أحمد رضوان | تويتر
اقترب الموسم الكروي في أوروبا والوطن العربي ومعظم دوريات العالم من الانتهاء، وعادةً ما تشهد نهاية كل موسم العديد من الأحداث المثيرة للجدل، سواءً في القارة العجوز أو في وطننا الحبيب، أبرزها منافسة ناديين أو أكثر في دوري معين على الفوز به ودخولهم فيما يسمى لعبة الكراسي الموسيقية.
يعيش الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم هذه اللعبة بين ليفربول ومانشستر سيتي حامل اللقب، والذي فاز بالبريميرليج الموسم الماضي دون عناء يذكر، لكن في الموسم الحالي وجد منافساً قوياً ولد الموسم الماضي، وهو الريدز الذي نجح في الفوز على السيتيزنس في النسخة السابقة من دوري أبطال أوروبا وإقصائهم منه.
جميعنا يعلم أن النجم المصري محمد صلاح هو واحداً من أبرز الأسلحة الفتاكة لفريق كلوب المنافس على الدوري، وهو يحتاج إلى الفوز في جميع مبارياته القادمة ثم انتظار هدية بخسارة أبناء جوارديولا، وهو ما يجعل المتابع العربي أكثر شغفاً لمتابعة الكرة الإنجليزية عن ما كان معتاداً في السنوات السابقة
واجه ليفربول كارديف سيتي يوم الأحد 21 أبريل في مباراة كانت بديتها عصيبة، لكن الريدز نجحوا في حسمها والانتصار بها بهدفين نظيفين، وشهد هذا اللقاء حدثاً مثيراً في الهدف الثاني الذي جاء من ركلة جزاء، حيث حاول محمد صلاح تسديد الركلة لكن ميلنر رفض بشدة وأصر على تسديدها بنفسه وهو ما أغضب الفرعون بشدة.




فما هي القصة الكاملة لهذه الحادثة، وهل يملك متوسط الميدان الإنجليزي الصلاحية لهذا التصرف؟ وما هو سر احتفاله بعد تسجيل الهدف؟ هذه التساؤلات وأكثر نحاول الإجابة عنها في الأسطر التالية.
هل يستحق محمد صلاح الغياب عن قائمة الأفضل في الدوري الإنجليزي؟
ما الذي حدث بين ميلنر وصلاح في لقاء ليفربول صد كارديف؟

واجه ليفربول كارديف سيتي يوم الأحد 21 أبريل 2019 في إطار الجولة 35 من الدوري الإنجليزي الممتاز، وكانت بداية المباراة صعبة ومتكافئة بين الفريق المنافس على اللقب والآخر الساعي للهروب من مراكز الهبوط، لكن خبرة وقوة الريدز حسمت الأمر لصالحه.
بدأ يورجن كلوب اللقاء بتشكيله المعتاد المتواجد على رأسه محمد صلاح وفان دايك وماني وفيرمينو، أما ميلنر فبدأ من على مقاعد البدلاء وفضل الألماني دفع الثلاثي هندرسون وفينالدوم ونابي كيتا في وسط الميدان، وانتهى الشوط الأول من اللقاء بالتعادل سلبياً بدون أهداف، وبعد بداية الشوط الثاني بحوالي 10 دقائق تقدم متوسط الميدان الهولندي لفريقه، ثم استمر اللقاء في حالة من الشد والجذب وشهد أكثر من حدثٍ مثير حتى أضاف ليفربول الثاني في الدقيقة 81.
أول الأحداث المثيرة في المباراة كانت في الدقيقة 75، عندما اضطر كلوب الدفع بميلنر في وسط الميدان بدلاً من فابينيو الذي دخل قبلها بأربع دقائق فقط كبديل عن كيتا، لكنه تعرض لإصابة أجبرت الألماني على إدخال المخضرم الإنجليزي الذي كان شريكاً أساسياً في الحدث المثير الثاني.
كيف حصل ليفربول على ركلة جزاء في مباراة كارديف سيتي؟
حصل محمد صلاح على الكرة في يسار منطقة جزء كارديف سيتي في الدقيقة 81، فروضها تحت حصار شون موريسون وحاول العبور منه، لكن المدافع الإنجليزي أمسك الفرعون في منطقة الجزاء ومنعه من التقدم، فسقط النجم المصري مطالباً بركلة جزاء فلبى الحكم النداء واحتسبها.
انطلق روبيرتو فيرمينو نحو شريكه في هجوم الريدز وهنأه بالحصول على ضربة الجزاء، فنهض صلاح وأمسك بالكرة استعداداً للتسديد، لكنه تفاجأ باقتراب ميلنر منه وأخذ الكرة، فتحدث إليه الفرعون طالباً منه ترك المهمة له، لكن القائد الثاني لليفربول بعد هندرسون رفض بشدة وأصر على التسديد بنفسه وبالفعل استطاع التوقيع على الهدف الثاني.
لماذا رفض ميلنر تسديد محمد صلاح ركلة الجزاء؟
لم يتحدث جيمس ميلنر أو محمد صلاح عن الحادثة بعد انتهاء المباراة، لكن هناك العديد من المحللين والمتابعين بدأوا في البحث عن سبب تصرف الإنجليزي ضد المصري الذي كان يرغب في تسجيل الهدف الثاني لليفربول، وهو ما سنحاول البحث عنه.
