في 23 يناير 2014، انتقل محمد صلاح من بازل السويسري إلى تشيلسي مقابل 11 مليون جنيه استرليني، ليأتي إلى البريميرليج ولكن بعد أن أقنعه جوزيه مورينيو بتغيير وجهته من ليفربول إلى العاصمة لندن.
محطة صلاح مع تشيلسي لم تكن الأنجح، وفشل في التألق وإقناع المدرب البرتغالي بانتزاع مركزاً أساسياً، ليرحل بعد عام محبط إلى إيطاليا في تجربتين مع فيورنتينا ثم روما، ثم في 2017 يتم انتقاله إلى ليفربول، فماذا لو كانت تلك الصفقة تمت قبل ثلاثة أعوام في شتاء 2014؟
جيرارد ينجو من الإحراج
Gettyشارك صلاح أساسياً في اللقاء الشهير بين ليفربول وتشيلسي بأنفيلد بالمراحل الأخيرة من البريميرليج، وقتها كان المصري لا يلعب كثيراً، ومعظم مشاركاته أتت كاحتياطي، وعلى الجانب الآخر كان ليفربول قريباً من كسر صيامه والتتويج باللقب.
ورغم التشكيل الاحتياطي للبلوز المنشغل بنصف نهائي الأبطال، ولكنه انتزع انتصاراً بهدفين نظيفين، والثاني هو الأشهر بعد تعثر ستيفين جيرارد أمام ديمبا با، مما كلف أصحاب الأرض التعثر ولقب البريميرليج لصالح مانشستر سيتي.
ربما لو كان الجناح المصري الشاب انضم لتشكيل بريندان رودجرز للعب دوراً في مساعدته للتتويج باللقب الغائب، فالاعتماد كان بشكل رئيسي على ثنائية لويس سواريز ودانييل ستوريدج، وباستثناء فيليبي كوتينيو والشاب وقتها رحيم ستيرلينج، افتقد الفريق للبدلاء، وصلاح كان ليكون عوناً كبيراً.
نقطة أخرى كانت هي أن ليفربول كان ليحافظ على نجومه، فبعدها انفرط عقد الفريق، ورحل سواريز إلى برشلونة وستيرلينج إلى سيتي، ومع التدعيم والفوز باللقب لربما استمرا في صفوف الريدز.
ميدالية حقيقية
Getty Imagesحصل محمد صلاح على ميدالية كونه فائزاً بلقب الدوري في الموسم التالي مع تشيلسي، ولكن لم تكن النسخة الأصلية التي يمنحها الاتحاد الإنجليزي وذلك بسبب مشاركته فقط في ثلاث مباريات مع الفريق، مما لا يؤهله للتكريم، ولكن ناديه قرر منحه ميدالية تكريمية عن مشاركاته.
انتقال صلاح إلى ليفربول بدلاً من تشيلسي في الموسم الفائت كان لربما يجعله بطلاً في وقت باكر، ويملك ميدالية حقيقية للدوري منذ 2014 بدلاً من انتظاره عودة المسابقات الآن.
وداعاً إيطاليا؟
Getty Imagesفي 2015 انتقل صلاح باليوم الأخير من الميركاتو الشتوي إلى فيورنتينا على سبيل الإعارة للهروب من جحيم تشيلسي، وهناك تألق بشكل كبير مع الفيولا بنصف موسم وبلغ نصف نهائي الدوري الأوروبي وقدم عروضاً قوية بالدوري جذبت أنظار الكبار.
الموسم التالي انتقل الفرعون إلى روما، وهناك انفجرت موهبته وتحول تحت قيادة لوشيانو سباليتي إلى أحد أفضل اللاعبين بالمسابقة، ونجماً مطلوباً في أوروبا ككل، ولكن كل ذلك ربما لم يكن ليحدث حال انتقل إلى ليفربول ونجح رويداً رويداً في فرض نفسه على تشكيل الريدز وتثبيت مكانته.
قيمة انتقال أقل
دفع ليفربول 42 مليون يورو وصلت لما يقارب 50 مليوناً الآن في 2017 لضم صلاح من روما، المبلغ الذي كان سيدفع أقل منه بكثير في 2014 لو تفوق على تشيلسي وحصل على توقيعه باكراً، ولكن تفوق مورينيو على رودجرز وقتها كلف الريدز الكثير.
مكانة عالمية أكبر
Getty/Goalوصول صلاح مبكراً إلى ليفربول كان سيعطيه الأجواء المطلوبة للتأقلم مع الدوري الإنجليزي بعيداً عن مورينيو وصعوبة التعامل مع متطلبات المدرب البرتغالي، وربما كان الانفجار الذي حدث في موسمه الأول مع ليفربول ليحدث قبل ذلك، مما كان سيساعده للمعان والوصل لمكانة أعلى حتى مما بلغها الآن قبل سنتين.
وبعد ست سنين مع ليفربول، في 2020 ربما كانت تكون الفرصة لرؤيته بقميص نادٍ جديد، ولعبه لأحد عملاقي إسبانيا ريال مدريد أو برشلونة، أو تجربة إيطالية كانت لتكون الأولى مع يوفنتوس.
ويمكن التفكير أن العكس كان سيكون السيناريو، وأن ضغوط المنافسة على اللقب لم تكن لتمنح صلاح الفرصة للتألق وتؤثر على تأقلمه وانطلاقته، وكان ليتكرر سيناريو المعاناة مع تشيلسي، ولكن بالقميص الأحمر، ونرى رحلة أخرى مشابهة لتلك التي مر بها ليصل لمكانته الحالية، ولكن من يعلم بأي قميص كانت ستكون.