FUTURE OF FOOTBALL Euro Super League GFXGoal

مصير دوري السوبر الأوروبي هو الذي سيُحدد مصير كرة القدم!

من الصعب العثور على العديد من الإجابات الملموسة عندما يتعلق الأمر بالتفكير فيما يخبئه مستقبل كرة القدم في الوقت الحالي، العديد من الأسئلة تبرز مثل هل سينتهي الموسم؟ هل ستهبط الفرق؟ ماذا عن عائدات البث التلفزيوني؟ هل ستصمد الأندية وتبقى على قيد الحياة بعد أزمة فيروس كورونا؟

إن المستقبل القريب غير مؤكد، وكذلك أيضًا الأمر على المدى الطويل، وعلى مدار السنوات الثلاثين الماضية ظلت النقاشات حول دوري السوبر الأوروبي المحتمل قائمة قبل أن يتم تسريب الوثائق، التي نُشرت في صحيفة دير شبيجل عام 2018 مشيرةً إلى أن المحادثات حول الدوري المنشق أصبحت جدية أكثر من أي وقت مضى.

اقترحت الوثائق إقامة دوري من 18 فريقًا أوروبيًا، يتكون من أولئك الذين يمتلكون أقوى حضور تلفزيوني، ومن المحتمل بالتبعية أن يؤدي ذلك إلى انهيار الدوريات المحلية، فلم تعد هناك الحاجة للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا أو الدوري الأوروبي، فأصبح من الوارد أن تلوح أفضل أندية القارة بالوداع في المنافسات التي صنعتها.

علّق بيب جوارديولا على الأمر قائلًا "أنا لا أتفق كثيرًا مع الفكرة، يجب على شخص ما أن يشرح لي، إذا ما حدث هذا الأمر فإنه سيقتل الدوريات، إذا غادر ريال مدريد وبرشلونة الدوري ولم يلعبا أمام إسبانيول فمن سيتابع البطولة؟ الدوري الإسباني سيموت. في إنجلترا، هم أذكياء للغاية، ملاعب الدرجة الرابعة ممتلئة، لن يجعلوا جوهر كرة القدم يموت أبدًا.".

على الرغم من احتمالية "الموت" التي طرحها بيب جوارديولا، من شبه المؤكد أن مانشستر سيتي سيكون أحد أعضاء دوري النخبة الجديد، وسينضم إليهم زملاء إنجليز كمانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسي وآرسنال، باختصار، إنه مخطط لمساعدة الأغنياء على أن يصبحوا أكثر ثراءً مع القليل من عدم الاهتمام بالأندية المستضعفة.

كيران ماجواير، خبير تمويل كرة القدم قال في تصريحات خاصة لجول "لنكن صريحين، الملاك في الدوري الإنجليزي الممتاز من الإمارات أو الولايات المتحدة الأمريكية أو الصين أو تايلاند لا يهتمون بفرق الدرجة الثالثة، إنها أضرار جانبية. تبقى الأندية على ما يرام، وإذا ما ساءت الأمور، فلن يفقد أمثال رومان أبراموفيتش مالك تشيلسي أو صندوق الاستثمار السعودي الذي يحاول أن يملك نيوكاسل، النوم بسبب ذلك.".

"الفكرة موجهة إلى حد كبير نحو ثراء الأغنياء وزيادة الفجوات بين أندية النخبة والبقية."

Pep Guardiola Manchester City 2019-20Getty Images

تشير التوقعات الواردة من رسائل البريد الإلكتروني المسربة إلى أن الدوري الأوروبي الممتاز سيولد 550 مليون يورو لكل نادٍ في كل موسم، في الوقت الذي حقق ريال مدريد فيه 88.6 مليون يورو فقط عندما فاز بدوري أبطال أوروبا عام 2016.

لذلك يمكن أن نفهم لماذا أندريا أنيلي، مالك يوفنتوس، يدعم الفكرة بكل قوة، فرئيس البيانكونيري يزعم أن الدعم يأتي للحفاظ على الاهتمام بالرياضة في المستقبل، لكنها صدفة أن يكون ناديه أحد أولئك الذين سيتحصلون على أموال باهظة مثلًا؟

في عام 2019، قال أنيلي "إذا لم نكن متقدمين فنحن ببساطة نحمي نظامًا لم يعد موجودًا، نظامًا مصنوعًا من المباريات المحلية التي لن يكون لدى أطفالنا الكثير من الاهتمام بها.". هل كلامه صحيحًا؟ أم أنه فقط يُدفع إلى الأمام طامحًا في أن يقارع ريال مدريد وبرشلونة وأن يكسب مزيدًا من الأموال؟

الدوري الإنجليزي الممتاز قد يكون مثالًا واقعيًا على الأمر، فأرقام الحضور الجماهيري لا تقول أن الجمهور قد سئم من أي شيء، يمكنك أن تسأل جمهور أي نادٍ من الأندية الكبيرة في بداية الموسم ما هي المباراة الأكبر التي تنتظرها؟ لن يقول لك مباراة ريال مدريد أو مواجهة برشلونة في دوري أبطال أوروبا.

