ستكون الأنظار مساء الثلاثاء المقبل مسلطة على ملعب "واندا ميتروبوليتانو" بالعاصمة الإسبانية مدريد عندما يحل بطل أوروبا وزعيمها الحالي ليفربول ضيفاً ثقيلاً على أتلتيكو ضمن مباريات ذهاب دوري أبطال أوروبا.
ولو كانت تلك المباراة تُلعب قبل موسمين لكانت الحظوظ لتكون معكوسة عما عليه الحال بالوقت الراهن، فبعد أن كان فريق سيميوني أحد أهم اللاعبين في دوري الأبطال بأسلوبه الدفاعي "cholismo"، وبلغ نهائي المسابقة مرتين في العقد الماضي، الآن الفريق فقد توهجه الموسم الجاري، ويعجز المدرب الأرجنتيني على انتشاله من عثراته.
وبعد حملة رحيل النجوم عن صفوفه الصيف الماضي، فشل أتلتيكو مدريد رغم صرف الأموال في تعويض الفراغ الذي تركه رحيل جودين، جريزمان، والآخرين، وحتى أبرز مميزاته، الدفاع، افتقدها الفريق، فرغم كونه ثاني أفضل دفاعات الليجا، ولكن الفريق يقبع رابعاً بفارق 12 نقطة عن القمة، ونتائجه المتذبذبة كلفته أيضاً حظوظه في كأس الملك بعد الخروج على يد ليونيسا من الدرجة الثالثة.
Getty Images



وحتى الآن لم تقدم الأسماء الجديدة التي أتت لتعويض رحيل النجوم المنتظر، والأبرز هو جواو فيليكس الذي صرف الفريق 120 مليون يورو لضمه الصيف الماضي ليسجل فقط أربعة أهداف ويصنع هدفين، وكانت الإصابات هي العنوان الأكبر لموسمه حتى الآن، ولكن مع تعافيه هو وألفارو موراتا في الأيام الأخيرة سيكون الضوء والتركيز عليهم كبيراً للعب دور المنقذ للروخي بلانكوس في دوري الأبطال، الأمل الأخير للفريق هذا الموسم في بطولة.
الطرف الثاني قبل ثلاثة أعوام كان خارج مدار المنافسات القارية، ولكن مشروع يورجن كلوب وصل لقمة النضج هذا الموسم، الفريق الذي وصل للنهائي في آخر عامين وفاز بالنسخة الأخيرة الآن ضمن مشاركته في النسخة المقبلة للمسابقة، وعلى بعد نقاط قليلة من التتويج رسمياً بالبريميرليج، كل ذلك ونحن بعد في فبراير!
وتحول ليفربول لماكينة انتصارات، بغض النظر عن الأداء ومن حضر ومن غاب، الفريق لا يعتمد على لاعب بعينه، ونقطة القوة الأساسية هي روح المجموعة التي كونها المدرب الألماني، والتي أكلت الأخضر واليابس في إنجلترا، والآن تفرغت مبكراً للمنافسات القارية، مما يفتح له الباب لشن حملة قوية من أجل الحفاظ على لقبه.
Gettyوسيعول كلوب على تشكيلته كاملة في زيارة العاصمة الإسبانية، واستفاد الفريق من عطلة شتوية مستحقة بعد ضغط الرزنامة في ديسمبر ويناير، وإن كان ظهر الفريق صدئاً بعض الشيء بعد العودة، وإن كان قد حقق المطلوب السبت وفاز على نوريتش بهدف نظيف أوصله لفارق 25 نقطة في القمة.
قمة أتلتيكو مدريد وليفربول يبرز بها الفريق الإنجليزي مرشحاً بارزاً على الورق نظراً لنتائج الفريقين هذا الموسم، وانتصار الريدز وإقصاء مبكر للإسبان قد يكتب السطر الأخير في مشروع سيميوني في مدريد بعد تراجعه وافتقاده للحلول ، ولكن دوري الأبطال له خصوصياته، ومبارياته لا تخضع لحسابات المنطق والمستوى كما تعودنا دائماً من ذات الأذنين، ولذا ربما هي فرصة أخيرة لسيميوني لبث الحياة في فريقه، وما من فرصة أفضل أمام زعيم أوروبا الحالي وملكها المتوج.
