لا يزال روميلو لوكاكو أحد أكبر ألغاز الموسم الحالي مع مانشستر يونايتد، بين الاستبعاد الذي لاقاه في نهاية عهد جوزيه مورينيو، وبين التأخر في إعادة دمجه بالصفوف الأساسية تحت قيادة أولي جونار سولشار.
الكثير من اللاعبين شهدوا طفرة كبرى في مستواهم مع المدرب النرويجي المؤقت، سواء كان ذلك على سبيل استعادة تألقهم المدفون تحت أغلال مورينيو بعد ارتفاع نسبة الحرية الفنية في أرض الملعب، أو حتى بمجرد التحسن المعنوي العام الواضح على الجماعة والأفراد.
ظهر البلجيكي بشكل متأخر في ظل جاهزية ماركوس راشفورد وتعمق قناعة سولشار بالموهبة الإنجليزية الواعدة، فيما بدأ لوكاكو يعاني من ضخامته الجسمانية على صعيد الحركة، بل أحياناً التمركز..
لمسته الأولى ليست جيدة بما يكفي، دقته في الإنهاء تراجعت بشكل واضح، كل شيء يتكالب على المهاجم البلجيكي فجأة.
ولكن بالتدريج وخصوصاً حين ينص الرسم على قلب رأس المثلث الهجومي، بدأ لوكاكو يظهر أفضل شيئاً فشيئاً من اليسار، فعلى عكس عادة تألق الأجنحة بشكل عكسي لأقدامهم، أي أن أيسر القدم يرتاح أكثر حين يأتي من اليمين والعكس بالعكس، كانت حالة لوكاكو واحدة ممن يفضلون اللعب على ناحية قدمهم.
المباراة التالية
DAZN
بالفعل حين تُراجع هدفيه في شباك باريس سان جيرمان تجده قد سجل بأريحية حين أتت الكرة على يساره وهو بحاجة لتوجيهها إلى الزاوية الأبعد صوب اليمين..
ولكن على الناحية الأخرى، هذا ليس ضماناً لأي شيء في النهاية، فقد شاهدنا جميعاً مباراة آرسنال، التي يعتبر هو أحد أبرز المسئولين عن خسارتها.
قناعة سولشار براشفورد واضحة، لو لم ينجح في استخراج شيء من لوكاكو سيفضل إبقائه على مقاعد البدلاء لصالح الأول، وفي غياب أليكسيس سانشيز للإصابة يظل أنتوني مارسيال خياراً مثالياً للجبهة اليسرى، ليزداد الموقف تعقيداً..
بالمثلث المقلوب لا خيار سوى جيسي لينجارد تحت المهاجمين، بالمثلث الاعتيادي مارسيال هو الأوفر حظاً على اليسار وراشفورد في العمق، ولكن الأمر يتطلب هنا رد الأمور إلى أصلها، وعليه فإن فرصة لوكاكو الأكبر ستظل على حساب مارسيال، على يسار راشفورد وتحتهما لينجارد.
وبالفعل لوكاكو يؤدي بشكل أفضل حين يأتي من اليسار نوعاً ما، كما تطور كثيراً في أداء دور المحطة لصالح اختراق الزملاء الأسرع، وهي البصمة الوحيدة الواضحة لجوزيه مورينيو على هذا اللاعب، فهل يحسن سولشار استغلالها؟
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=640&quality=60)
