أن النهاية جاءت أسرع من المتوقع، كنا ننتظر أن ينجح جوزيه مورينيو مع توتنهام أو يفشل، كلا الاحتمالين كان متاحًا وتقريبًا بنفس الدرجة من الترجيح، ولكن بكل تأكيد لم نكن ننتظر أن يتم ذلك دون أن يكمل السبيشيال وان موسمًا منذ بدايته وحتى نهايته مع الفريق.

منذ أيام، أعلن توتنهام إقالة مدربه جوزيه مورينيو بسبب سوء النتائج وابتعاد الفريق عن مقاعد دوري الأبطال، ربما لم تلاحظ ذلك جيدًا بسبب الحديث الدائم عن دوري السوبر الأوروبي، ولكن الحدث يبقى بنفس قيمته كونه السبيشيال وان بكل تأكيد.

في الحقيقة ليس فقط لأنه السبيشيال وان، بل لأنها الإقالة الرابعة على التوالي أيضًا، الرحلة مع إنتر كانت الأخيرة التي رحل فيها السبيشيال وان برغبته، ثم بعد ذلك بدأت سلسلة من التجارب التي لم تكن نهايتها بالصورة التي أرادها مورينيو ولا عشاقه ولا الأندية التي تعاقدت معه.

إقالة من ريال مدريد بعد تجربة رضي عنها الغالبية ولكنها لم تصل إلى مستوى التوقعات، ثم إقالة من تشيلسي بعد انهيار تام فصلت بينه وبين الوقوف على منصة التتويج والحصول على البريميرليج شهورًا قبل ثم شهور بعد فقط. 

بعد ذلك جاءت إقالة من مانشستر يونايتد بعد تجربة تعد هي الأكثر إفلاسًا للرجل، والأكثر إثارة للشكوك حوله، كونها أعادته خطوة للخلف وأجبرته على تدريب توتنهام، وليس ريال مدريد ولا أحد الكبار كما كان منتظرًا.

نفس الدائرة 

Jose Mourinho Tottenham 2020-21Getty Images

مورينيو في واحد من المؤتمرات الصحفية السابقة له مع السبيرز سُئل عن سبب عدم تحقيق الانتصارات في 4 مباريات متتالية، في فترة كانت النتائج السلبية فيها عنوان الفريق، وبداية السقوط بعد الانطلاقة المميزة التي تصدر فيها البريميرليج في بداية الموسم.

مورينيو لم يدع السؤال يتمكن منه كالعادة، وسأل عن عدد البطولات التي حققها توتنهام من 1969 حتى اليوم، ومنح ردًا ناريًا بأنه بالطبع يمكنه الفوز بواحدةٍ على الأقل، وفي نهاية الموسم لم يفز بها، عفوًا، فهو لم يصمد حتى نهاية الموسم من الأساس.

مرواغة معتادة من مورينيو ولكن صلاحيتها لن تستمر لأكثر من بضعة أسابيع، بعد موسم لم تتحقق فيه ألقاب أو على الأقل لم يظهر الفريق كمنافس حقيقي عليها، حيث غادر المراكز الأوروبية وبات قريبًا من توديع الـ 10 الأوائل حتى.

في منطق مورينيو، ولغة الأرقام الخاصة به، كان توتنهام كان وصيفًا لأوروبا قبل استلام السبيشيال وان تدريبه بموسم واحد، نعلم أن التفاصيل تفضح هذه النقطة، ولكن منذك متى اهتم مورينيو بتفسير ظواهره الرقمية قبل أن يشير بأصابعه الثلاثة أو يتحدث عن الإرث الكروي؟

ومنذ وصول المدرب البرتغالي وكان الهدف هو إعادة الفريق لمنصات التتويج والعودة لدوري أبطال أوروبا بعد الغياب الموسم الحالي، ولكن لم يجد السبيرز منه سوى المزيد من التصريحات، ثم فقدان ثقة اللاعبين، ثم الإقالة، ثم تدور الدائرة.

هيئة الدفاع

Jose MourinhoGetty

جوزيه مورينيو تمامًا كغيره، في كل موقف وكل لحظة ستجد من يدافعون عنه حتى ولا تم ذلك بلا منطق وبلا أي شيء يدعمه، أنت تحب شخصًا إذًا هو على حق دائمًا ولا يمكنه أن يخطئ إطلاقًا.

مبدئيًا علينا أن نعترف أن ذاكرة الجماهير قصيرة وتعتمد على ما يحدث في الوقت الحالي فقط، وأن السيئ حين يصبح أكثر سوءًا تشتاق إليه الجماهير وتنظر إلى الأقل سوءًا كشيء جيد. 

ولكن في بداية الموسم الحالي كان ذلك منطقيًا في وقت كان يتصدر فيه توتنهام ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ويعاني فيه مانشستر يونايتد ــ فريق الرجل السابق ــ بل ينبطح أمام السبيرز مورينيو بسداسية. 

