قصة صلاح وماني برعاية كلوب في ليفربول لن تنتهي أبدًا، والجميع يعلم ذلك منذ بدأت شرارتها الأولى، ولكن الفارق أن الأمور وصلت الآن إلى حد الإعلان عن كل شيء، ولم يترك لنا محمد صلاح أو ساديو ماني شيئًا للاستنتاج.
كل الحكايات التي تسرد حول كلوب خارج الملعب تدور حول كيفية حصوله على أقصى ما لدى اللاعب من خلال الثقة التي يمنحها له سواء كلاعب أو إدارة علاقته معه على المستوى الإنساني.
الحديث عن انهيار علاقة كلوب بنجمي فريقه واستمرار هذه المشاحنات على مدار موسمين حتى وصلت إلى ذروتها وبات كل منهما يعلن غضبه في وجه مدربه وفي وجه الجميع يشبه أعجوبة ثامنة في هذه الدنيا، لم يتخيل أحد أن يكون كلوب عنوانًا لذلك يومًا ما.
كلوب خرج ودافع عن صلاح حين غضب وفعل الأمر نفسه مع ماني في الموسم الماضي، لم يتخذ أي إجراء في حق أحدهما ووصف ما قاما به بتصرف طبيعي للاعب يريد أن يتواجد في الملعب دائمًا وأن يلعب باستمرار.
ولكن ذلك أدى إلى استمرار موجة الغضب من قبل صلاح وماني حتى وصلت الأمر إلى تفنن في إعلان الكراهية والغضب أمام وسائل الإعلام بلا أي خوف من العواقب، وهو ما يؤكد كونها أعجوبة ثامنة بالفعل.




صلاح يخرج فيعلن غضبه واليوم ماني يٌستبدل بصلاح نفسه فيعلن غضبه أمام الجميع، الأزمة لم تعد أن كلوب يفضل أحدهما على الآخر كما كان يقال في السابق، بل أن الثنائي يشعر بالغضب في نفس الوقت، وفي نفس المباراة ربما.
صلاح تجاوز مساحة التعبير عن الغضب داخل الملعب بعد تبديل أو قرار من كلوب ليتحدث عن رفض لأحد قرارات المدير الفني الألماني في حوار صحفي مع "آس" الإسبانية، وكما تعلم فكل مشاكل النجم المصري تبدأ حين يفتح فمه.
المثير للجدل كان حين تحدث صلاح عن مستقبله وربط بعض الأخبار باهتمام من ريال مدريد وبرشلونة وقال: "أعتقد أنهما يعدان من أندية القمة، ومن المستحيل أن تعرف ما الذي سيحدث في المستقبل، لكن في الوقت الحالي تركيزي على الفوز بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا من جديد مع ليفربول".
أيضًا الحديث عن ريال مدريد وبرشلونة قد يكون دبلوماسيًا، ولكن الأزمة التي ربطت بعض المصادر أنها كانت سببًا في جلوس صلاح على دكة البدلاء هي حديثه عن إحباطه بسبب عدم حصوله على شارة القيادة أمام ميتلاند في دوري أبطال أوروبا.
هذه الأزمة المركبة لا يمكن غض الطرف عنها كما كان يحدث في الماضي وترك الشوائب تذوب مع الوقت والانتصارات، بل أصبح الأمر يتطلب تدخلات صريحة من كلوب الذي يعد بطل العالم في احتواء لاعبيه.
وبهذه المناسبة، الغريب هنا هو عقلية اللاعبين التي قادتهما لخلاف واضح مع كلوب، المدير الفني الألماني تميز عبر كل محطاته بخلق علاقة خاصة بينه وبين لاعبيه، والدفاع عنهم أمام وسائل الإعلام بصورة تغضب بعض الجماهير أحيانًا.
ولكن سياسة كلوب هي دائمًا توفير الحماية للاعبيه، وحين تصل سلسلة الأزمات بأي لاعب إلى أزمة يبدأ كلوب خلالها في أخذ قرارات في حقه حتى وإن لم تكن قاسية فإن ذلك دليل على فشله في إدارة أموره مع مدربه، أو البحث عن متطلبات أكثر من المتاح.
على ما يبدو أن الأمر لم يعد يصلح معه ما حدث سابقًا ومحاولة كلوب تجنب الحديث عنه، لأنه يبدو أنه قرر إجلاس صلاح على دكة البدلاء لسبب آخر غير ذلك الذي قاله بأنه يريد فقط إراحته، وقد يتكرر الأمر مع ماني في مباراة وست بروميتش المقبلة بعد تصرفه اليوم.
مطلوب في برشلونة، وهل هو إنسان؟! .. ردود الأفعال على غياب صلاح وتألقه ضد كريستال بالاس
في النهاية، الأهم من الإجراء الذي سيتخذ في حقهما من قبل كلوب، يبدو المدير الفني الألماني مطالبًا بحل جذري بحد أقصى بنهاية الموسم الحالي حتى وإن كلفه ذلك رحيل أحدهما أو كليهما، لأنه أيًا كان القرار سيكون أهون بالطبع من انفراط عقد الفريق.
