في غضون ثلاثة أشهر فقط، ثلاثة مدربين مختلفين تعاقبوا على قيادة نادي النصر السعودي، والمحصلة لم ينجح أحد!
اليوم كان دور الضحية الثالثة، البرتغالي بيدرو إيمانويل؛ المدير الفني الذي تمت إقالته بعد 40 يومًا فقط من التعاقد معه، ظاهريًا قد تبدوا النتائج منطقية للإقالة، لكن داخل الكواليس، فإن بيدرو حقًا ضحية!
مينيزيس .. السر في الفشل:
البرازيلي مانو مينيزيس؛ الذي قاد العالمي منذ نهاية الموسم الماضي، لكن كلفه احتلال المركز السادس في جدول ترتيب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ليغيب عن النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا.
الأزمة لم تكن هنا فقط، إنما كذلك في الميركاتو الصيفي الكارثي الذي قاده مينيزيس، كوكبة من النجوم والأسماء واحتفالات جماهيرية، لكن الحصيلة الفنية؟ صفر كبير!، ربما البرازيلي أندرسون تاليسكا هو النقطة المضيئة الوحيدة، لكن ماذا يفعل وحده وفريق يعاني في الهجوم والدفاع وحراسة المرمى؟
ربما اهتم مينيزيس وإدارة النصر وقتها بالاحتفالات الجماهيرية وضرب صفقات المنافسين، ونسوا أن الهدف الأول من الميركاتو هو سد احتياجات الفريق الأساسية!
مبرر إدارة مسلي في الإبقاء على مينيزيس والواضح للجميع هي لقطته مع المغربي عبد الرزاق حمد الله؛ مهاجم الفريق، وقتما أشار له بالصمت، أثناء اعتراضه على استبعاده بإحدى مباريات دوري الأبطال.
ظهرت قوة شخصية مينيزيس وقتها، وهو الأمر الذي كان يفتقده مدربو العالمي مع نجم بحجم حمد الله، خاصةً في الفترة التي بدأ بها افتعال المشكلات منذ الموسم الماضي.
لكن قوة الشخصية ليس هو الأمر الوحيد الذي من الممكن أن يدفع إدارة للتعاقد مع أي مدرب بالطبع إلا أن لإدارة مسلي رأي آخر!
إدارة مسلي ما بين المنطقي واللا منطقي:
المدرب البرتغالي بيدرو إيمانويل تم التعاقد معه منذ الأول من أكتوبر الماضي، ليقود العالمي في ثلاث مباريات بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، حصد خلالها نقطة وحيدة، ومباراتين بدوري أبطال آسيا، فاز بالأولى أمام الوحدة الإماراتي وفي الثانية خسر أمام الهلال السعودي في نصف نهائي البطولة، ليودع المنافسات.
أرقام منطقية للغاية لإقالته، لكن ما هو غير منطقي هو طريقة تعامل إدارة العالمي مع ملف المدرب الجديد، 11 يومًا استغرقتها كي تتعاقد مع بديل لمينيزيس، والمحصلة إقالة بعد 40 يومًا فقط!
الشيء الوحيد الذي من الممكن تلخيص المشهد الحالي به هو العبث، عبث في إدارة الملف وعبث في الإقالة دون وجود بديل مناسب والاكتفاء بتعيين مدرب بيدرو المساعد "مارسيلو سالازار" كمدرب مؤقت، ماذا سيفعل المدرب المؤقت وهو شاهد على فترة الانتكاسات الماضية؟، إذا كان لديه ما يضيفه، لأضافه لجهاز بيدرو.
أما الطامة الكبرى التي يرددها بعض الإعلاميين والجماهير حاليًا أن قوة شخصية بيدرو إيمانويل السر وراء الإقالة، إذ يرفض التدخل في عمله نهائيًا، ومن هنا أطاح به المجلس، سبب حتمًا يليق بما يقدمه مجلس مسلي آل معمر خلال الفترة الحالية.
تائهان لم يجدا ضالتهما:
إذا تحدثنا عن المشهد من البداية فإن بيدرو كان مدربًا حرًا منذ مايو، إذ تمت إقالته من تدريب العين الإماراتي لسوء النتائج، وقبلها تجربة أخرى فاشلة مع ألميريا الإسباني.
خمسة شهور بقى بها المدرب البرتغالي دون عمل، ربما هو التفسير الوحيد لموافقته على قيادة النصر في هذه الفترة الحرجة، إذا كان كل مدرب يدرس فريقه قبل الموافقة على قيادته، فكيف أُخفي على بيدرو نقص اللاعبين في عدة مراكز؟، وكيف أُخفي عليه الأزمات الإدارية والفنية والمالية وغيرها؟، كونه عاطل ويحتاج إلى عمل هو التفسير الوحيد.
لكنه أضاف إلى سيرته الذاتية التجربة الفاشلة الثالثة على التوالي، وشوه المسيرة الناجحة والرائعة التي حققها مع التعاون السعودي منذ ثلاثة أعوام، وقتما قاده للتأهل لدوري الأبطال وحصد هو جائزة أفضل مدرب في الموسم.
أي مدرب يحب خوض التحديات والتجارب والمغامرة، لكن اختيار بيدرو للنصر في هذا التوقيت ومع تجاربه الفاشلة السابقة، كان بمثابة انتحار.
أما النصر فحاول معالجة حالة التيه بمدرب عاطل لمدة خمسة أشهر ومتخبط مع تجربتين فاشلتين، ليضيف له أزمات العالمي الموجودة بالفعل، فماذا كان ينتظر؟
كلاهما أُجبر على الموافقة على الآخر، فالمدرب يسعى للخروج من حالة البطالة، والنادي الخيارات المتاحة أمامه ليست كثيرة كون الموسم لم يكن قد مر به سوى أربع جولات فقط، وغالبية المدربين استقرت أمورهم خلال فترة الإعداد، وفي الأخير لم يجد كل منهما ضالته في الآخر.
الآن التائهان افترقا والجمهور غاضب من إقالة المدرب والإدارة تبحث عن بديل في أسرع وقت لإنقاذ الموسم، والمستقبل مجهود، لكن الأكيد أن هناك حالة تشاؤم لدى جميع النصراويين، فهل تُخيب الأيام الظنون أم أن العالمي سينتصر في معركته؟
اقرأ أيضًا..
مجرد ضحايا والنصر عاد لنقطة الصفر .. ردود أفعال إقالة بيدرو إيمانويل وحسين عبد الغني
حكاية سعودية | عندما اتهم مسؤولو النصر ماجد عبد الله بتلقي رشوة من هلالي!0


