في برشلونة، كانت ضآلة حجم إرنستو فالفيردي في عالم التدريب مقارنة بوزن ليونيل ميسي تسهل من الحديث حول كون الخطة = ميسي، ولكن السؤال هنا، هل يجرؤ أحدهم على الحديث حول جوزيه مورينيو بالأمر ذاته؟
مع بداية الموسم الحالي نافس جوزيه مورينيو على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، وتصدر الترتيب بالفعل في ظل بداية متواضعة لمانشستر سيتي وسقوط مدوٍ لليفربول أمام أستون فيلا وما تبعه من نتائج.
أما الآن، يترنح توتنهام على مستوى النتيجة بينما يتصدر مانشستر سيتي ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز وخلفه 6 أندية أخرى ثم يأتي توتنهام في المركز الثامن، والجدير بالذكر أنه مهدد ليصبح تاسعًا.
الفريق كان في الطريق الصحيح قبل أن تبدأ سلسلة النتائج السلبية التي أطاحت بالسبيرز إلى الهاوية، حيث تعادل مرتين مع وولفرهامبتون وكريستال بالاس، وخسر من ليفربول وليستر سيتي، لتظهر العيوب وتعود التساؤلات من جديد.
خلال مباراة ليفربول أصيب هاري كين فانهار توتنهام في المباريات التالية حتى عاد النجم الإنجليزي ليشارك ويسجل ويقود الفريق إلى الفوز من جديد، لتصبح فرضية أن توتنهام = كين قابلة للنقاش.
اعتماد مطلق
Gettyالنظر إلى الأرقام، هاري كين قائد توتنهام أحرز 13 هدفًا ومنح 11 تمريرة حاسمة في 20 مباراة في الدوري الانجليزي الممتاز، أما سون فيحمل نفس عدد الأهداف ب 13 هدفًا و6 تمريرات حاسمة فقط ولكن في 22 مباراة.
وحتى الآن، سجل توتنهام 36 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، بمعنى أنه لم يسجل سوى 10 أهداف فقط بأقدام لاعبين غير كين وسون، علمًا بأنهما مشاركان في أغلبهم بالصناعة.
وبالنظر إلى الفارق ما بين التمريرات الحاسمة لكين والتي تبلغ 11 تمريرة بينما صنع سون 6 فقط تجد أنه أكثر تأثيرًا، من سون، ولأن المقدمات تؤدي إلى نتائج تشبهها غالبًا، فإن غياب كين سيكون أكثر تأثيرًا على المنظومة.
أين البقية أنا لا آراهم
Getty/Goalعلى مستوى الأسماء، يمتلك توتنهام العديد من اللاعبين المميزين في الخط الأمامي، مع التأكيد على كونهم من المفترض لاعبو صف أول، ولكن المردود والأداء والأرقام يقولون غير ذلك تمامًا.بالنظر إلى بيرخفاين وجاريث بيل ولوكاس مورا وإريك لاميلا تجد أن الرباعي سجلوا جميعًا هدفين فقطا، لا ليس هدفين لكل منهم ولكنهما مجموع ما سجلوه مجتمعين، مقارنة بـ 13 هدفًا لكين ومثلهم لسون كما أشرنا، وقبل عودة كين كان سون مسجلًا لـ 11 هدفًا فقط من أجل الدقة خلال الفترة التي نتحدث عنها.
1هذه الإحصائية إضافة إلى مردود توتنهام في ظل غياب هاري كين بسبب الإصابة توضح مقدار الاعتماد شبه الكلي على ثنائية كين وسون دون توفر حلول بديلة ــ في أغلب الأوقات ــ في حال غياب أحدهما.
وحتى جيوفاني لو سيلسو، مردوده أصبح ضعيفًا مقارنة بما كان يفعله مع فريقه السابق ريال بيتيس، حيث سجل وصنع مرة واحدة فقط في البريميرليج.
ديلي آلي على وشك الرحيل بسبب هبوط مستواه وتوتر علاقته مع مورينيو، وبذلك تبدو هشاشة جميع أفراد الخط الأمامي فيما عدا هاري كين وسون، اعتماد مطلق أم لا؟
صفقات؟
Gettyفي الوقت الحالي، يبدو أن قصة مانشستر يونايتد ستعود في حالة أراد جوزيه مورينيو رفع الكفاءة والجودة لدى لاعبيه، الأمر الذي لن يمر مرور الكرام بالنسبة لرئيس النادي ليفي.
خط الدفاع الذي يحتوي على داير ودافينسون سانشيز ليس مناسبًا للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يبدو كهدف حالي ومستقبلي بالنسبة لجوزيه مورينيو وفريقه.
وفي الأمام، لا يوجد أرقام واستعراض أدق من ذلك يوضح لك كيفية البناء الكلي على ثنائية كين وسون فقط، الأمر الذي يجعل السبيرز في حاجة لتدعيم الخط الأمامي والخلفي، ولكن من أين تأتي الأموال؟
في المؤتمر الصحفي لمورينيو الأسبوع الماضي بدأت دوامة الماضي تلوح في الأفق، حيث أن فكرة الإرث الكروي والتي فجرت غضبه مع مانشستر يونايتد لا تزال مسيطرة عليه على ما يبدو.
مورينيو في المؤتمر سُئل عن سبب عدم تحقيق الانتصارات في 4 مباريات متتالية فسأل عن عدد البطولات التي حققها توتنهام من 1969 حتى اليوم، ومنح ردًا ناريًا بأنه بالطبع يمكنه الفوز بواحدةٍعلى الأقل.
مرواغة معتادة من مورينيو ولكن صلاحيتها لن تستمر لأكثر من الموسم المقبل في حال لم تتحقق فيه ألقاب أو على الأقل لم يظهر الفريق كمنافس حقيقي عليها، خاصة وأن لغة الأرقام تقول إن توتنهام كان وصيفًا لأوروبا قبل استلام السبيشيال وان تدريبه بموسم واحد، نعلم أن التفاصيل تفضح هذه النقطة، ولكن منذ متى اهتم مورينيو بتفسير ظواهره الرقمية قبل أن يشير بأصابعه الثلاثة أو يتحدث عن الإرث الكروي؟