استفاق النصر من كبوته سريعًا، فبعد الهزيمة الثقيلة أمام الهلال في نهائي كأس الدرعية للسوبر السعودي (4-1) ثم التعادل أمام الرائد (1-1) في الجولة الأولى من دوري روشن، استعاد العالمي توازنه على حساب الفيحاء، فهزمه برباعية مقابل هدف وحيد، ضمن الجولة الثانية من دوري روشن.
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي
الرباعية سجلها البرازيلي أندرسون تاليسكا "هدفين"، البرتغالي كريستيانو رونالدو والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش في الدقائق 5، 10+45، 85 و5+90 من عمر اللقاء، فيما أحرز فاشيون ساكالا هدف البرتقالي الوحيد في الدقيقة 87.
إن كان أي شيء آخر غير الفوز، كنت ستجدنا حاليًا نستعرض حصيلة المدير الفني البرتغالي لويس كاسترو مع النصر، لكنه أنقذ روحه ولو "بشكل مؤقت"، فلا يزال مهددًا بالرحيل في أي لحظة تعثر قادمة.
ورغم إفلاته الليلة من الهزيمة ومن مقصلة الإقالة إلا أنه لم يتمكن من الخلاص من سؤال "ماذا تفعل على أرض الملعب؟!"..
تعرية الدفاع والوسط بغرابة!
كاسترو في لقاء الليلة دفع في الهجوم بالرباعي البرتغالي كريستيانو رونالدو، البرازيلي أندرسون تاليسكا، السنغالي ساديو ماني والسعودي عبدالرحمن غريب.
هنا (نصف يضحك والآخر يبكي .. كريستيانو رونالدو "انقلب حاله" أمام الفيحاء!) استعرضنا ما قدمه صاروخ ماديرا في المباراة بشكل مفصل على المستوى الفردي.
لكن دعونا ننظر نظرة جماعية لطريقة لعب المدرب البرتغالي، فاللعب بهذا الرباعي الهجومي، قام بـ"تعرية" خط وسطه ودفاعه أمام البرتقالي، الذي مثل بالفعل ضغطًا كبيرًا على العالمي وتمكن من مجاراته وتهديده في أكثر من فرصة، لولا تألق الحارس البرازيلي بينتو، بجانب إجادة لاعب الوسط مارسيلو بروزوفيتش استخلاص الكرة ببراعة رفقة زميله أوتافيو.
تلك التعرية أغرب ما يمكن لكاسترو أن يفعل في وقت يعلم تمامًا به أن الدفاع كارثة نصراوية، لم يتمكن من الخلاص منها منذ الموسم الماضي.
وظهرت تلك الكارثة جلية في هدف الفيحاء الوحيد؛ إن غضضنا الطرف عن خطأ سلطان الغنام وتسليمه الكرة للاعبي البرتقالي، فلم يفلح الدفاع في التمركز بشكل جيد خلال هجمة المنافس ولم يفعل حتى في المراقبة، حتى سكنت الكرة شباكهم بغرابة في هدف لا يحاسب عليه الحارس بينتو نهائيًا!
هجوم قوي اسمًا .. لكن التخبط حاضر فعلًا!
لكن حتى ولو أحرز الفريق رباعية، هذا لا ينفي حقيقة "التخبط والتشتت" بين الرباعي (الدون، تاليسكا، ماني وغريب)..
إن بدأنا بعبدالرحمن غريب، فحدث ولا حرج عن الكرات المفقودة، إذ فقد الكرة 12 مرة، ولم ينجح إلا في مراوغة واحدة من أصل أربع محاولات، وحتى في الثنائيات فنجح بنسبة 50% فقط!
والمثير أنه صنع خمس فرص للثلاثي الآخر، لكنها لم تستغل في هز الشباك، فبقدر ما سجلوا رباعية، بقدر ما أهدروا الكثير.
بالانتقال إلى ساديو ماني، فهو محل عديد علامات الاستفهام؛ إن كنا نلومه في الموسم الماضي، فربما لن نتمكن من فعل ذلك الموسم الجاري بعد الأنباء التي تتحدث عن تفاوض النصر لرحيله للاتحاد "دون علمه" .. لاعب عالمي يأتي من أوروبا للسعودية ليتفاجأ بعد موسم وحيد أن النادي يخطط لرحيله ويتفاوض بالفعل دون أن يمنحه أي خبر!؛ إذًا ماذا تنتظرون منه؟!
ماني في لقاء الليلة أهدر فرصة لم يكن ليهدرها عندما يكون في مستواه الطبيعي، بل هي ليست فرصة، إنما انفراد صريح بحارس البرتقالي، لكنه في الأخير سدد الكرة في جسده مهدرًا مشوار قطعه من وسط الملعب!
هذا بخلاف أن السنغالي فقد الكرة 15 مرة، فيما سدد تسديدتين، منها واحدة فقط على المرمى، لكنه صنع هدفًا وخلق فرصة أخرى.
أخيرًا مع تاليسكا، فهو لم يقدم أي شيء حقيقي الليلة باستثناء الهدفين الذي أحرزهما، وهذا هو ما يجيده البرازيلي تمامًا، والذي يجعل مهمة الاستغناء عنه "ضرب من الجنون"..
تاليسكا عندما لا يكون في حالته، يجيد الوصول لمرمى الخصم، ويجيد استغلال أنصاف الفرص لوضع بصمته، وهذا هو الأهم.
لن تجده يقدم الأداء المنتظر منه، لكنه الليلة على سبيل المثال، سدد أربع تسديدات، جميعها على المرمى.
التقارير تتحدث عن احتمالية رحيل تاليسكا وماني عن النصر خلال الصيف الجاري، وإن كان الوضع كذلك، فمهمة مسؤوليه صعبة حقًا..
ربما رحيل ماني ليس بصعوبة رحيل تاليسكا، فهذا الرجل هو من يجيد حتى في وقت تراجعه، لكن المشكلة تظهر عند توظيفه خلف رونالدو وليس على الطرف، وهذه في يد المدرب.
أما ماني فقد يكون من الأفضل للنصر وله أن يرحل غير مأسوفًا عليه، ليبحث عن نفسه من جديد في أي فريق آخر.