قبل أيام أعلن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم أن الحارس لن يكون من حقه تشتيت اللاعب المسدد أثناء تنفيذ الركلة سواء عن تأخير تنفيذها أو لمس القائمة أو العارضة أو الشباك.
التعديلات التي تم إعلانها جاءت بعد أسابيع قليلة للغاية من فوز الأرجنتين بكأس العالم بفضل الحرب النفسية التي نفذها الحارس إيميليانو مارتينيز.
لذلك كان من الصعب للغاية ألا يتم ربط تلك التعديلات بما قام به الحارس الشهير في ربع نهائي ونهائي كأس العالم بالتحديد أمام هولندا وفرنسا.
قوانين مجحفة تقتل المتعة!
القوانين الجديدة التي تقضي بوقوف الحارس على الخط دون تحريك ساكنًا قد يراها البعض مجحفة للغاية فهي تجعل الحراس لا حول لهم ولا قوة.
كيف لحارس مرمى أن يقف دون أن يحرك ساكنًا ولا يتحرك نحو الخصم قبل تسديد الكرة ولا يشير له على تلك الزاوية أو ذلك الجانب من المرمى؟
لماذا نقتل المتعة التي تصاحب كل احتفال من لاعب تعرض للضغط من قبل الحارس قبل التسديد وعند التسجيل خرج من أجل التبجح في وجهه؟
لماذا نقتل المتعة في احتفال حارس مرمى بتصديه لكرة استحق عليها الثناء حتى ولو كان ذلك الاحتفال مبالغًا فيه واستمر حتى ركلة الترجيح التالية؟
انتقاد مايك مينيان
خير دليل على أن تلك القوانين مجحفة ولا تنال احترام حراس المرمى هو انتقاد مايك مينيان حارس مرمى ميلان لها مؤخرًا بعد أن خرج علانية وتحدث عنها.
الحارس الفرنسي الذي خسر نهائي كأس العالم بتلك الطريقة يجب أن يكون أول من يوافق على تلك القوانين، لكنه موقفه كان على النقيض من ذلك، وهذا إن دل فيدل على مدى غضب حراس المرمى منها.
وفي سخرية واضحة من تلك القواعد كتب مينيان: "القواعد في عام 2026: الحراس يجب أن يعطوا ظهورهم للمسدد، ولو تم التصدي للكرة يحصل اللاعب المنفذ على ضربة حرة غير مباشرة".
سنوات التفوق الأوروبي
البعض قد يتساءل لما الحديث عن التفوق الأوروبي في كرة القدم في مقال يتحدث عن ركلات الجزاء والترجيح؟! لكن للإجابة على ذلك علينا أن نوضح السياق أولًا.
في كرة القدم وبالتحديد في كأس العالم وفي النسخ الأربعة الأخيرة التي سبقت تنظيم قطر للبطولة كانت الكلمة الأوروبية هي الأعلى.
إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا فازوا باللقب بالترتيب ودون أن يقاطعهم أي منتخب أمريكي جنوبي أو من خارج القارتين الأكبر في عالم كرة القدم.
وجاء إيميليانو مارتينيز لينهي هذا التفوق بلعبة ذهنية بسيطة أثر فيها على نجوم هم الأغلى في العالم وأخرجهم من حالة التركيز.
وهنا يأتي دور نظرية المؤامرة التي نتحدث عنها في الأسطر المقبلة ونوضح كيف يمكن لها أن تلعب دورًا في كل ذلك.
نظرية المؤامرة
المغرب في نصف نهائي كأس العالم كأول فريق عربي وإفريقي يصل إلى تلك المرحلة بعد أن أخرج إسبانيا بركلات الترجيح وتفوق على البرتغال.
والأرجنتين كسرت التفوق الأوروبي في النهائي والذي استمر طيلة أربع نسخ وأعادت البطولة إلى أمريكا الجنوبية بعد غياب حوالي 20 عامًا.
كيف يمكن لذلك أن يحدث بينما يسيطر كبار أوروبا على مفاصل الاتحادات القارية والدولية للعبة ولديهم القدرة على لوي القوانين بما يسمح لهم أن يجعلوا منتخباتهم تتفوق.
ولو كان الأمر يتعلق بنزاهة اللعبة فلما لا تسن قوانين واضحة تمنع التأثير على الحكام أثناء اللعب والتوقف المستمر للعب أو غيرها من الأمور، ذلك مجرد طرح نطرحه عليكم، ونترك الاستنتاجات لكم.
بيت القصيد
صحيح أن إيميليانو مارتينيز زاد في تصرفاته التي قد يعتبرها البعض غير مقبولة، من تشتيت للخصم واحتفالات مبالغ فيها، لكن هل يعني ذلك أن نحرم كرة القدم من أحد جوانبها المثيرة؟
أيجب علينا لاحقًا أن نجعل كل لاعب ينزل إلى ملعب المباراة وهو يحمل كتابًا مقدسًا في يده ويقسم قبل البداية ألا يقوم بأي فعل قد يغضب الأخ الأكبر في الغرف المغلقة؟!
أم في التعديل القادم سيكون على الحارس أن يتصدر للكرات وهو معصوب العين أو يعطي ظهره للكرة كما قال مينيان؟!
.png?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)