في السنوات الأخيرة، باتت الجولات التحضيرية لا تتوقف عند كونها مباريات ودية من أجل الاستعداد فقط للموسم الجديد، بل مجموعة من البطولات الودية التي يقع أغلبها خارج أوروبا، وتحديدًا في الولايات المتحدة الأمريكية وإما شرق آسيا، ألم تدرك لماذا هاتين البقعتين تحديدًا؟
القصة بدأت بناء على رغبة الأندية في توسيع شعبيتها خارج حدود بلادها، وبالتالي لجأت إلى أكثر مناطق الأرض اكتظاظًا بالسكان، شرق آسيا والتي تحمل حوالي ثلثي العالم لا بد وأنها ملاذ مميز لذلك، الولايات المتحدة الأمريكية كذلك، كل هذه الشعوب ليست مهتمة بكرة القدم إلى الحد المطلوب، لذا فمن السهل نشر ثقافتنا وعلاماتنا التجارية وسطهم اعتمادًا على جلب لاعبين ينتمون لهذه البلاد حتى يتابعوا أنديتنا من أجل ذلك.




القصة بدأها مانشستر يونايتد بالتعاقد مع بارك جي سونج ثم شينجي كاجاوا بعدها بسنوات، مع فتح متاجر رسمية للنادي في هذه البلدان، ثم مع الوقت ظهرت الروابط الموثقة للأندية حول العالم، ماذا تبقى الآن؟ هو أن نذهب لهؤلاء لنلعب أمامهم الكرة بشكل ودي، حتى يتبعونا خلال الموسم بشكل رسمي، سواء بحضور المباريات أو متابعتها بالشغف الكافي من بلادهم، وحولهم المتاجر الرسمية والشعبية التي ظلت الأندية ترسي فيها لسنوات.
إذًا باتت الجولات الودية تلعب لهذا الهدف، ويستهدف خلالها إما شرق آسيا وإما الولايات المتحدة الأمريكية لنفس الهدف أيضًا، ولكن هل من الممكن أن يأتي شخص لمشاهدة كريستيانو رونالدو أو إيدين هازارد أو ميسي فلا يجده؟ هل سيكون من المنطقي أن يلعب برشلونة بقميصه فقط ومجموعة من المجهولين؟ وكذلك الحال ريال مدريد ويوفنتوس والبقية؟ بالطبع من سيدفع تذكرة سيدفعها من أجل هؤلاءالنجوم، إذًا لا بد أن يلعبوا، لا بد أن يلعبوا حتى وإن أضر ذلك ببدنياتهم واقتطع من فترات راحتهم المفروضة قبل الموسم الجديد.
لاعبون كهؤلاء يلعبون 60 مباراة خلال الموسم، ويحتاجون لأن يكونوا في أهم الجاهزية خلالها، إذًا كيف سيحدث ذلك وهم يُرهقون في مباريات ودية في أنحاء متفرقة خلال فترة العطلة أو التحضيرات البدنية؟ ألن يؤثر ذلك على حالتهم في وقت ما من الموسم؟ ذلك الذي سيحصلون فيه على فترة الراحة المنشودة، وسيضحون ببعض المباريات الرسمية في مقابل لعب الوديات.
ميركاتو | هل يغفل زيدان أزمات ريال مدريد الحقيقية؟
الأمر مهم ترويجيًا بالطبع، ولكنه يضر أحيانًا إذا زاد عن حده، في حال زادت أرباح النادي وشعبيته ولم يتحصل عىل بطولة في نهاية الموسم يجب أن يعلم أنه مشارك في هذا الإخفاق، وأنه قرر التضحية بشيء مقابل شيء، وعليه أن يقبل بنتائج هذا.
