يتطلع الجميع للظهور الأول للمدرب الفرنسي لوران بلان في دوري روشن، رفقة نادي الاتحاد الذي يستعد لموسم جديد 2024-25، وسط تساؤلات، هل ستشبه شخصيته للمدرب البرتغالي جورج جيسوس مدرب الهلال، أم لويس كاسترو المدير الفني لنادي النصر؟
وأصبح الكل يشهد الفارق الواضح في شخصية جيسوس وكاسترو مع لاعبيهم، وهذا الذي شكّل الفارق في نتائج الهلال والنصر تحت قيادة الثنائي البرتغالي، وهناك ترقب حول معرفة شخصية لوران بلان؛ هل سيكون مثل جيسوس أم كاسترو؟
وتتمنى الجماهير الاتحادية أن ينجح بلان في إعادة بناء الفريق من جديد، بعد عمليات الإحلال والتجديد التي حدثت به مؤخرًا، وأيضًا قيادة العميد للعودة إلى منصات التتويج التي غاب عنها الموسم الماضي.
لوران بلان والقدرة على البناء
من المعروف عن لوران بأنه أحد المدربين المميزين في بناء فرق قوية، حيث أثبت ذلك عدة مرات، أبرزها كان مع فريق بوردو الذي قاده لتحقيق الإنجازات.
نجح بلان مع بوردو حيث قاده في موسمه الأول لاحتلال المركز الثاني في ترتيب الدوري الفرنسي بفارق نقطتين فقط عن ليون صاحب الصدارة، وفي الموسم التالي حقق الثلاثية المحلية "كأس الأبطال، كأس الدوري الفرنسي، بطولة الدوري"، كما أنه وصل بالفريق إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وفي تجربة لوران بلان مع بوردو في بناء جيل مُميز، كان أبرزهم المغربي مروان الشماخ، والفرنسي يوهان جوركوف، والثنائي البرازيلي ويندل وفرناندو.
فريق الاتحاد يحتاج إلى مدرب يستطيع بناء جيل قادر على المنافسة بجميع البطولات، ولذلك سيكون هو الشخص الأنسب في هذا الجزء المهم، خاصة في ظل المرحلة التي يمر بها النمور حاليًا.
ويُشبه بلان في هذا الملف جورج جيسوس مدرب الهلال، الذي استطاع أن يخلق توليفة رائعة من الصعب التغلب عليها، ولكن لويس كاسترو لم يكن بنفس قدرة مدرب الزعيم.
لوران بلان .. شخصية قيادية
لعل أكثر الأسباب التي جعلت الاتحاد يستغني عن المدرب البرتغالي نونو سانتو وبعده الأرجنتيني مارسيلو جاياردو، هو عدم قدرتهم على التعامل مع النجوم الكبار المتواجدين في صفوف العميد.
ولكن سبق للوران وأن تعامل مع نجوم كبار واستطاع السيطرة عليهم، مثل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، والإنجليزي ديفيد بيكهام وإيدنسون كافاني وتياجو سيلفا وغيرهم من النجوم.
لن يجد بلان صعوبة في التعامل مع كريم بنزيما خاصة وأنه يتحدث بنفس لغته، وطالما سيتمكن من التفاهم مع النجم الأول للفريق وقائده، سينجح في باقي الأمور القيادية.
شخصية لوران لن تسمح لبنزيما أو أي لاعب التدخل في شؤون الفريق، ورأينا ذلك في أول مشكلة واجهته، بعد أزمة مباراة الاتحاد ضد فارينزي خلال معسكر البرتغال، حينما أبعد الثنائي طلال حاجي وفرحة الشمراني من الفريق، وحولهما إلى فريق الشباب بسبب المشكلة الانضباطية.
شخصية بلان الحازمة مع لاعبيه تُشبه إلى حد كبير شخصية البرتغالي جورج جيسوس، الذي لم يسمح لأي لاعب بتخطي حدوده، وعكس شخصية كاسترو الذي دائمًا ينصاع لما يُريده مواطنه كريستيانو رونالدو.
نقطة ضعف قاتلة قد تعرقل لوران بلان!
ولكن على الجانب الآخر هناك نقاط ضعف في شخصية لوران بلان، أبرزها نقطتين الأولى فنية والأخرى بعيدة عن الملعب وهي التي قد تكون قاتلة وتعرقله!
نقطة الضعف الفنية أن لوران بلان اعتاد أن يمنح لاعبيه طريقة تكتيكية معينة لتنفيذها في المباريات، ولكن حينما يأتي الوقت لضرورة تغييرها لم يستطع، وهو الأمر الذي يُسمى "التصلب التكتيكي".
وأما عن نقطة الضعف الثانية "القاتلة"، فتتمثل في أنه يتأثر بقوة من الضغط الإعلامي، ولا يستطيع العمل في حالة وجود ضغط إعلامي عليه، وهو ما يؤثر على قراراته.
ومن المعروف أن المنصات الإعلامية في المملكة دائمًا ما يكون ضغطها قوي جدًا من الصعب تحمله، ولذلك قد تعرقل تلك النقطة مسيرة بلان مع الاتحاد.
وعلى الجانب الآخر تجد جيسوس الذي تعرض لأقوى الاختبارات والضغوطات الإعلامي ظل صامدًا خاصة في بداية مشواره مع الفريق، ليُصبح أفضل مدربي دوري روشن.
كما أن لويس كاسترو مدرب النصر تعرض لضغوط كبيرة من أجل رحيله من جانب الإعلاميين المنتمين للنصر، ولكنه تصدى لها، ورغم استمرار تلك الانتقادات إلا أنه مازال مستمرًا حتى الآن في منصبه.