FC Barcelona Fans 2018Getty Images

ما وراء المنطق - جمهور برشلونة في "كامب نو" سياح!

ربما بدأ الأمر مع مقولة منسوبة للظاهرة رونالدو – لست واثقًا من صحتها – يتحدث عن المقارنة بين الدوري الإسبانيوالإيطالي.

بحسب ما قيل على لسان البرازيلي، فإن جمهور الليجا اعتاد التصفيق حال الانتصار أو تسجيل الأهداف وكأنه عرض مسرحي ممتع، بينما في جنة كرة القدم كان الصراخ والقفز هو نموذج التعبير عن النجاح.

بالطبع ليس هذا فقط السبب الوحيد أو الرئيسي فيما يتعلق بالمقولة المنتشرة بأن جمهور "كامب نو" من السياح ولكنّه قد يكون أحد الأسباب. لا يوجد دخان بلا نار.

هل جمهور برشلونة من السياح؟ وإن لم يكن كذلك، فما سبب انتشار هذه المقولة؟

الحضور الجماهيري

Barcelona Camp Nou 2019-20Getty Images

في الموسم الماضي، وصل الفريق النسائي لبرشلونة إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وفاز ذهابًا في ألمانيا على بايرن ميونخ بهدف نظيف، لتصبح فرصته كبيرة في التأهل.

وقتها طلب مدرب الفريق النسائي خوض آخر مباريات الفريق في الأبطال على ملعب "كامب نو" بدلًا من "يوهان كرويف" ولكن الإدارة رفضت وقتها، والسبب حتى لا يشعر فريق السيدات بأنّ المدرجات خالية لأنّه من الصعب حضور 90 ألف متفرج للقمة.

ملعب كامب نو يتسع إلى 99,354 ألف متفرج وهو الأكبر في أوروبا على الإطلاق بينما ملعب ريال مدريد "سانتياجو برنابيو" هو الثامن على صعيد القارة العجوز، وبالتالي لو حضر 60 ألف متفرج ستشعر وكأن المدرجات خالية.

الحديث عن فكرة الحضور الجماهيري المقتصر على السياح عار على الصحة، فبحسب مجلة GQ فإن متوسط الحضور الجماهيري لجمهور "كامب نو" هو 78 ألف مشجع في المباراة من بينهم نحو متوسط 10 آلاف مشجع فقط من خارج الإقليم.

ما وراء المنطق - فالفيردي ليس السبب.. الشبع طال برشلونة

كما أنّ أغلب الحضور الجماهيري من السياح يكون فقط في شهر أغسطس مع انطلاق الموسم وذلك بسبب قضاء أكثر من مواطن كتالوني العطلة خارج برشلونة ووجود عدد كبير من الزوار حول العالم للمدينة الإسبانية.

أي أن الحضور الجماهيري من السياحي لا يمثل النسبة الكاسحة، وفي أغلب فترات الموسم يكون العدد محدود للغاية لا يؤثر على النسبة الغالبة.

إذًا ما السبب؟

تأثير الأولتراس

cochinillo camp nou figo barcelona real madrid

مثل أغلب الأندية الأوروبية امتلك برشلونة جماعات الأولتراس تحت اسم "Boixos Nois" أو "الأولاد المجانين" والتي تأست في 1981 وانضم لهم بعدها مجموعة أكثر تعصبًا تسمى "Skinheads" والمعرفون بتأييدهم للفاشية.

الأولتراس لعب دورًا كبيرًا في تقديم رئيس برشلونة الأسبق جوسيب نونيز استقالته بعد الهتافات المستمرة ضده في المدرجات وإثارة القلائل في نهاية القرن الماضي، كما كان يميل إلى العنف بصورة كبيرة، ولا أحد ينسى ما قام به الجمهور في أول مباراة للبرتغالي لويس فيجو في "كامب نو" بعد رحيله إلى ريال مدريد.

صحيح الأولتراس كان يضيف قوة كبيرة لمدرجات "كامب نو" ويحرك الجماهير الغفيرة، لكنّه أيضًا كان يتسبب في العديد من الأزمات وبالأخص خارج الملعب حتى أنّ عدد من العناصر المنتمي للأولتراس طعن مشجعًا لفريق إسبانيول في إحدى مباريات الديربي.

وحينما وصل خوان لابورتا لرئاسة النادي في 2003 أعلن منع الأولتراس من دخول الملعب، وتلقى العديد من التهديدات عقب ذلك حتى أنّه تعرض لهجوم من الجماهير في 2004 مما جعله يتهاون قليلًا.

صحيح عاد الأولتراس نوعًا ما للتواجد في المدرجات ولكن ليس بالكثافة ذاتها ولا يحق لهم تنظيم أي فعاليات أثناء المباريات المختلفة وهو بالطبع ما أثر على جنون المدرجات.

انخفاض الحضور الجماهيري

Camp Nou general viewGetty Images

أزمة أخرى يعاني منها برشلونة في السنوات الماضية هي انخفاض عدد الجمهور، حتى أنّه في موسم 2017-2018 لم يتجاوز الحضور الجماهيري في أي مباراة أكثر من 90 ألف متفرج، ووصل المتوسط إلى 60 ألف مشجع فقط.

الأسباب وقتها كانت عديدة لكن السبب الرئيسي تعلق بارتفاع أسعار التذاكر بصورة كبيرة مما دفع العديد من المشجعين للإحجام عن الحضور، بجانب موقف النادي السلبي وقت استفتاء استقلال كتالونيا وغلق المدرجات في لقاء لاس بالماس.

الحقيقة أنّ الحضور الجماهيري لبرشلونة حتى وإن وصل 60 ألفًا فقط فهو كبير مقارنة بأندية أخرى، ولكن لكبر حجم الملعب فيظهر عددهم أصغر، وربما هذا ما يعيب الملاعب الكبيرة مقارنة بالصغيرة، فملعب "أنفيلد" مثلًا يتسع لنحو 55 ألف مشجع فقط لكن هذا الأمر أصبح نقطة قوة وليست ضعفًا.

جمهور برشلونة ليسوا من السياح كما يزعم البعض، لكن غياب الأولتراس واتساع الملعب وانخفاض الحضور الجماهيري جعل البعض يشعر بغياب الجمهور.

لو أردت متابعة حقيقية لجماهير "كامب نو" فشاهد مباريات الكلاسيكو أو اللقاءات الحاسمة في دوري أبطال أوروبا مثل مواجهة ليفربول الموسم الماضي أو الريمونتادا ضد باريس سان جيرمان وستجد جمهوره مرعب ومخيف.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0