بدايةً يجب علينا معرفة ما الذي دفع الفرعون إلى الإمساك بالكرة وإظهر رغبته في التسجيل، وهنا سنجد سببين رئيسيين، أولهما هو حبه لتسجيل الأهداف ورغبته في العودة وموصلة التسجيل، والثانية هي الانفراد بصدارة جدول ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي، والتي يشاركه فيها حتى الآن سيرخيو أجويرو وبيير أوباميانج.
الشعب يريد إيقاف محمد صلاح - أبرز التعليقات على فوز ليفربول أمام كارديف
أرجع العديد من المحللين والمتابعين رفض ميلنر تسديد محمد صلاح ركلة الجزاء لأكثر من سبب، فمنهم من ذهب إلى أن صاحب الـ33 عاماً لا يريد التفريط في فرصة فريقه لتسجيل الهدف الثاني، خاصةً وأنه الخيار الأول لتسديد ركلات الترجيح في الريدز، وهو ما يؤيده تصريحه بعد المباراة عندما قال أن كل ما عليهم الآن هو مواصلة الضغط على مانشستر سيتي.
هناك فريقاً آخر قال أن ميلنر لم يترك الكرة لمحمد صلاح كنوع من العدالة بينه وبين ساديو ماني، فالثنائي يتنافس على لقب هداف الدوري الإنجليزي هذا الموسم ولا يفصلهما إلا هدفاً واحداً فقط، كما أن السنغالي يقدم واحداً من أفضل مواسمه على الإطلاق، وهنا جاء تصرف صاحب الـ33 عاماً كقائد ثاني للفريق، حيث أنه تجنب أن يُشعر نجم ساوثامبتون السابق بالغيرة لاحتياجه هو الآخر لتسجيل المزيد من الأهداف للمنافسة على لقب الهداف.
هناك جزء أخير من المتابعين اكتفى بتسليط الضوء على أن ميلنر هو الخيار الأول لتنفيذ ركلات الترجيح في ليفربول، وأنه لم يقصد التقليل من صلاح أو إغضابه بل تصرف بما تقضي به مسؤولياته ومصلحة الفريق.
ترتيب ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز 2018-19:
|
الترتيب |
الفريق |
لعب |
فاز |
تعادل |
خسر |
له |
عليه |
فارق |
نقاط |
|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
|
1 |
ليفربول |
35 |
27 |
7 |
1 |
79 |
20 |
+59 |
88 |
|
2 |
مانشستر سيتي |
34 |
28 |
2 |
4 |
87 |
22 |
+65 |
86 |
|
3 |
توتنهام |
34 |
22 |
1 |
11 |
64 |
35 |
+29 |
67 |
لماذا غضب محمد صلاح من ميلنر؟ وهل يخسر لقب هداف الدوري الإنجليزي؟
لا نحتاج إلا للنظر إلى جدول ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي لمعرفة سبب الحزن الذي ظهر على محمد صلاح عقب رفض ميلنر ترك الكرة له لتسديد ركلة الجزاء، فالفرعون يتواجد في الصدارة برصيد 19 رفقة هدافين من طرازٍ عالٍ، الأول هو سيرخيو أجويرو قائد هجوم مانشستر سيتي، والثاني هو بيير إيميريك أوباميانج مهاجم آرسنال، وفي حالة تسديدة ركلة الجزاء وتسجيلها سينفرد بالصدارة.
يشهد البريميرليج هذا الموسم صراعاً قوياً على لقب الهداف، فإذا نظرنا في الترتيب سنجد الفارق بين ثلاثي الصدارة وفاردي وإيدين هازارد المتواجدان في المركز السابع هو 3 أهدافٍ فقط، وهو م يعني أن شكل الترتيب قد يتغير تماماً في أسبوع واحد في حالة، وهو ما يُخشى منه على صلاح.
جدول ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز 2018-19:
| الترتيب | اللاعب | الأهداف |
|---|---|---|
| =1 | سيرخيو أجويرو - مانشستر سيتي | 19 |
| =1 | محمد صلاح - ليفربول | 19 |
| =1 | بيير-إيميريك أوباميانج - آرسنال | 19 |
| 4 | ساديو ماني - ليفربول | 18 |
| =5 | هاري كين - توتنهام | 17 |
| =5 | رحيم ستيرلينج - مانشستر سيتي | 17 |
| =7 | إيدين هازارد - تشيلسي | 16 |
| =7 | جيمي فاردي - ليستر سيتي | 16 |
لماذا لا يسدد صلاح في وجود ميلنر؟.. كلوب يُجيب
قبل الخوض في هذه المسألة علينا أولاً العودة بالذاكرة إلى الخلف قليلاً، وتحديداً إلى 17 مارس الماضي، عندما كان ليفربول على موعد مع فولهام في الدوري الإنجليزي الممتاز واحتسب الحكم ركلة جزاء، فأسند المدرب الألماني مهمة تنفيذها إلى متوسط الميدان الإنجليزي.
تحدث القائد الفني للريدز بعد هذه المباراة عن سبب اتخاذه لهذا القرار وقال: "محمد صلاح يسجل ركلات الجزاء مثله مثل ميلنر، لكن عندما يتواجد الأخير في الملعب يكون من المنطقي أن يأخذ هو دور منفذ ركلات الترجيح".
وأضاف: "لا توجد أي شكوك، لكن ميلنر في النهاية إنسان ويمكنه أن يفشل في مرة من المرات، لكنه حقًا جيد للغاية في تسديد ركلات الجزاء".
وأكمل: "لا أعلم إذا ما كانت ركلة جزاء حقًا لكن حتى الآن لم يخبرني أي شخص أنها غير صحيحة، لذلك أنا أشعر براحة كبيرة أنها ركلة صحيحة".
