Messi Haaland Ronaldo GFXGetty/GOAL

لغة الأرقام لا تحكم كرة القدم .. هالاند لن يصبح الأفضل في التاريخ أبدًا!

لو كانت الأرقام هي كل شيء ففي كرة القدم لشاهدنا المباريات عبر مواقع الإحصاء!

بداية مرعبة للنرويجي إرلينج هالاند مع مانشستر سيتي وفرصة ذهبية لتحقيق سجل تاريخي في البريمييرليج وكسر رقم محمد صلاح في موسم 2017-2018 بسهولة.

أهداف كثيرة ومتعددة ومتنوعة للاعب لم يصل بعد لعامه الـ22، ويبدو من طريقته وتصريحاته أنّه لا يهتم بأي شيء سوى بكرة القدم وتسجيل الأهداف، وهو ما يوحي بمستقبل مرعب قد يكسر فيه هالاند أرقام الكبيرين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو!

هذه الأمور دفعت البعض لانتظار الكثير من هالاند في المستقبل وتوقعات بتحطيم كل الأرقام القياسية الممكنة، وهذا ما دفع البعض الآخر للقلق من أن يعتبر الجيل الجديد لاعبًا لا يجيد شيئًا قدر إجادته للتسجيل مرجعًا للأفضل في العالم في عالم ما بعد ميسي ورونالدو!

لكن الحقيقة أنّ الأمر ليس كذلك، لأن كرة القدم لا تتابع عبر مواقع الإحصاء، ولكن لقطات رونالدينيو الساحرة التي أسست جيلًا كاملًا من عشاق اللعبة لن تتوقف أبدًا.

الأرقام الأرقام الأرقام

لو نظرنا إلى ما يقدمه هالاند في الميدان سنجد أنّه لاعبًا سفاحًا على مستوى التسجيل، قادر على التحرك في المنطقة العمياء خلف الدفاع وإيجاد الموقع المناسب للتمركز ووضع الكرة في الشباك.

ربما يبدو الهدف سهلًا لأنه عادة يحتاج إلى لمسة واحدة فقط لوضعه في الشباك، ولكن القدرة على التمركز وخلق المكان الأنسب له أمر يحسب له دون شك.

كريستيانو رونالدو نفسه – وتحديدًا بعد تجاوز الثلاثين – لم يكن يمتلك شيئًا مميزًا بقدر قدرته على إيجاد المكان الأنسب له لوضع الكرة في الشباك والظهور دائمًا في كل مباراة بقدرة مذهلة على التسجيل.

كل هذه أمور تحسب لهالاند، وتجعله أحد أفضل المهاجمين على الإطلاق، وهذا الأمر ينطبق على كثير من اللاعبين المبهرين في التسجيل عبر التاريخ أهمهم جيرد مولر الذي سيطر على الكثير من الأرقام الفردية التهديفية حتى حطمها ليونيل ميسي وكذلك روبرت ليفاندوفسكي.

ورغم انبهارنا بالأرقام، لكن موقف هالاند بين باقي اللاعبين لن يجعله يومًا يُوضع في مكانة الأفضل في التاريخ، والسبب بسيط كرة القدم ليست أهدافًا فقط.

الأفضل في التاريخ

Messi Maradona Four Four TwoFour Four Two

في تقرير نشرته مجلة FourFourTwo البريطانية، اختارت أفضل 100 لاعب في تاريخ المستديرة.

ميسي جاء أولًا يليه مارادونا ثم كريستيانو رونالدو، واحتل الظاهرة رونالدو ويوهان كرويف وغيرهم ترتيبًا متقدمًا.

لو نظرنا إلى هؤلاء اللاعبين لن تجد لكثير منهم مكانًا بين الهدافين التاريخيين أو أصحاب الأرقام القياسية في التسجيل، وبالأخص مارادونا الذي يعتبره آخرون أفضل من أنجبت كرة القدم.

مارادونا لم يسجل العديد من الأهداف، ولم يكن حتى هداف كأس العالم 1986 ولكن بصماته كانت واضحة دائمًا، لمسته الأولى والثانية والثالثة، مراوغاته المبهرة وقدرته على تمرير الكرة في مساحات لا يتوقعها أحد غيره.

يوهان كرويف لم يكن هدافًا أيضًا، لكنه امتلك رؤية رائعة ومهارة مذهلة وقدرة على فهم اللعبة ربما أفضل من باقي لاعبي جيله، ولذلك امتد تأثيره لما بعد الاعتزال وحتى لما بعد التوقف عن التدريب.

مارادونا وكرويف تحديدًا كانا في جيل جيرد مولر، ومع ذلك لم يصل الأخير لذات شهرة الثنائي الأول، والسبب بسيط أنّ الجميع يود الاستمتاع بكرة القدم أكثر من مجرد مشاهدة الكرة في الشباك.

ولذلك ينبهر الكثيرون بمستوى بيدري أو قدرة جافي على الضغط، أو مراوغات فينيسيوس جونيور أو فنيات بنزيما خارج الملعب أو تمريرات لوكا مودريتش.

من قبلهم أيضًا وجد إنييستا وتشافي مكانًا بين الكبار، روبن وريبيري، شنايدر وفان بيرسي، رونالدينيو ونيمار والقائمة تطول.

تظل اللمسة المميزة ممتعة للجميع، تظل التمريرة غير العادية مؤثرة، تظل المراوغة لها وقع السحر في عيون المتابعين.

ربما في المستقبل يصبح هالاند أفضل لاعب في التاريخ لهؤلاء الذين قرروا عدم مشاهدة المباريات والاكتفاء فقط بالأرقام، ولكن لا يزال الأغلبية يحبون مشاهدة اللعبة ومعرفة أدق تفاصيلها ولذلك لا يوجد ما يدعوا للقلق بشأن المستقبل ومدى قدرة تقييم الجمهور للاعبين!

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0