بقلم | محمود ماهر- تابعه على فيسبوك
استيقظ موناكو من حلمه الجميل على كابوس صادم في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بالخسارة بهدفين دون رد على ملعب لويس الثاني أمام يوفنتوس، يوم الاربعاء الثالث من مايو الجاري، ليضع قدمًا خارج البطولة بعد أن كان مرشحًا لبلوغ النهائي مثله مثل الفرق الأخرى المتأهلة لهذه المرحلة المتقدمة.
موناكو سبق له التأهل إلى النهائي عام 2004، تحت قيادة مدرب منتخب فرنسا الحالي «ديديه ديشان»، عندما هزم ديبورتيفو لاكرونيا وريال مدريد وتشيلسي في الطريق نحو مواجهة بورتو على ملعب جيلسنكرشن في مدينة شالكه الألمانية، وأراد تكرارها هذا الموسم مع المدرب البرتغالي «جارديم» ونخبة من ألمع اللاعبين الشبان في أوروبا هذا العام، في مقدمتهم الفرنسي الخطير «مبابي» وصانع الألعاب الرائع «ليمار».
لكن يوفنتوس وضع حدًا لمسيرة لموناكو، باسقاطه بثنائية جونزالو هيجوايين على ملعب لويس الثاني، وحرمه من التسجيل للمرة الثانية فقط في البطولة هذا الموسم، إذ نجح الفريق في هز شباك كله خصومه “فياريال وتوتنهام وسيسكا موسكو وباير ليفركوزن ومانشستر سيتي ودورتموند”، وكانت المرة الوحيدة التي يفشل فيها أمام ليفركوزن في ألمانيا بختام دور المجموعات يوم 7 ديسمبر 2016.
موناكو هو صاحب أقوى خط هجوم في الدوريات الخمس الأولى هذا الموسم بـرصيد 95 هدفًا بعد مرور 35 جولة من الليج آ، لكن هجومه وقف عاجزًا عن هز شباك الحارس العملاق «جيانلويجي بوفون» على مدار 90 دقيقة، لدرجة أشعرت كل من “مبابي وفالكاو” بأن التسجيل في مرماه بات كحلم الصعود إلى كوكب أبعد من المريخ.
Gettyالمشكلة التي يعيشها موناكو هذا الموسم، هي نفس مشكلة برشلونة، في كل مرة كان يواجه صعوبات دفاعية على الطرفين أو في العمق، كان هجومه يتكفل بحل الأزمة وانقاذه من الخسارة أو بتخفيف عبء الضغط على الدفاع بالاحتفاظ بالكرة وتدويرها بين الأقدام لأطول وقت ممكن.
ومن المصادفة تمكن يوفنتوس من فضح أمر برشلونة ونسخته الفرنسية «موناكو» باستغلال الثغرات الدفاعية على أكمل وجه والحفاظ على النتيجة بفضل المدافعين وحارس المرمى.
نظرة ذلك الشاب الذي لم يكمل عامه الـ 19. وبوفون ينقض على الكرة من بين قدميه ليحتضنها ويتركه ليتحسر بعدها، كانت من أطرف اللقطات المُعبرة في البطولة عن قيمة وعظمة العنكبوت الإيطالي الذي وصل لعامه الـ 40 ولا يزال يحتفظ بمستواه الفني والبدني والذهني.
حين تشاهد اللقطة في المرة الأولى..ستشعر وكأن مبابي أصيب بـ “الخضة” من ثقة وشراسة بوفون..وحين تُعيد ما بعد الخضة وانتظار بوفون لخروج مبابي من المنطقة بعد امساكه بالكرة، ستتذكر على الفور مقولة الفنان الراحل خالد صالح لأحمد السقا في فيلم “تيتو” عندما كان يتصدى له بشخصية الضابط المتجبر الفاسد لذلك القاتل المأجور بعبارة “أنا بابا يالا” كي يضعه في وضعه الطبيعي..
أنا بابا يالا!
Getty
| للتواصل مع (محمود ماهر) عبر تويتر @MahmudMaher |
