Gerard Piqué Coutinho Clement Lenglet Barcelona Bayern Munich Champions LeagueCHRISTOF STACHE / AFP

ما الذي خسرته كرة القدم في العالم أجمع بتراجع برشلونة؟

تراجع برشلونة كثيرًا في السنوات الماضية …

سنوات الضياع بدأت منذ فترة طويلة، ربما مع رحيل بيب جوارديولا أو بمغادرة لويس إنريكي، الأمر يعتمد إن كنت تتحدث عن الهوية أم عن اعتباره فريقًا كبيرًا قادر على حصد كل الألقاب الممكنة.

الفكرة أنّ التراجع بدا واضحًا منذ رحيل بيب وبدأ الخوف والقلق من اعتبار فترة جوارديولا الاستثناء وليس القاعدة وبالتالي بدأت سلسلة قرارات سيئة أسقطت الفريق ماليًا ورياضيًا وأدت في الأخير إلى رحيل الأسطورة ليونيل ميسي ثم الهبوط إلى الدوري الأوروبي!

برشلونة بالطبع المتضرر الأول من سلسلة الإخفاقات، لكن الحقيقة أنّ كرة القدم متضررة أيضًا، ومن مصلحة اللعبة حول العالم أن يعود برشلونة ليقدم كرته المعهودة ويحقق بها الألقاب والإنجازات!

خدعوك فقالوا.. لا منافسة في الدوريات هذا الموسم، عوامل الاشتعال قد تُغير المعادلة قريبًا!

حتى لا يكون آرسنال آخر!

Arsenal 2004Getty

حينما جاء أرسين فينجر إلى الدوري الإنجليزي بنهاية القرن الماضي لم يكن مجرد مدرب أجنبي بدأ العمل في البريميرليج بل كان ثورة حقيقية!

فينجر أعاد تعريف الكثير من الأمور في الكرة الإنجليزية، وأنشأ فريقًا مبهرًا على مستوى الأداء قبل النتيجة وكلل ذلك بتحقيق دوري اللا هزيمة في موسم 2003-2004 لتتفوق أفكاره التي مقتها الإنجليزي في أرضهم!

نجاح وراء نجاح وتفوق أوروبي في 2006 لم ينته بلقب بعد الخسارة في النهائي أمام برشلونة لتبدأ الأمور في الانهيار مع بناء الملعب الجديد والوضع الاقتصادي السيء ليصبح آرسنال الفريق الذي يقدم كرة جميلة لكن بلا بطولات.

هنا استغل الإنجليز الوضع للسخرية من فينجر، والتأكيد على أنّ كرة القدم الممتعة لا تجلب البطولات، ولكن ظهور برشلونة مع جوارديولا محى كل ذلك.

برشلونة كان الفريق القادر على حصد كل الألقاب الممكنة بأسلوب ممتع وجذاب، الفريق القادر على فرض سيطرته وإجبار المنافس على ابتكار سبل جديدة للحد من خطورته، ليتحول العالم بعد بيب إلى جيل يحاول تقليده وآخر يحاول إيجاد الطرق لمواجهة هذه الأفكار.

ولكن لو استمر سقوط برشلونة لسنوات لأصبحت فرصة لدحض هذه الفكرة من جديد واعتبارها شيئًا من الماضي.

أهم من ريال مدريد

لا يوجد شك أنّ ريال مدريد أحد أكبر الفرق في العالم إن لم يكن الأكبر على الإطلاق، فهو الفريق الأكثر حصدًا لدوريه المحلي وكذلك دوري أبطال أوروبا وبفارق شاسع عن أقرب منافس.

ريال مدريد اعتاد على امتلاك الأفضل في العالم والتفوق الاقتصادي والرياضي على الجميع لكنه رغم ذلك لم يترك بصمة حقيقية في تاريخ كرة القدم!

لو طالعت كتاب "الهرم المقلوب" من جوناثان ويلسون الذي تتبع فيه تاريخ تكتيكات كرة القدم منذ نشأتها في إنجلترا لما وجدت ظهورًا كاسحًا لريال مدريد.

لكن ستجد فرق مثل أياكس في السبعينات رفقة رينوس ميتشلز وميلان مع ساكي وبرشلونة مع يوهان كرويف لينتهي الكتاب مع موسم بيب جوارديولا الأول لبرشلونة والذي اعتبره ويلسون بداية لمرحلة جديدة يجب التأريخ لها في وقت لاحق!

هكذا برشلونة، الفريق الوحيد الذي سيطر على العالم لنحو 7 سنوات من جيل كامل تأسس قوامه الأكبر من أكاديميته بأسلوب لعب مبهر وجذاب، ومن هنا بدأت سلسلة أفكار مقتبسة من هذا الإبداع يتم تناقلها بين إسبانيا وإيطاليا.

الأمر عكس ما قدمه الإنجليز أيضًا، فهم اعتادوا شراء الأفكار وجلب أفضل المدربين في آخر السنوات ليصبح البريميرليج متفوقًا على باقي الدوريات بسهولة، كيف لا ونحن نرى جوارديولا وكلوب وتوخيل وكونتي وأرتيتا وغيرهم في الدوري الإنجليزي!

تخرجوا في برشلونة

21 XAVI GUARDIOLAGetty

بالنظر للمدربين الحاليين نجد هناك عدة مدارس، الألمان وشباب إيطاليا وهؤلاء الذين تخرجوا في لا ماسيا.

المدرسة الألمانية معروفة بوجود توخيل وكلوب وناجلزمان بجانب رالف رانجنيك بالطبع، وشباب إيطاليا مثل دي زيربي وجيامباولو وإنزاجي وشباب الفكر ساري وجاسبريني.

أما من برشلونة فهناك جوارديولا وأرتيتا والآن تشافي هيرنانديز الذي يخط طريقه نحو مرحلة جديدة.

برشلونة تحديدًا فريق متجدد، ولا ماسيا قادرة على انتاج أكثر من لاعب قادر على فهم كرة القدم وليس فقط دوره، ولذلك لديهم القدرة على حمل الأفكار وقيادة الأندية الكبرى في السنوات المقبلة.

العالم بحاجة إلى جهود مدرسة برشلونة، فكما قال تييري هنري " لا يهمني من أين أنت، لا يهم من تكون، إذا قلت لي أنك تحب كرة القدم ولا تحب برشلونة، فأنت لديك مشكلة"!

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0