Ronaldinho Preso (Paraguay) 13-03-20NORBERTO DUARTE

من حدائق الأمراء لساحات السجون .. البداية والنهاية في قصة رونالدينيو الحزينة

يمر النجم رونالدينيو أسطورة كرة القدم البرازيلية بفترة حزينة ومحبطة للغاية بالنسبة له ولجماهيره حول العالم حيث تم احتجازه مؤخرًا في باراجواي بسبب جواز سفر مزيف.

مصير رونالدينيو الحالي لم يكن ليتوقع أي فرد حول العالم قبل 14 عامًا عندما حقق الثنائية مع برشلونة بالفوز بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.

ذلك الفتى البرازيلي الذي جاء من جريميو لصفوف باريس سان جيرمان وكان يداعب الكرة في ساحة حديقة الأمراء لم يتخيل أحدهم أن نراه خلف أسوار السجن لأي سبب من الأسباب.

بالنسبة لشخص يعشق رونالدينيو فالنجم البرازيلي لم يعد أبدًا من بطولة كأس العالم 2006 التي أقيمت في ألمانيا بذلك الصيف المشؤوم.

الجميع كان يضع أمله على رونالدينيو في تلك البطولة ليحتفظ بلقب كأس العالم لصالح منتخب البرازيل بعدما قاد زميله في المنتخب رونالدو الفريق للبطولة السابقة في كوريا واليابان.

Zidane Ronaldo Nazario Ronaldinho Brazil France 2006 World Cup 01072006Getty

لكن رونالدو خيب آمال الجميع وعلى رأسهم محبيه ونفسه، مساهمة رونالدينيو كانت باهتة في البطولة والسبب بحسب ما أوضحت تقارير لاحقة هو السهر في ليالي المباريات بحانات ألمانيا رفقة الحسناوات.

في ذلك الوقت وبالرغم من تحميل رونالدينيو مسؤولية إخفاق البرازيل في كأس العالم كان لابد لأحدهم أن ينتشل النجم البرازيلي من محيط أحزانه الشخصية ويمنحه دوافع جديدة يعيد من خلالها إطلاق مسيرته لكن ذلك لم يحدث لأن المدرب الخاص به وقتها كان صاحب الشخصية الضعيفة فرانك ريكارد.

بالرغم من كل ذلك تلقى برشلونة عرضًا من ميلان وصل لـ 100 مليون يورو للحصول على خدمات رونالدينيو ورفضه النادي الكتالوني، وعاد البرازيلي ليسجل 25 هدفًا في ذلك الموسم للفريق لكنه لم يكن بنفس اللمعان الذي كان عليه قبل أشهر قليلة.

خفتان لمعان رونالدينيو استمر مع مرور الوقت وبعد أشهر قليلة قررت إدارة برشلونة أن تستغني عنه وباعته بـ 25 مليون يورو فقط ومعه ديكو بسبب تأثيرهما السيئ على الشاب ليونيل ميسي وقدوم بيب جوارديولا.

تصور الجميع أن يعيد رونالدينيو إطلاق مسيرته الكروية في ميلان لكن ذلك لم يحدث وفجأة تحول البرازيلي لرحالة بعدما أمضى أول عشر سنوات من مسيرته في ثلاثة أندية أمضى العشر سنوات الأخرى في صفوف خمسة أندية مع الكثير من عدم الاستقرار حتى اعتزل في 2018.

ومن يوم اعتزاله وبدأت المشاكل تنهار فوق رأس النجم البرازيلي، فمرت أشهر قليلة وأفلس رونالدينيو وصادرت الشرطة سياراته الفارهة وعدد 57 وحدة سكنية كان يملكها، وتم تغريمه ما يعادل مليوني يورو بسبب الديون.

تزاديت الغرامات على رونالدينيو بسبب مصنع سكر بناه مع شقيقة وعندما تحققت السلطات من حساباته البنكية تأكدت من عدم قدرته على سداد تلك الديون فحجزت على ممتلكاته ومنعته من السفر.

Ronaldinho 03142020Santiago Ravidlas

ليس هذا فحسب فقد تورط رونالدينيو في عمليات نصب على عدد من مواطني البرازيل عن طريق شركة تسويق هرمي تحمل اسمه وكان أحد الشركاء فيها، مع العلم أن ذلك النوع من الشركات ممنع في البلد الأمريكية الجنوبية.

الأزمات أوصلت رونالدينيو لترك ستة يورو فقط في حساباته البنكية حتى لا يتم الحجز على أمواله بحسب ما ذكرت تقارير عديدة، حيث نقل كل أمواله لبنك في جزيرة لم يتم توضيح اسمها قبل تلك الأحكام.

وأخيرًا وكأن رونالدينيو لا يعاني من مشاكل تكفيه فقد تم القبض عليه في باراجواي بجواز سفر مزيف، وهو الأمر الذي يدعو للتعجب في ظل عدم حاجته لجواز سفر من الأساس لدخول الدولة الجارة للبرازيل فيكفيه بطاقة الهوية، ليضيف أزمة جديدة لسجل أزماته المفتوح منذ أعلن اعتزاله.

بالنسبة لي كعاشق لرونالدينيو سأظل دائمًا أتذكر تلك الركلة الثابتة المذهلة ضد إنجلترا في 2002 كأنها كانت بالأمس، ذلك الساحر ذو الأسنان المشوهة والضحكة المذهلة الذي لطالما رسم الضحكة على وجهي ووجه جماهير الفرق التي مثلها.

وحتى تلك الفرق التي نافسها في عقر دارها مثلما حدث مع ريال مدريد بقلب سانتياجو برنابيو عندما وقفت الجماهير تصفق له.

لكن سيبقى رونالدينيو هو الشخص الوحيد المسؤول عن الحالة التي وصل لها عقب كل تلك الأزمات المتتالية، عقليته وتصرفاته في مواقف عديدة وأسلوب حياته الذي فرضته عليه تلك العقلية، كل هذه كانت أسباب كافية فيما وصل له.

رونالدينيو كتب فصلًا جديدًا في كتاب "الموهبة لا تكفي"، ومنح كل إنسان درسًا مجانيًا في الحياة، العمل فقط ومقدار الالتزام هما ما يحددان مدى نجاح كل شخص.

إعلان