هناك بعض الأشياء التي من الصعب التحدث فيها لأنها تمس أفراد لديهم أعداد مهولة من المشجعين والأنصار حول العالم، وبالطبع يتصدر قائمة تلك الأسماء كريستيانو رونالدو بجوار ليونيل ميسي.
ها نحن نعود من جديد للحديث عن وضعية صاروخ ماديرا مع فريق مانشستر يونايتد، ها نحن نعود إلى السؤال الذي لا مفر منه، هل الأفضل ليونايتد هو مغادرة رونالدو؟
لنعد بالذاكرة لفترة قريبة، قبل انطلاق بطولة كأس العالم قطر 2022 بالتحديد، ماذا فعل رونالدو؟ أعتقد أنك تذكرت، نعم لقد ظهر مع بيرس مورجان وأطلق النار على إدارة يونايتد واحتقر من ينتقده واصفًا إياهم بـ "الجرذان".
في الحقيقة فإن صاروخ ماديرا لم يطلق على هؤلاء النار، بل أطلقها على نفسه، لقد دخل رونالدو في حرب انتصر فيها الجميع إلا هو، خسر كريستيانو كل المعارك، خسر التعاطف الجماهيري قبل كأس العالم، واحترام البعض من اللاعبين أو الأنصار، ومع أيام قليلة خسر أيضًا تواجده في مانشستر يونايتد.
Getty/Talk TV/GOAL compositeنعم هو لاعب تاريخي وأسطوري، لكن كل هذا لا يعني أن يونايتد بحاجة للتضحية فنيًا في أرض الملعب من أجل المحافظة عليه، رونالدو شخص بصفات نفسية معينة تجعله يرى أنه على قمة الهرم دائمًا، وبالطبع فإن هذا لا يتناسب مع عملية تجديد الدماء الذي يسعى تين هاج لفعلها، لأنه يرى أنه يستحق التواجد في الملعب باستمرار.
ادعى كريستيانو أن المدرب الهولندي لا يحترمه، وفي الحقيقة فإن العالم كله أدرك أن البرتغالي هو من لا يحترم أحد، ووصل الأمر إلى وصف أحد أساطير الشياطين الحمر، واين روني، بأنه "جرذ"، فقط لأنه قال إن رونالدو في سن كبير ولا يناسب الفريق!
ضع كل هذه الأحداث مع غيرها التي تذكرتها الآن وأنت تقرأ تلك الكلمات، وستعرف أن مانشستر يونايتد ليس بحاجة الآن إلى رونالدو، بل بات من الأفضل مغادرته والرحيل.
Getty Imagesفي الحقيقة فإن النتائج الحالية لا تهمني، حتى إن فشل يونايتد في الحصول على مركز مؤهل لدوري الأبطال وخرج من كل بطولات الكأس والدوري الأوروبي، فإن هذا لا يعد فشلاً من وجهة نظري.
البناء الحقيقي يتطلب وقت وصناعة منظومة متماسكة وقوية لديها خبرات، كل هذا ما كان ليحدث مع تين هاج إذا استمر "صداع" رونالدو في الاستمرار بين الغضب من الجلوس على الدكة والخروج للتحدث مع الإعلام.
كان بإمكان كريستيانو أن ينهي مسيرته وهو يحظى بحب جماهير يونايتد ودعم غير مسبوق من قبل كل الأطراف، إذا أدرك فقط أنه في سن كبير ومن الأفضل له أن يكون على الدكة ويشارك في أوقات معينة.
لكنه رفض تلك الفرضية بل وتهكم عليها في مقابلته مع مورجان، وأوضح أنه سيعود من جديد لكي يحمل يونايتد نحو النجاح، ولـ "تصحيح الأمور".
Getty Imagesفي الحقيقة لا أعلم من أين جاء بكل السذاجة، لأنه كان من الواضح بعدما قيل مع مورجان أن إدارة يونايتد ستنهي عقده ولن يستمر.
وفي كل الأحوال، فإن مانشستر على الطريق الصحيح، يونايتد لم يخسر أي شيء في معركة رونالدو، بل كسب راحة البال والتفرغ للتخطيط لمستقبل أفضل مع لاعبين أصغر سنًا.
نعم، هي الحقيقة التي لا يود الكثير مشاركتها، لكن رونالدو كان بمثابة "الصداع" للمشجعين والإدارة وتين هاج، وفي الأخير، تخلص الشياطين الحمر منه.