تلك الليالي الأوروبية لها قيمة خاصة واستثنائية، ولكن الخصومات العميقة بين الأعداء المحليين هي التي أبقتهم مزدهرين لوقت طويل، هل يعتقد أنيلي أنه وببلوغ عام 2024 عندما ينتهي الهيكل الحالي المتفق عليه لكرة القدم الأوروبية، سيشعر المشجعون بالملل من بطولاتهم المحلية؟

Andrea AgnelliGetty

من السذاجة والظلم أن نظن أن هذا سيؤثر على فرق الدوري الممتاز فحسب، بعثت مجموعة من أنصار ميدلسبره إلى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكسندر سيفيرين للتعبير عن مخاوفها بشأن اقتراح إغلاق الدوري الأوروبي الممتاز، ولكن لماذا قد تهتم أندية الدرجات الأدنى بذلك؟

الإجابة ببساطة هي الأموال!

يتابع ماجواير حديثه "إذا أخذنا قسمًا مثل التشامبيونشيب [دوري الدرجة الأولى الإنجليزي] فإن مكافأة الصعود لن تكون رائعة، وبالتالي سيتم عكس الوضع الراهن فيما يتعلق بالأجور، الإيرادات ستنخفض والتكاليف ستنخفض معها.".

إذا ما تم حقًا المشروع، هل ستضلع أندية النخبة إلى مساعدة الأندية التي تأتي خلفها بأميال؟ الفجوة ستزيد للغاية، ومن المستبعد أن تتم أي عمليات مساعدة.

في حين كان أغلب المدربين يُعبرون عن غضبهم من هذا المقترح، تمنى يورجن كلوب ألا تحدث الفكرة أبدًا، وهذا يأتي على عكس نوايا ورغبات ملاك ليفربول مثلًا، الذين تهربوا من الإجابة عند سؤالهم عن أمر الدوري الأوروبي بدلًا من اتخاذ رأي مماثل وصريح كمدربهم.

Liverpool owner John W Henry

يُضيف ماجواير "تود أن تعتقد أن أندية النخبة سوف تساعد الأقل مستوى لكن ذلك لن يحدث .كل ما عليك فعله هو النظر في الطريقة التي تم بها التفاوض على حقوق التلفزيون الجديدة. كل ما سنراه هو أن أصحاب تلك الأندية في القمة يريدون المزيد من المال وهم قادرون على استغلال حقيقة أنهم علامات تجارية عالمية.".

"إنهم سيرغبون فقط في توسيع الفجوة بدلًا من توزيع الأموال بالتساوي لجعل الدوري أكثر تنافسية."

وماذا عن المشجعين الذين سيضطرون إلى الالتفاف حول أكبر أزمة داخل كرة القدم لأجيال؟

قال متحدث باسم اتحاد مشجعي كرة القدم "إن هذه المقترحات تتعارض تمامًا مع مبادئ الإنجاز الرياضي، وستكون التأثيرات الوخيمة كارثية طوال المباراة". "يمكن أن تقود الخطط أندية الدوري الأدنى إلى حافة الهاوية، وتدمر مسابقات الكأس المحلية.".

"لا يهم حجم ناديك، هذه المقترحات ستكون مدمرة بشكل كبير في جميع أنحاء هرم كرة القدم، سنفعل كل ما في وسعنا لمعارضتها."

المشكلة الحقيقة حاليًا أن المال يتحدث داخل كرة القدم الحديثة، وعلى الرغم من أنها ليس أولوية في الوقت الراهن، ولكن الأندية كلها سوف تتلقى ضربة مالية كبيرة بسبب فيروس كورونا، وسيحرص الملاك على الاستماع لمقترحات من أجل تغيير ذلك.

تظل فكرة الدوري الأوروبي الممتاز بعيدة المنال بالنسبة لأمثال أنيلي، ولكن الأمر لا يستغرق أكثر من حلقة من المنعطفات التي تؤدي إلى اكتساب الزخم وتصبح الفكرة حقيقة.

وفي النهاية، كان جوارديولا محقًا عندما قال أن هذه الفكرة قد تُميت كرة القدم في المستقبل غير البعيد.

إعلان