"الأبطال يبقون مخلدون دائماً في أعين هؤلاء الذين يؤمنون بهم"، هكذا اختار إندرو مونتانيلي، الصحفي بكوريرا ديلا سيرا، العنوان الرئيسي لافتتاحيته بصباح 4 مايو في أعقاب سقوط طائرة الخطوط الجوية الإيطالية التي كانت تقل فريق تورينو وتحطمها.
يبقى يوم 4 مايو من العام 1949 واحداً من الأسوأ في تاريخ ليس فقط الكرة الإيطالية، ولكن الأوروبية والعالمية ككل، يومها اصطدمت الطائرة بالحائط الأثرى لكنيسة سوبيرجا بسبب سوء الأحوال الجوية لتتحطم الطائرة كلياً ويتوفى كل من كان على متنها.
Archivoكانت تقل الطائرة فريق تورينو العائد من لعب لقاء تكريمي أمام بنفيكا بالبرتغال، 18 لاعبًا هم القوام الأساسي للفريق الذي يعرف باسم "الجراندي تورينو"، لقباً لم يحمله في تاريخ الكرة الإيطالية غيره وإنتر في الستينيات من القرن الماضي.
وتواجد على متن الطائرة أيضاً كامل الجهاز الفني للفريق والإداري، بالإضافة إلى أعضاء من مجلس الإدارة وثلاثة صحافيون رافقوا الفريق لتغطية المباراة.
بلغ عدد الوفيات وقتها 31 شخصاً، وهم جميع من كان على متن الطائرة، ومن شدة تضررها لم يتبق من جسمها إلا الجناح الخلفي سليماً، لدرجة أن السلطات الإيطالية استعانت بفيتوريو بوتزو، مدرب منتخب إيطاليا في ذلك الحين، للتعرف على لاعبيه المتوفين لكون قوام الأتزوري وقتها كان يعتمد بالأساس على لاعبي تورينو.
لم ينج وقتها من قوام الفريق الأساسي إلا ساورو توما، المدافع، وريناتو جاندولفي، الحارس الثاني، ليعلن الاتحاد الإيطالي في 6 مايو تتويج تورينو بلقب الدوري الذي كان يحتل صدارته بفارق أربع نقاط عن إنتر، واستكمال الجولات الأربعة المتبقية لكل الفرق بمشاركة اللاعبين الشباب كتكريم لذكرى الفريق الراحل.
Ignasi Olivaتركت الفاجعة أثراً كبيرًا في نفوس الإيطاليين، فخرج الملايين لتشييع لاعبي الفريق الراحلين في الحادثة، وأصبح استخدام الفرق للطيران أمراً غير محبباً، لدرجة أن المنتخب الإيطالي المشارك في مونديال 1950 بالبرازيل آثر السفر بالباخرة عوضاً عن الطيران.
وتحيي جماهير تورينو في مثل هذا اليوم من كل عام ذكرى الحادثة في موقع حدوثها، وفي المتحف المخصص لتخليد ذكرى الواقع ب"كلاريتا أساندري جرولياسكو" والذي افتتح في 2008 بالذكرى الخمسين للواقعة.