Cristiano Ronaldo flees Man United shipPressbox/Getty

لا تندهشوا إن رحل رونالدو عن مانشستر يونايتد، فهو الهارب من السفن الغارقة!

ربما يكون الأفضل في التاريخ، ربما يكون أعظم من أنجبت كرة القدم، ربما يستحق أكثر بكثير من جوائز فردية وإنجازات تتجاوز ما فعله.

ربما يمتلك عقلية انتصارية لا يعادلها أحد، ربما هو النجم القادر على الظهور في الوقت الصعب لحل التعقيد وتسجيل الهدف القاتل الذي يحول الهزيمة لانتصار.

تستطيع وصف كريستيانو رونالدو بما يحلو لك، فهو الأسطورة والهداف والقناص والعبقري والأفضل والأعظم وكل ما ترغب في قوله، ولكن أثناء حديثك عن صاحب القميص رقم 7 لا تنسى أن تذكر أهم صفاته، الهروب من السفن الغارقة!

الموضوع يُستكمل بالأسفل

مستقبل رونالدو ضبابيًا في مانشستر يونايتد، قد يرحل في الصيف بعد فشل الفريق في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، وذلك بالطبع لأن الدوري الأوروبي – أو ربما دوري المؤتمرات – لا يليق بحامل الكرات الذهبية الخمس، أو ربما لأن الأمر ليس جديدًا بل هو عادة صاروخ ماديرا!

نحو المزيد من التبرير

لا ندعي من قريب أو من بعيد أنّ رونالدو لاعب عادي أو بسيط أو لا يستحق أن يصنف بين الأفضل في العالم والتاريخ، فيكفي أنّه الأكثر تسجيلًا في تاريخ كرة القدم والأفضل دوليًا، ويكفي تأثيره البارز في العديد من البطولات التي حققها مع الفرق أو المنتخب.

ولكن رونالدو له أسلوب مختلف في الحكم على الأمور، هو ومعه قاعدة جماهيرية بارزة، فالصواب هو ما يفعله كريستيانو دائمًا، وبالتالي من الطبيعي أن تجد تبريرًا لكل ما يفعله.

فهو بنفسه من اعترف أنّ الفوز بالحذاء الذهبي أهم من الكرة الذهبية لأنّ الأول يكون اعتمادًا على عدد الأهداف وليس بالتصويت، ليخسر بعدها كل حذاء ذهبي لصالح لويس سواريز ثم ليونيل ميسي 3 مرات على التوالي.

فعاد وقال إنّ الكرة الذهبية هي المقياس للحكم على الأفضل وذلك حينما عادل ميسي في عدد الكرات، ليأتي البرغوث ويحقق الخامسة والسادسة.

وحينما جاء توقيت رحيله عن ريال مدريد، اعتبر البعض أنّ مغادرته شجاعة والذهاب ليوفنتوس هو تحد حقيقي، رغم أنّه رحل حينما وجد النادي الملكي في معاناة محلية ووصول صعب وبسيناريوهات قد لا تتكرر مستقبلًا إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا.

رونالدو حتى عبّر عن اقتناعه بأن سفينة ريال مدريد غارقة حينما قال في منتصف موسم 2017-2018 إنّه لو لعب الفريق كله بنفس مستواه لما وصل به الحال لخسارة الدوري مبكرًا.

رهان يوفنتوس الخاسر

RONALDO JUVENTUS OPTAAS

الرحيل ليوفنتوس كان القرار الأنسب بالنسبة له، فهو قادر على حصد لقب الدوري ليتبجح بفوزه بهذه البطولة في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، والأهم أنّ الفريق اعتاد المنافسة بقوة في دوري أبطال أوروبا.

لكن الرهان لم يكن الأفضل، فصحيح حقق الدوري مرتين على التوالي، لكن خسر دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي على يد أياكس ثم مرتين من ثمن النهائي أمام ليون وبورتو.

الموقف في يوفنتوس صار صعبًا حتى على المستوى المحلي، ليصبح هدف البيانكونيري في آخر مواسم صاروخ ماديرا هو التأهل لدوري أبطال أوروبا، ولولا إخفاق نابولي أمام فيرونا والتعادل لما وصلت السيدة العجوز إلى التشامبيونزليج.

ماذا فعل رونالدو حينما وجد سفينة يوفنتوس تغرق؟ قرر الرحيل فورًا

الكل أو لا شيء

العودة إلى مانشستر يونايتد تبدو مغرية، فاللاعب بالفعل أسطورة في مسرح الأحلام، كما أنّ – على الورق – يمتلك هذا الفريق المقومات للمنافسة محليًا وأوروبيًا.

كذلك مانشستر يونايتد عكس يوفنتوس، فهو لم يتذوق طعم البطولات منذ سنوات ولم يحقق الدوري الإنجليزي منذ 2013 أي أنّ الفوز بالبريميرليج فقط يكفي ليضع صاروخ ماديرا نفسه في أفضل مكانة ممكنة.

إن نجح في مانشستر يونايتد فسوف يصبح البطل العائد من بعيد لينقذ فريقه السابق الذي اكتشفه حينما كان موهبة صغيرة السن وصبر عليه وصنع منه أسطورة.

وإن فشل، فلن يكون الأمر جديدًا على مانشستر يونايتد الذي يعاني في السنوات الأخيرة.

لكن بالنسبة لرونالدو، فالفشل يعني أنّ المرحلة الحالية يجب أن تنتهي، ولذلك بدأت الأخبار تؤكد رغبته في الرحيل.

ربما ينضم رونالدو إلى باريس سان جيرمان، وربما يقرر البقاء، ولكن إن تحقق السيناريو الأول فسيبدأ الجميع في الحديث عن اختيارات صاروخ ماديرا الرائعة للعب بجوار ميسي قبل الاعتزال والعين على دوري أبطال أوروبا.

وإن استمر، فسيصبح البطل المغوار الذي يضحي بالغياب عن دوري أبطال أوروبا من أجل فريق طفولته.

في كل الأحوال، سيجد رونالدو لنفسه مخرجًا ليفعل ما يحلو عليه، وفي كل الأحوال لن يهتم أحد بأنّه لا يبحث سوى عن الهروب من تحمل مسئولية غرق السفينة!

اقرأ أيضًا:
عودة إلى البساطة .. أندية أوروبا تكشف قمصانها لموسم 2022-23
"عملاق بسبب طموحه".. تين هاج يكشف عن خططه بشأن رونالدو!
يسعى لخطف الدوسري من الهلال؟ .. تركي آل الشيخ يوضح الحقيقة

إعلان