لا شك أن بطولة كأس أمم أفريقيا واحدة من أقوى البطولات للمنتخبات في كرة القدم، حيث يضعها الكثيرون في المرتبة الثالثة بعد كأس العالم وكأس أمم أوروبا، وتسبق من وجهة نظرهم كأس آسيا وحتى كوبا أمريكا التي يلعب فيها منتخبي البرازيل والأرجنتين.
يأتي هذا التصنيف من وجهة نظرهم بسبب كثرة المحترفين في أقوى أندية العالم التي يشاركون فيها كل عام، على غرار صامويل إيتو نجم برشلونة السابق وديدييه دروجبا نجم تشيلسي والكثير.
في النسخة الأخيرة من كأس الأمم الأفريقية شارك العديد من أفضل المحترفين في أوروبا، مثل محمد صلاح نجم ليفربول ومنتخب مصر ورياض محرز نجم مانشستر سيتي ومنتخب الجزائر.
جدول مباريات ومجموعة المغرب في كأس أمم إفريقيا 2021
ويمتلك العرب تاريخ طويل في البطولة، فالفراعنة وحدهم فازوا بها 7 مراتٍ من قبل وهم البطل التاريخي لها، لكن كم مرة فاز منتخب المغرب بكأس أمم أفريقيا؟
كم مرة فاز منتخب المغرب ببطولة كأس الأمم الأفريقية؟
لنكن واقعيين ونقول بأن المنتخب المغربي لا يملك تاريخاً كبيراً في القارة خاصة إذا كان الأمر مُتعلقاً بالألقاب، فالمنتخب الذي صعد إلى كأس العالم في خمس مناسباتٍ والذي تأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 16 مرة من قبل، لم يستطع أن يُحرز لقب البطولة سوى مرة واحدة منذ 43 عاماً.
كان لقبه الوحيد في نسخة 1976 التي نظمتها إثيوبيا، ولم يستطع أسود الأطلسي الوصول إلى النهائي سوى مرة واحدة آخرى والتي كانت في عام 2004، وقد حصلوا على المركز الثالث أيضاً مرة واحدة فقط بينما حققوا المركز الرابع في نسختين متتاليتين والتي كانت من ضمنها نسخة 1988 والتي تُعد هي المرة الوحيدة التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
بطولات منتخب المغرب في كأس أمم إفريقيا
| المنتخب | البطولة | البلد المستضيف |
|---|---|---|
| المغرب | كأس أمم أفريقيا 1976 | إثيوبيا |
نهائي كأس أمم إفريقيا 1976 (اللقب الغالي)
المغرب انتصرت بعدد النقاط بعد وصولهم للنقطة رقم 5 (أديس أبابا، 9-14 مارس 1976)
أقيمت البطولة الوحيدة التي حمل فيها منتخب المغرب لقب كأس الأمم الأفريقية في إثيوبيا، وتحديدًا في عام 1976 التي كانت تضم ثماني منتخبات تمت تقسيمها على مجموعتين على أن يتأهل المتصدر والوصيف من كل مجموعة لتتشكل مجموعة جديدة من المتأهلين يتلاقى فيها الأربع منتخبات ببعضهم البعض لتحديد البطل.
وكان منتخب أسود الأطلسي في البداية ضمن المجموعة الثانية رفقة منتخب نيجيريا، السودان ومنتخب زئير الملقب حالياً بالكونغو الديمقراطية، واستطاع حينها أن يتصدر المجموعة برصيد 5 نقاط بعدما استطاع أن ينتصر على الفهود بهدف دون رد، وأيضاً الفوز على النسور الخضراء بنتيجة (3-1)، بعدما تعادل في مباراته الأولى أمام المنتخب العربي السوداني بنتيجة (2-2)، جدير بالذكر أن الانتصار كان يُحسب بنقطتين بينما التعادل يتم إحتسابة بنقطة واحدة فقط.
بعد التأهل إلى المجموعة النهائية رفقة المنتخب النيجيري، تأهل عن المجموعة الأولى كلاً من منتخب مصر ومنتخب غينيا الذي تصدر المجموعة حينها برصيد 5 نقاط أيضاً، ثم حانت اللحظات الفاصلة في البطولة واستطاع حينها منتخب المغرب أن ينطلق كالسهم لتحقيق لقبه الأول والأغلى والأخير حتى هذه اللحظة في كأس الأمم الأفريقية.
استطاع أسود الأطلسي أن ينتصروا في المباراة الأولى على الفراعنة بهدفين مقابل هدف، أحرزهم كلٌ من أحمد فرس وزاهاراو بينما أحرز للمنتخب المصري حينها اللاعب أبو راهب، ثم بنفس النتيجة عادوا لينتصروا على منتخب نيجيريا مرة آخرى بهدفين مقابل هدف أحرزهم أيضاً اللاعب أحمد فرس واللاعب غويزار، بينما سجل للنسور الخضراء اللاعب بابا أوتو.
حانت اللحظة الفارقة وهي مواجهة منتخب غينيا الذي كان يملك في هذا الوقت ثلاث نقاط، هذا يعني أن الفارق نقطة واحدة فقط عن منتخب المغرب صاحب الـ4 نقاط، وإذا استطاع أن ينتصر في هذه المباراة فيعني هذا ضياع الحلم الكبير.
