وفقًا للمخضرم فابيو كابيلّو، مانويل كان سيصبح نجمًا في الدوري الإسباني، لكنه لم يلعب أي دقيقة رسمية مع ريال مدريد، لقد أدرك أنهم في غرفة خلع الملابس كانوا يسخرون منه بسبب ملابسه، فمن هو هذا الرجل؟
انتشر اسم مانويل كانابال في الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول صورة شاب يرتدي قميص ريال مدريد الذي يحمل اسمه في مترو الأنفاق، بالطبع من يرتدي قميص لاعب ما لا يفعل ذلك عبثًا.
الحديث عنه يعني الحديث عن أحد اللاعبين الأكثر غرابة في تاريخ الرياضة في الآونة الأخيرة. في صيف 1997 دفع ريال مدريد برئاسة الراحل سانز 4 ملايين و800 ألف يورو من أجل ضمه للفريق الملكي.
كان يبلغ من العمر 23 عامًا حينها، وكان طلبًا صريحًا من فابيو كابيلّو، وقال المدرب الذي أصر على توقيعه وكان من أشد الواثقين في قدراته:"سيكون أحد نجوم الليجا أينما كان وبغض النظر عن النادي الذي سيلعب له".
لم يلعب كانابال دقيقة واحدة من حياته في الدوري الإسباني، ولكن أداءه في دوري الدرجة الثانية في عدد من المحطات جعله محط أنظار الكثيرين وقاده للانتقال إلى ريال مدريد، الذي وضع شرطًا جزائيًا في عقده يصل إلى 50 مليون يورو.
لكنه في مدريد تحول من سيئ إلى أسوأ. أولاً ، لأنه بمجرد وصوله، وجد أن كابيلو لم يعد مدربًا، لقد تغير السياق من الضوء إلى الظلام بالنسبة له.
ومما زاد الطين بلة، أنه لم يكن مناسبًا لغرفة خلع الملابس ولم يكن صديقًا لأحد، لدرجة أنه اعترف في مقابلة مع La Voz de Galicia أنهم في غرفة الملابس سخروا منه لأنه كان يرتدي حذاء جولف.
ثم كانت رحلة المدرب يوب هاينكس الذي طلب في مؤتمر صحفي الصبر، لكنه لم يمنحه فرصة واحدة، وفي شتاء 1997، ذهب على سبيل الإعارة إلى بلد الوليد ثم ألافيس ثم رايو، لقد فعل كل شيء باستثناء اللعب باللون الأبيض في سانتياجو برنابيو.
سنوات وأحداث كانت كافية لأن يدرك مانويل أن ريال مدريد ليس مكانه، ليغادر ثم يعود لاحقًا إلى فريقه في دوري الدرجة الثانية الإسباني، وفي النهاية يعلن الاعتزال في سن 30 عامًا بعد آلام حادة في الظهر منعته من الوقوف والجلوس والاسترخاء لـ 5 دقائق فقط.
في هذه اللحظة تحولت كرة القدم إلى جحيم، وعلى الرغم من أنه بلغ الثلاثين من عمره للتو في ذلك الوقت، إلا أنه لم يعد قادرًا على تحمل الألم، وهكذا كانت نهاية مانويل كانابال، بعيدًا عن الأضواء وعن الحياة العامة، يحاول إعادة صياغة مرحلة جديدة في حياته بعد تحول حلم كرة القدم إلى كابوس.
أخبار ريال مدريد: زيدان يكشف حقيقة خلافه مع بيل ورسالة مودريتش لرودريجيز
ولكن اليوم، بعد أن خانه كل شيء في كرة القدم، تظل هناك بعض الابتسامات الصغيرة في الحياة، كأن يرتدي شابًا قميصك في مترو الإنفاق ويحتفظ باسمك في ذاكرته وعلى ظهره بعد 20 عامًا من هذه القصة، وأن كابيلّو رأى فيك نجم المستقبل يومًا ما.


