في مباراة حضر فيها كل شيء ممتع إلا الأهداف، انتزع إنتر نقطة ثمينة للغاية من فم العملاق الإنجليزي مانشستر سيتي، بعد تعادلهما سلبيًا، اليوم الأربعاء على ملعب الاتحاد، في مستهل مشوار الفريقين بدوري أبطال أوروبا.
تابعوا أقوى الدوريات الأوروبية ومنافساتها عبر TOD
تبادل الفريقان السيطرة على شوطي المباراة، فكان إنتر الطرف الأقوى والأكثر تهديدًا لمرمى أصحاب الأرض في النصف الأول من اللقاء، قبل أن ينتفض السيتي في الشوط الثاني ويقترب كثيرًا من التسجيل، لكن تألق سومر وإيدرسون ورعونة المهاجمين في الفريقين تسببا في نهاية بنتيجة سلبية.
وكانت الأنظار كلها معلقة قبل المباراة على المواجهة الثنائية بين إرلينج هالاند مهاجم السيتي ونظيره في النيراتزوري لاوتارو مارتينيز، علمًا بأن الثنائي ضمن القائمة الأولية المرشحة للفوز بالكرة الذهبية.
لكن ما قدمه الوحش النرويجي من أداء سلبي للغاية وإصرار سيموني إنزاجي، مدرب إنتر، على الاحتفاظ بالمهاجم الأرجنتيني على دكة البدلاء طوال 66 دقيقة، حرم الجماهير وكلا الفريقين من رؤية الكرة في أي من الشبكتين، خلال هذه القمة المثيرة.
وترصد النسخة العربية من "GOAL" أبرز ملامح قمة مباريات الجولة الأولى من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا..
هالاند .. تم تفعيل وضع الاختفاء!
أصبح الآن هالاند محاصرًا بشكل كبير بتهمة الاختفاء في المباريات الكبيرة، فالمهاجم الذي يتألق ويصول ويجول في ملاعب الدوري الإنجليزي منذ بداية الموسم، اختفى تمامًا أمام إنتر.
وتحول الوحش النرويجي المرعب لكل الفرق الإنجليزية، إلى حمل وديع تعامل معه أتشيربي بمنتهى الهدوء وقلم أظافره ومنع أي خطورة ممكنة تصدر منه، وساعده على ذلك استسلام هالاند للرقابة الإيطالية، ليتحول إلى مسار كبير للسخرية من جماهير إنتر بعد اللقاء.
بخلاف ذلك، لم تكن طريقة الإسباني بيب جوارديولا مدرب السيتي في الشوط الأول تساعد هالاند على التسجيل، حيث فرض إنزاجي على الفريق السماوي في ملعبه ضغطًا عاليًا وأجبر المهاجم النرويجي على النزول إلى خط الوسط للمساعدة في استعادة الكرة وبناء الهجمات ومن ثم ابتعد كثيرًا عن مناطق الخطورة.
ليتك لم تتحدث يا رودري!
يبدو أن الأمر أيضًا لا يتعلق فقط بالأمور الفنية، فهالاند بالتأكيد استمع لتصريح زميله الإسباني رودري، الذي يقود حملة شرسة ضد "اليويفا" بسبب زيادة عدد المباريات دون استشارة اللاعبين، حتى أنه وصل للتهديد بالإضراب عن خوض المباريات.
رودري استشهد بزميله هالاند في تصريحاته عن معاناة اللاعبين من كثرة المباريات، قائلًا: "انظروا إلى هالاند الذي قضى عطلة صيفية ممتدة وحصل على راحة طويلة، لأن بلاده لم تتأهل لليورو، وأنتم ترون كيف يؤدي. لقد سجل 9 أهداف في أول 4 مباريات بالبريميرليج".
ويبدو أن رودري لعن زميله في الفريق بمثل هذا التصريح، فما أن قال تلك الكلمات في المؤتمر الصحفي قبل لقاء إنتر، تحول هالاند إلى شبح في ملعب المباراة وفقد حاسته التهديفية، أو يمكن القول إن مثل هذه التصريحات تمنح المهاجم أريحية وثقة زائدة تنقلب ضده وتثبط من عزيمته.
هزيمة رونالدو ليس أمرًا سهلًا
لا شك أن الأرقام القياسية الشخصية أمرًا يشغل عقل كبار المهاجمين مثل هالاند، وربما كان ينشغل كثيرًا الليلة بتحطيم رقم الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو القياسي، كأسرع لاعب يصل إلى حاجز 100 هدف في مسيرته الاحترافية.
رونالدو صاحب الـ901 هدف الآن في عالم كرة القدم، وصل إلى مئويته الأولى في 105 مباريات، وكان هالاند قريبًا من تحطيم ذلك الإنجاز لو هز شباك إنتر الليلة، خصوصًا أن لديه في سجلاته 99 هدفًا ولعب 104 مباريات.
لكن تظل الفرصة سانحة للنرويجي من أجل معادلة رقم الدون فقط خلال مباراة آرسنال المرتقبة الأحد المقبل على ملعب الاتحاد في قمة الجولة الخامسة من البريميرليج، وعليه وقتها أن يتخلص من لعنة الاختفاء في المباريات الكبرى.
لغز لاوتارو وجودة إنزاجي
لا يمكن لوم سيموني إنزاجي بعد أداء فريقه المميز خلال مباراة السيتي، حيث قدم فريقه نفسه بقوة على ملعب الخصم الصعب وكان قريبًا من تحقيق الفوز في أكثر من مناسبة لولا رعونة دارميان والثنائي الهجومي مهدي طارمي وتورام.
حاول إنزاجي كثيرًا أن يتمسك بالتركيبة الهجومية للإنتر على مدار اللقاء، وأجبر في الشوط الثاني على اللجوء لدكة البدلاء والدفع بلاوتارو مارتينيز في الدقيقة 66 من أجل ضخ الدماء، لكنه فشل في تغيير الأمر.
إنزاجي احتفظ بلاوتارو على الدكة وأعلن ذلك في تصريحاته للصحافة قبل اللقاء، مؤكدًا أن المهاجم الأرجنتيني غير جاهز بدنيًا للقاء، وبالفعل تأكد ذلك عندما دفع به لمدة 30 دقيقة كاملة فشل خلالها لاوتارو في صنع أي شيء مختلف عما قدمه تورام.
وكان القدر رحيمًا بالمدرب الإيطالي، عندما رفض أن يعاقبه على قراره الفني المفاجئ باستبدال الثنائي زيلينسكي وهاكان كالونجولو في آخر 15 دقيقة، مما سمح للسيتي للضغط من العمق والتقدم للتسجيل اعتمادًا على فودين وجوندوجان، إلا أن الأخير لم يكن موفقًا في رهان جوارديولا عليه وأضاع هدفين محققين من رأسيتين تصدى لإحداهما الحارس العملاق سومر وخرجت الأخرى خارج إطار المرمى.