اقرأ أيضاً.. تعرف على قائمة ومباريات المغرب التحضيرية لكأس أمم أفريقيا 2019
شهد ملعب أديس أبابا المباراة النهائية بين المنتخبين المرشحين للقب كأس الأمم الأفريقية حينها يوم 14 مارس 1976، واستطاع اللاعب شريف سليمان أن يُحرز هدف التقدم للمنتخب الغيني ليزيد الضغط على لاعبي ومشجعي منتخب المغرب، ولكن في اللحظات الأخيرة من المباراة وعندما أيقن الجميع أن الأفيال تُوجوا باللقب، سدد اللاعب أحمد مكروح الملقب ببابا قذيفة صاروخية عجز عن إيقافها حارس منتخب غينيا، لتنتهي المباراة التاريخية بتعادل غالي يضع أسود الأطلس على منصة التتويج ليحصلوا على لقب البطولة الأغلى إفريقياً، وحصل حينها اللاعب أحمد فرس على لقب أفضل لاعب في البطولة.
نهائي كأس أمم إفريقيا 2004 (نهائي شمال إفريقيا)
تونس 2-0 المغرب (ملعب 7 نوفمبر، رادس، 14 فبراير 2004)
أقيمت بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في عام 2004 في تونس وهي النسخة الرابعة والعشرون من البطولة، وقد أقيمت البطولة بمشاركة 16 منتخباً تم تقسيمهم على 4 مجموعات يتأهل فيها المتصدر والوصيف لكل مجموعة.
واستطاع منتخب المغرب حينها أن يتصدر المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط وبفارق نقطة عن منتخب نيجيريا الوصيف صاحب الـ6 نقاط، بينما خرج من البطولة حينها منتخب جنوب إفريقيا الذي أحتل المركز الثالث رفقة منتخب بنين الذي تزيل المجموعة برصيد خالي من النقاط، وهذا ما وضع الأمل لتحقيق اللقب الثاني لأسود الأطلس متفائلين بوجود منتخب النسور معهم في نفس المجموعة والتأهل كمتصدرين كما حدث في نسخة 1976.
وكادوا أن يفقدوا الأمل من دور الـ8 عندما واجهوا منتخب الجزائر الذي كان قوي حينها واستطاع اللاعب عبد الملك شراد أن يُحرز هدف التقدم لمحاربي الصحراء في الدقيقة 84، ووسط أجواء تشوبها القلق والإحباط يأتي مروان الشماخ في الوقت بدل الضائع ليُحرز هدف التعادل ويُعيد الأمل من جديد، قبل أن تدخل المباراة إلى الوقت الإضافي والتي تغير فيها كل شيء بعد أن دمر اللاعب العالمي يوسف حاجي أمال ثعالب الصحراء بإحرازه لهدف التقدم في الدقيقة 113، ثم يأتي جواد الزايري في الدقيقة الأخيرة من الشوط الرابع ليُحرز الهدف الثالث مؤكداً لأحقية تأهل منتخب المغرب إلى دور الـ4 من كأس الأمم الأفريقية.
كعادة المباريات التي تكون بين منتخبات شمال أفريقيا تكون دائماً لها نكهة خاصة وصعوبة من نوع مختلف، ولكن الآن يتقابل أسود الأطلس المنتخب المالي، ولم يستطع النسور إيقاف يوسف حاجي ،يوسف المختاري ونبيل باها أبناء المدرب الوطني بادو الزاكي حينها، حيث دكوا حصون الإيجيلس برباعية نظيفة دون رد.
ثم جائت اللحظة الفاصلة باستاد 7 نوفمبر بمدينة رادس، وتحت راية الحكم السنغالي فالا ندويي وبحضور جماهيري يزيد عن 60 ألف مشجع ليشاهدوا النهائي العربي الأفريقي الكبير بين المنتخب التونسي صاحب الأرض والمنتخب المغربي صاحب الطموح،.
في مباراة درامية تكتيكية من روجيه لومير مدرب منتخب تونس حينها استطاع أن يُسير المباراة كما يُحب، فبعد تقدم لاعبه فرانسيلودو سانتوس في الدقيقة الخامسة، وبعد أن تعادل أسود الأطلس عن طريق يوسف المختاري في الدقيقة 38، بدأ الشوط الثاني بتحفظ كبير واستطاع أن يُغلق جميع المساحات في المستطيل الأخضر حتى استطاع زياد الجزيري لاعب نسور قرطاج أن يُسجل هدف التقدم والفوز في الدقيقة 52.
توالت محاولات منتخب المغرب لتسجيل هدف التعادل ولكن دون جدوى، لتنتهي المباراة وينتهي الحلم بالتتويج باللقب الثاني، وليكن هذا اللقب هو لقب المنتخب التونسي الوحيد أيضاً، ليصبح نهائي 2004 من النهائيات القوية والتاريخية التي ستسجل دائماً في تاريخ بطولة كأس الأمم الأفريقية.


