GOAL ONLY Yamal GFXGoal AR

لامين يامال .. ولماذا لا يكون خليفة مارادونا وليس ميسي؟!

يعيش جمهور كرة القدم وحتى الخبراء ونجوم اللعبة على المقارنات، هذا اللاعب أفضل من ذاك، فلان تفوق على الآخر، اللاعب "أ" هو خليفة اللاعب "ب"، والحالة الأخيرة بالتحديد هي تيمة لا تنتهي، ولعبة "الخلفاء" مثل السلسلة التي لا تنتهي حلقاتها، يعتزل لاعب ويُخلد، ومع أول لاعب يحمل رقمه أو يتألق بألوان فريقه يصبح "خليفته".

وجد لامين يامال نفسه في هذا الموقف، المقارنة مفهومة ومنطقية بعض الشيء أيضًا، لاعب شاب في برشلونة بزغ نجمه في سن صغيرة وأصبح نجم النادي الأول، ناد في حالة بحث عن "الخليفة" المنتظر لأسطورته ليونيل ميسي ليس منذ مغادرة الأخير إلى باريس سان جيرمان، ولكن حتى أثناء وجوده، وبويان وجيوفاني وهاليلوفيتش وتشافي سيمونز يشهدون!

مقارنة يامال بميسي "كرويًا" جائزة بسبب البزوغ المبكر للموهبة وحمل العبء في سن صغيرة لفريق بحجم برشلونة، والإمكانيات الفنية التي تمتع بها اللاعبين وميزتهم بشكل فارق عن البقية، ولكن هنا نحن لا نتحدث عن مقارنة كروية فقط، ولكن عن مقارنة تخص "الأفضل في العالم"، بل والأفضل في تاريخ اللعبة، وهنا تدخل عوامل عدة في الأمر وليس فقط ما يحدث في أرض الميدان.

"يامال يسير في طريق نيمار وليس ميسي"، جملة قيلت كثيرًا في الشهور الماضية، وبالتحديد منذ الصيف الفائت وخروج مغامرات النجم الإسباني الشاب للنور، عطلة في إيطاليا مع حسناء تكبره في العمر بأكثر من 10 سنوات خرجت لتكشف أن اللاعب كان بالفعل برفقة أخرى قبل وصولها، ثم حفل عيد ميلاد مثير للجدل بحضور عديد الفتيات وشخصيات جذبت الصحافة و"تيمة" العصابات، وكل ذلك باستعراض صريح من قبل اللاعب وحاشيته على وسائل التواصل.

هل توقف يامال؟ لا، المزيد من الجدل بصداقته القصيرة مع المغنية الأرجنتينية الشهيرة نيكي نيكول في فترة دامت شهرين أو حتى أقل ولكن كانت حديث العالم أجمع واتهم جمهور برشلونة فيها المغنية الشابة بأنها وراء تراجع مستوى نجمهم، وحتى إصابته في منطقة العانة، واحتفلوا وابتهجوا عندما قرر الثنائي الانفصال.

فصول حياة يامال المثيرة لم يتوقف عنده، بل بلغ عائلته، والده منير نصراوي بنشاطه الساخن على وسائل التواصل، واشتباكه وجداله مع الجماهير، وحتى والدته دخلت دائرة الضوء بالحديث عن استغلال اسمها في الترويج لحفل عشاء، وبقية أفراد العائلة كان لهم نصيب من "الأكشن" مؤخرًا في مشاركة يامال في دوري الملوك، فبعد أن أغضب ريال مدريد بتصريحاته قبل الكلاسيكو، دخل هو وحاشيته ومنهم ابن عمته بحسب التقارير، في اشتباكات عقب الجولة الأخيرة من المسابقة في فرعها الإسباني.

كل ما سبق لا يمكن مقارنته مع ميسي ويبرر أن يقول البعض إن يامال يسلك طريق نيمار، ميسي هاديء منضبط خارج الملعب ورب أسرة مثالي لم يعرف إلا زوجته أنتونيلا طوال حياته، ولم يسبق له أن كان سببًا لأي شائعات خارج الملعب، وهذا جزء من عظمة الأرجنتيني وسبب من أسباب استمراريته حتى الآن في الملاعب بنفس الجودة والكفاءة.

ولكن إذا كان ميسي صنع أسطورته بأكملها داخل الميدان، فهو "خليفة" من كان جزء من عظمته وهالته ما حدث خارجه، وخارجه كان أبعد ما يكون عن الصورة التي صنعها ميسي المثالية والاحترافية، وهنا نحن نتحدث عن الأسطورة الأرجنتينية الآخر دييجو أرماندو مارادونا.

لماذا كان مارادونا عظيمًا، وبرأيي الشخصي ويتشاطره الكثيرون أفضل من ميسي وبيليه وكل هؤلاء في فئة العظماء، لأن دييجو حياته خارج الميدان كانت لا تصلح أن ينتج عنها تلك "العظمة" داخله، لاعب باعترافه الشخصي يسهر 6 أيام في الأسبوع ويتعاطى الكوكايين وأنواع أخرى من المخدرات والكحول ويواعد النساء ويخون زوجته ويختلط بالمافيا ويجوب شوارع نابولي وملاهيها الليلية الواحد تلو الآخر، ثم يأتي نهار الأحد فيتحول إلى أفضل لاعب في العالم ويقضي على خصومه وكأنه كان شيئًا لم يكن مما سبق!

لا نقول إن تلك الأفعال صحيحة، نحن فقط نناقش "معجزة" جمع كل تلك الأفعال الخاطئة معًا، وفي نفس الوقت تبقى أفضل لاعب في العالم، تلك المعادلة التي قضت على نيمار وأدريانه والعديد من الأساطير، ونجح فيها مارادونا، أو على الأقل حتى قرب نهاية مشواره، وإن دفع ثمنها انهياره في نهايته، ووفاته الحزينة والمبكرة.

مرة أخرى، لا نقول إن يامال يجب أن يكرر ما فعله مارادونا، أو أنه يسير في الطريق الصحيح، فقط أطرح سؤالًا، ماذا لو كان يامال قادر على تكرار "معجزة" دييجو؟ وقتها لن يكون السؤال، هل هو خليفة نيمار أم ميسي، بل هل هو خليفة ميسي أم مارادونا، وقد يأتي "الخليفة" الحقيقي للفتى الذهبي الأرجنتيني المثير للجدل، وليس مواطنه حسن الخلق الطيب الذي يشبهه فقط على العشب الأخضر!

إعلان