English fansGetty

مانشستر وليفربول | عداوة تحولت لوفاق بفعل فاعل!

في 2006 تعرض جمهور مانشستر يونايتد المصاحب لفريقه في ملعب "أنفيلد" لملاقاة ليفربول للقذف بأكياس محملة بالبراز من قبل جماهير أصحاب الأرض، نفس تلك الجماهير استغلت زيارتها لملعب "أولد ترافورد" لملاقاة تشيلسي في كأس الاتحاد من أجل تدمير مقاعد الملعب الخاص بغريمها الأزلي، بل وتركت رسم جرافيتي للسفاح الشهير هارولد شيبمان!

تلك الوقائع مجرد صفحة من تاريخ حافل من الكراهية بين جماهير مانشستر يونايتد وليفربول وديربي شمال غرب إنجلترا الذي يعد اللقاء الأكبر في الكرة الإنجليزية وسيتجدد موعده هذا الأسبوع ولكن على وقع أجواء مختلفة تماماً.

Victor Lindelof Divock Origi Manchester United LiverpoolGetty Images

تلك العداوة الكبيرة بين الجماهير تحولت للعكس وتُركت جانباً في الأيام الماضية مثلها مثل عداوات أخرى كثيرة، واتحدت جماهير الأندية الإنجليزية صغيرها وكبيرها أمام كابوس السوبرليج وخطط الكبار الستة للانضمام.

كان الإعلان عن البطولة ومشاركة ستة أندية إنجليزية كبرى في تأسيسها بمثابة الصفعة لتلك الجماهير وتخلي من فرقها عن مبادئ كرة القدم، ورغم الانسحاب الذي أتى بنفس سرعة التأسيس، ولكن لم تغفر تلك الجماهير لملاكها ما حدث.

مظاهرات عارمة أمام "ستامفورد بريدج" و"أولد ترافورد" و"الإمارات" وبقية الملاعب، وشوهد مشجعين لسيتي في تظاهرات آرسنال ولقطات عدة مشابهة في موجة الغضب التي ضربت الوسط الرياضي الكروي ووحدت الجميع ضد العقول المدبرة للسوبرليج.

Manchester United fansmirror

كل مجموعة من مشجعي تلك الأندية كان يضمر العداء للملاك الأجانب لناديه، فمن جمهور آرسنال الذي يعاني مع عائلة كرونكي الجالسة في أمريكا، لجماهير مانشستر التي تعاني مع الجليزرز وإد وودوارد، أتت الفرصة للتنفيس عن الغضب والتعبير عن مطالبهم بالتغيير الجذري.

حتى هؤلاء الذين لا يملكون مشكلة مع ملاك النادي الأجانب مثل مشجعي سيتي وليفربول وتشيلسي أُصيبوا بالصدمة بسبب الاشتراك في مؤامرة السوبرليج ولم يكن كافياً الاعتذار من الإدارات لإرضاء تلك الجموع وبث الهدوء في صفوفها.

الآن يأتي اللقاء الكلاسيكي بين ليفربول ويونايتد وسط كل تلك الظروف والمعطيات ليغير من الأجواء، غياب الجمهور في المدرجات ربما أفقد اللقاء الكثير من حماسته، خصوصاً مع ابتعاد الفريقين عن المنافسة على اللقب، ولكن ما لم يكن في الحسبان رؤية الجمهورين في نفس الصف يوماً ما!

أتت السوبرليج ومعها مشكلة أخرى هيمنت على الكرة مؤخراً في إنجلترا وهي التعامل غير المرضي مع العنصرية، لتوحد الجمهورين قبل هذا اللقاء، وجعلت المنافسة والعداوة الكروية تتراجع أمام الأمور الأهم والأكثر تأثيراً على الناديين.

No Room for Racism Marcus Rashford Manchester United Premier League 2020-21Getty/Goal composite

ربما يحتاج ليفربول للثلاث نقاط من أجل مقعد دوري الأبطال، ورؤية فشل رجال يورجن كلوب سيكون له طعم خاص لمشجعي يونايتد، ولكن هذه المرة لن تكون المشاحنات الجماهيرية المألوفة عنواناً للقمة، ولكن الوحدة أمام مطامع الإدارات، والرغبة للتصدي للعنصرية والإساءة المستمرة بلا حل.

إعلان