تناقلت وسائل الإعلام في الأيام الماضية خبراً حزيناً بأن ماريو بالوتيلي يتدرب مع أحد فرق دوري الدرجة الرابعة بإيطاليا بعد انتهاء عقده مع آخر أنديته بريشيا وفشله في العثور على من يضمه الميركاتو الماضي.
عدم انضمام من كان يلقب "سوبر ماريو" إلى أي فريق هي الحلقة الأحدث في مشوار اللاعب الذي كان يتنبأ له الجميع مع انطلاق مشواره بأن يكون أحد أبرز نجوم اللعبة، ولكن تصرفاته خارج الملعب وعقليته غير الاحترافية رغم تولي الداهية مينو رايولا إدارة أعماله أودت بمشواره إلى الهاوية.
Getty Imagesمويس كين كان يبدو أنه في طريقه لسلك نفس المسلك مثل مواطنه، فبعد التجربة الفاشلة في إيفرتون، وعدم نجاح حتى مواطنه كارلو أنشيلوتي في إعادة إطلاق مسيرته مع "التوفيز"، ظن الكثيرون أنه سيكون بالوتيلي جديد.
التشابه الكبير في خلفية اللاعبين من حيث كونهما مهاجرين تكونا في بيئة صعبة بإيطاليا، وتعرضا للجوانب السلبية من كونهما إيطاليين من أصحاب البشرة السمراء من عنصرية وتفرقة، بالإضافة لعدم الالتزام خارج الملعب رغم الإمكانيات الهائلة داخله، كانت كلها أمور جلبت المقارنات السلبية بين النجمين.
اقرأ أيضاً .. كالينيتش .. نجم الشباك الذي حفر قبره بيديه
ولكن انتقال كين في اللحظات الأخيرة من ميركاتو الصيف كان له مفعول السحر، البعض ظن أن الإيطالي الصغير سيكون مجرد معوض لرحيل إريك تشوبو موتينج وسيشغل دور المهاجم الاحتياطي في وجود الثلاثي كيليان مبابي، نيمار، وماورو إيكاردي.
Gettyسبعة مباريات، خمسة أهداف وتمريرة حاسمة، حصيلة أكثر من ممتازة للاعب انضم في الوقت الضائع من سوق الانتقالات، ولكنه كان بمثابة المنقذ لمدربه توماس توخيل رغم تصريحات الأخير بأنه لا يجب توقع الكثير من كين القادم على سبيل الإعارة لا غير.
رد المهاجم الشاب جاء قوياً في أرض الملعب، ليعيد إحياء نفسه بعد التجربة الإنجليزية غير الموفقة، ويصدر مقارناته مع بالوتيلي للاعب آخر في صفوف بي إس جي ومنافسه على مركز رأس الحربة، ماورو إيكاردي.
Gettyمنذ إتمام الأرجنتيني انتقاله نهائياً من صفوف إنتر إلى أمراء العاصمة الفرنسية ولم يلعب إلا أربع مباريات بمجموع 348 دقيقة وسجل فقط هدفين كانا في مباراة واحدة، وغاب عن بقية اللقاءات المحلية والأوروبية أولاً بداعي الإصابة بفيروس كورونا بعد احتفالاته الصاخبة رفقة واندا وبقية لاعبي بي إس جي، ثم بسبب الإصابة.
ورغم البداية التهديفية القوية لمشواره في باريس، ولكن نهاية الموسم كانت كارثية لإيكاردي، اللاعب خرج من الحسابات في المنعطف الأهم عندما كسر النادي أخيراً نحسه مع الأدوار الإقصائية لدوري الأبطال، وبعد عرضه الهزيل أمام أتالانتا، فضل توخيل الاعتماد على ثلاثية مبابي، نيمار، وأنخيل دي ماريا، وحتى كبديل وثق في تشوبو موتينج عن إيكاردي، والسبب لم يكن خافياً في ظل الحالة البدنية الهزيلة والجلية للعيان منذ العودة بعد التوقف الطويل.
وليس خافياً على أحد تصرفات اللاعب خارج الميدان، وزوجته ووكيلته واندا نارا لا تفوت فرصة في نقل كل تفصيلة عن حياة زوجها وكأنه نجم لأحد برامج تليفزيون الواقع وليس رياضياً محترفاً، لتصبح حياة الثنائي خارج الميدان هي الحدث الأبرز والأهم مقارنة بما يقدم في الميدان.
Gettyرسمياً الآن إيكاردي يفترض أنه لا يشارك بسبب الإصابة، ولكن ماضيه في التمارض مع إنتر وتصريحات مدربه المشككة في حالته البدنية وملائمته لخططه تلقي بظلالها، ولكن الأكيد أن عند عودته سيجد مكانه ليس خالياً في ظل تألق كين وتأقلمه السريع.
الحياة تعطيك دروساً لتتعلم وتنهض وتواصل، وفي حالة كين يبدو أنه تعلم الكثير في إنجلترا وقرر النضوج واستغلال فرصته في فرنسا، بينما يبدو أن إيكاردي يرى في واندا فرصته الوحيدة، دون أن يدرك أنه رويداً رويداً بدأ ينحدر في نفس المنعطف الذي لا رجعة منه، والذي سلكه قبله الكثيرون ولم يعودوا، وآخرهم بالوتيلي.