في أيام مورينيو الأخيرة ترنح توتنهام على مستوى النتيجة، ولم يعد لديه أي شيء للحديث به حتى، فانتهى الأمر، وأعلن الرجل بنفسه أنه لا وقت للراحة وأنه يبحث عن التجربة القادمة، ولو امتلك شيئًا للحديث عن التجربة المنتهية لقاله على الفور.

لذلك، فالأشياء التي يعتمد عليها مورينيو في مغالطاته أو تصريحاته لن تنصفه هذه المرة، حيث أنه هو نفسه بكل قدارته الفائقة على المراوغة لم يجد ما يقوله، فما بالك بمجرد محبين أو مؤيدين؟.

ما حدث لمورينيو مع مانشستر يونايتد كان شائكًا بصورة كبيرة ولكن لا يمكن أن تعفي السبيشيال وان كليًا مما حدث هناك، لذلك فالعودة إلى الماضي لا مجال لها في حال أراد الرجل أن يقدم شيئًا مختلفًا، ولكنه وقع في الفخ ذاته، وحاول الهرب من الحاضر بالماضي.

بالطبع إذا أردت الانتقاد لن تنجح في الحديث مع مورينيو الذي يتسيد جلسات المؤتمرات الصحفية ومثل هذه المواقف التي يخرج منها في كل مرة كالشعرة من العجين حتى وإن كان مخطئًا، ولكن أمام هيئة الدفاع التي نصبّت نفسها لمحو كل أخطاء الرجل، سيسقط كل شيء حتى تأتي الإقالة، وتتبعها أخرى، كما جرت العادة في التجارب الأخيرة.

أما عن توتنهام..

EPL; Daniel Levy; Tottenham Hotspur Vs Swansea CityGetty

ربما لم يعد أمام دانييل ليفي الكثير من الوقت حتى يقوم بشيء مختلف، فقد أثبت أنه لن يستطيع إبعاد النادي عن تلك المنطقة الرمادية وأخذ خطوة للأمام نحو القمة الحقيقية بعد مشروع ظل يتحرك للأمام حتى توقف.

تحدثت تقارير إنجليزية عن وجود رغبة من قبل هاري كين في مغادرة توتنهام والانتقال لفريق يحقق معه البطولات، وسط حديث عن اهتمام من مانشستر سيتي.

كين حتى الآن في مشواره الاحترافي لم يسبق له تحقيق أي بطولة، سواء مع توتنهام أو المنتخب الإنجليزي، وهو الذي في السابعة والعشرين من العمر.

ويبدو أن اللاعب بات قريبًا من الرحيل، خاصة بعد فشل مشروع دوري السوبر الأوروبي والذي كان من المفترض أن ينعش خزائن توتنهام ويحمله مع الكبار في منافسة واحدة. 

تخيل أن ناديًا قرر بناء ملعب، وأثناء ذلك، يكتشف بالصدفة أنه سيكلف خزانة النادي 3 أضعاف الميزانية الموضوعة له سلفًا، فتتراكم الديون، وتزداد المعاناة، هل يعقل أن نضع ذلك في خانة الصدفة؟ أي جنون ذلك الذي يحدث في تلك المؤسسات الكبرى في العالم؟

هذه ستكون نقطة النهاية فيما يتعلق بالسبيرز، الحالي، توتنهام ليفي الذي جاء من الوراء ولكنه توقف، لم ينفق ليفي في عصر بوتشيتينو فلم يدفع الأمور للأمام، وعندما أنفق مع مورينيو لم يحدث جديدًا أيضًا.

هل حان وقت التحليل في الاستوديوهات للسيد جوزيه؟

Jose Mourinho Tottenham 2020-21Getty Images

ربما نعم، وربما لا، ولكن الأكيد أن الخطوة المقبلة لن تكون في المستوى الكبير، سيعود خطوتين ثلاثة للوراء حيث أن توتنهام نفسه كان خطوة للوراء، وفشل فيها في تقديم ما جاء من أجله وهو الفوز بالبطولات، ولم يحافظ على وضع النادي الذي كان قبله حتى. 

مورينيو يمتلك كاريزما خاصة وسحر للعديد من المتابعين حين يتكلم، لذا سيكون حل اتجاهه إلى الاستوديوهات التحليلية كما هو الحال في الفترة التي توسطت ما بين إشرافه على السبيرز وإقالته من مانشستر يونايتد.

دوري السوبر الأوروبي وقانون بوسمان .. عن التاريخ الذي يعيد نفسه

على كل حال، نريد أن نخبر السيد جوزيه أن الزمان لا يتوقف، ومن يريد أن يوقفه يتوقف هو، ذلك ليس ردًا على شيء قام به في الماضي، ولكنه رد مبدئي على أشياء من المتوقع أن يقولها في الفترة المقبلة. 

إعلان